الصحافيون الإسرائيليون عدو في أعين اليمين المتشدد

وسائل إعلام إسرائيلية تحمل نتنياهو مسؤولية إرساء مناخ معاد للصحافة.
الجمعة 2021/05/21
دائما هناك منزعجون من التغطية الصحافية

يتعرض الصحافيون ومراسلو وسائل الإعلام الإسرائيلية لاعتداءات متواصلة من قبل اليمين المتطرف الذي ينظر إلى تغطيتهم المتوازنة على أنها “معادية للسامية” و”تخدم العدو”، فيما يقول الصحافيون إن تحريض السياسيين المستمر ضدهم على الإنترنت ساهم في تغذية العنف.

القدس - تصاعدت وتيرة العنف ضد الصحافيين الإسرائيليين من قبل اليمين المتطرف في الأيام الأخيرة، ما دفع القنوات التلفزيونية الإسرائيلية إلى توفير الحماية لمراسليها البارزين الذين تلقوا تهديدات بالقتل والاعتداء لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبات المناخ العام في إسرائيل معاديا بشكل كبير للصحافيين الذين يحاولون أن ينقلوا تغطية متوازنة للأحداث بغض النظر عن وسائل الإعلام التي يتبعون لها، بالتزامن مع بدء التوتر في القدس.

ووفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، تعرض الصحافيون للهجوم أثناء تغطيتهم لأعمال شغب وضربات وغيرها من الأحداث المرتبطة بالنزاع.

وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن مراسلين من القناة “12” وقناة “كان” الإخبارية والقناة “13” تعرضوا لاعتداءات جسدية في الأيام الأخيرة بعد أن خرج متطرفون يمينيون إلى الشوارع لاستهداف إسرائيليين من أصل فلسطيني في مواقع مختلفة.

وكان من بينهم أيالا حسون الصحافية والمقدمة التي كانت جزءا من طاقم تلفزيوني تعرض للاعتداء بالحجارة في اللد الأسبوع الماضي من قبل جماعة “لا فاميليا” اليهودية اليمينية المتطرفة. وقالت حسون “أرادت الجماعة تحطيم الكاميرا وألقوا نحوي بحجر بحجم صخرة، لقد حماني عمود الصوت”.

كما تعرض المصور روليك نوفيتسكي في محطة “كان نيوز” الإسرائيلية العامة لهجوم بالركل والضرب بخوذة دراجة نارية من قبل متطرفين يهود في تل أبيب الأسبوع الماضي، أثناء تغطيته مظاهرة، مما أدى إلى نقله إلى المستشفى.

يائير ترشيتسكي: على السياسيين التوقف عن خلق جو عام يضفي الشرعية على العنف ضد الصحافيين ووسائل الإعلام
يائير ترشيتسكي: على السياسيين التوقف عن خلق جو عام يضفي الشرعية على العنف ضد الصحافيين ووسائل الإعلام

وتم تعيين حراس شخصيين للعديد من المراسلين الإسرائيليين البارزين في أعقاب ما وصفه اتحاد الصحافيين في إسرائيل بأنه “عدد غير مسبوق من الهجمات” على الصحافيين خلال الصراع الحالي.

وتم تزويد مراسلي القناة “12” دانا فايس ورينا مزليح ويونيت ليفي وغاي بيليغ بحماية أمنية في وقت سابق من هذا الأسبوع ردا على تهديدات عنيفة. وألقت الشرطة القبض على مشتبه به الاثنين لإرسال رسائل تهديد عبر الإنترنت.

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن المشتبه بهما يوسف بيريتس ويوسف معتوف، اللذين وجهت إليهما لائحة اتهام في ما بعد بالاعتداء، قالا إن الصحافيين “معادون للسامية” ويساريون قبل مهاجمتهم. كما هاجم رجال مراسلة القناة “13” ليئور كينان وهم يصرخون بأنها “تنشر الكراهية” و”تنزع الشرعية عن البلاد”.

