الصداقة المؤذية تستنزف طاقة الأطفال

المراهقون يميلون إلى دفع والديهم بعيدا عنهم بدلا من ائتمانهم على مسائلهم الشخصية لذلك عليهم أن يسهّلوا عليهم التحدّث معهم.
الاثنين 2022/10/31
الأطفال في حاجة إلى نصائح آبائهم

واشنطن - يؤكد خبراء علم النفس أن الصديق المؤذي هو الشخص الذي كلما زادت فترة وجوده مع الصديق، شعر بتأثيره السلبي عليه، وكأنه قد أكل شيئا فاسدا، فيظل يشعر بتعب لا يعرف سببه على وجه التحديد، وهو شخص يوصف عادة بأنه متحكم وغيور ومستهلك للآخرين تماما.

ويرى الخبراء أنه إذا كان عمر الطفل من 5 أعوام إلى 11 عاما، ويعيش تجربة صداقة سامة، فمن الضروري أن تتدخل الأم، خاصة في المرحلة الابتدائية، حيث يتطلع الأطفال إلى آبائهم لمشاركتهم تجاربهم الحياتية.

وقال إيرين ليونارد الطبيب النفسي الأميركي إن الطفل الذي يمر بصداقة سامة مع طفل آخر تتغير شخصيته فقد تلاحظ الأم تغيرا جذريا في شخصية طفلها وسلوكه، أو حتى عادات نومه وشهيته وعليها عدم تجاهل ذلك.

وأضاف أنه على الأم الانتباه إلى طفلها عندما تشعر بأنه توقف على الأشياء اليومية التي كان يقوم بها كاللعب مع الحيوانات الأليفة.

إذا كان عمر الطفل من 5 أعوام إلى 11 عاما، ويعيش تجربة صداقة مؤذية، فمن الضروري أن تتدخل الأم لنصحه وتوجيهه

وأشار إلى أن الطفل الأناني يكون في الغالب غير آمن وعادة ما يتعرض للتهديد من قبل الأطفال العاطفيين الذين قد يجتمعون حوله ويستهدفونه باستمرار، وعندما يتعرض هذا الطفل للهجوم والضغط المستمر يتحول إلى طفل هجومي، وذلك للدفاع عن نفسه وقد يتحول إلى طفل شرير وعدواني في عيون الجميع.

ومن العلامات الدالة على أن الطفل يعيش صداقة سامة هو أن يصبح قلقا للغاية بشأن مظهره وملابسه وأشيائه المفضلة والأسرة والمنزل، وأن يصبح شديد التركيز على صداقة واحدة، أو يتمرد على القواعد، سواء في المنزل أو المدرسة.

كما يكثر الطفل الذي يعيش صداقات مؤذية من الشكوى من الذهاب إلى المدرسة. وأحيانا يكشف عن أنه يتعرض لضغوط للقيام بأمور لا يريدها.

ويعرف الخبراء الصداقة المؤذية بأنها نوع من العلاقات يتسبب فيها أحد الأطراف في أذى كبير لطرف آخر سواء على المستوى العاطفي أو النفسي أو حتى على مستوى الصحة الجسدية.

ويحتاج الأطفال الذين يعانون من الألم أو الضيق العاطفيين إلى شخص يصغي إليهم.

ويميل المراهقون إلى دفع والديهم بعيداً عنهم بدلاً من ائتمانهم على مسائلهم الشخصية، لذلك عليهم أن يسهّلوا عليهم التحدّث معهم. ويمكن أن يشكّل الوقت الذي يقضيه الوالدان رأساً برأس مع أولادهم أو النزهات الطويلة سيراً على الأقدام أو إرسال الرسائل القصيرة أو حتّى إرسال الرسائل عبر فيسبوك أدوات مفيدة لتشجيعهم على فتح قلبهم لهم.

وينصح الخبراء بتشجيع المراهق على المشاركة في الأنشطة خارج المنهاج الدراسي مثل الرياضة، الموسيقى، أو العمل بوقت جزئي، بنادٍ أو جمعية محلّيين، أو أي شيء آخر حيث يستطيع إنشاء علاقات جديدة مع أشخاص من نفس التفكير.

كما أن الهواتف المحمولة والرسائل الفورية والتكنولوجيا يمكنها أن تكون مفيدة لعلاقات الصداقة في المراهقة. عبر إبقاء ما يرسله المراهق ويتلقّاه تحت المراقبة.

17