وواجه عدد من الصحافيين اعتداءات خلال اشتباكات في مدينتي الرملة واللد المختلطة بين العرب واليهود. حيث تعرض الصحافيون باروخ كرا وأيالا حسون وعمري مانيف من القناة “13” لهجوم من قبل مثيري شغب يهود في ثلاث حوادث منفصلة، بينما تم تخريب سيارة مملوكة لموشيه كادوش من القناة “20” من قبل مواطنين عرب. وسبق أن تعرضت مانيف لهجوم من قبل حشد من المتطرفين اليمينيين خلال احتجاجات مناهضة للإغلاق في وقت سابق من هذا العام.

وقالت نقابة الصحافيين في إسرائيل في بيان الثلاثاء “شهد الأسبوع الماضي عددا غير مسبوق من الاعتداءات على الصحافيين، على خلفية العنف المتزايد بين اليهود والعرب، والهجوم الصاروخي على إسرائيل، والحرب في غزة، والتحريض المستمر على الإنترنت ضد وسائل الإعلام والصحافيين”، ورحبت بإدانة بيريتس ومعتوف.

ونقلت صحيفة هآرتس الأربعاء عن رئيس النقابة يائير ترشيتسكي قوله إن “سنوات من نزع الشرعية عن وسائل الإعلام، وخاصة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنصاره، خلقت بيئة مواتية للعنف ضد وسائل الإعلام”.

وأفاد “إن جعل الناس يعتقدون أن الصحافيين هم العدو”، يؤدي إلى العنف، ودعا الشرطة إلى أخذ مثل هذه الهجمات على محمل الجد، ودعا السياسيين إلى التوقف عن خلق “جو عام يضفي الشرعية على هذا العنف”.

Thumbnail

وقام يائير نتنياهو ابن رئيس الوزراء بنشر تغريدات على حسابه في تويتر تتضمن رسائل مناهضة لوسائل الإعلام في الأيام الأخيرة، متهما وسائل الإعلام الإسرائيلية بإنتاج “دعاية معادية” “تخدم أعداءنا”.

وزعم أن “100 في المئة من الحجج من معاداة السامية في العالم ووسائل الإعلام الدولية ضد إسرائيل تستند إلى الحجج التي تعرضها القنوات الإسرائيلية”.

وأعلن أن “الصحافة في خدمة العدو”.

واعتبرت هآرتس أن خطاب يائير يمثل إلى حد كبير صدى خطاب والده وحلفائه، الذين اتهموا وسائل الإعلام بقيادة “مطاردة الساحرات” و”محاولة الانقلاب” ضده.

وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي قيام القوات الإسرائيلية بمحاصرة ودفع بن ويدمان مراسل “سي.إن.إن” في أحد الحواجز.

وظهر ويدمان، الذي كتب تقارير عن الصراعات في سوريا والحرب السابقة في غزة عام 2014، وهو يبتعد بيأس بينما كان يتفقد يده، التي ربما تكون قد أصيبت خلال الحادث.

وشارك في نشر الفيديو مراسل “سكاي نيوز” في الشرق الأوسط مارك ستون في تغريدة، وفي نفس المقطع، شوهد مراسل صحافي آخر يتعرض للدفع بعنف من قبل جندي آخر.

وأشار ستون إلى أن سلوك القوات الإسرائيلية في الفيديو ليس حادثا منعزلا.

ودعت لجنة حماية الصحافيين السلطات الإسرائيلية إلى “بذل قصارى جهدها لحماية الصحافيين الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يغطون الاضطرابات والنزاع، ويجب أن يضمنوا أن أعضاء الصحافة يمكنهم العمل بأمان وحرية”.

وتأتي الموجة الحالية من الهجمات على الصحافيين الإسرائيليين بعد أقل من عام على سلسلة من الاعتداءات العنيفة على الصحافيين من قبل يهود متدينين غاضبين من التغطية الإعلامية لانتهاكات مجتمعية واسعة النطاق لقواعد مكافحة وباء كورونا في وزارة الصحة.

ووقعت ثمانية اعتداءات على الأقل في أكتوبر الماضي، تلتها عدة اعتداءات أخرى بعد أن تحولت الاحتجاجات المناهضة للإغلاق إلى أعمال شغب في بني براك في يناير.

18