الصالون الوطني للحروفيات في الجزائر أعمال تتشابك مع الأدب والمعمار

المعرض شهد مشاركة 39 لوحة فنية وظف فيها الفنانون المشاركون الحرف العربي باستعمال الألوان حول مواضيع مختلفة.
الأربعاء 2021/12/22
الحروف العربية طاقة جمالية

تلمسان (الجزائر )– اختتمت مساء الثلاثاء الحادي والعشرين من ديسمبر بمركز الدراسات الأندلسية الطبعة الرابعة للصالون الوطني للحروفيات، والذي افتتح الأحد بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية وإدراج الخط العربي في التراث العالمي غير المادي.

وقد ضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) يوم الثلاثاء “الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات” للقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

جاء ذلك خلال الاجتماع السادس عشر للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي المنعقد عبر الإنترنت من الثالث عشر إلى الثامن عشر من ديسمبر الجاري برئاسة بونشي نيلام ميجاسوات من سريلانكا.

وقد نجحت 16 دولة عربية من بينها الجزائر بقيادة السعودية في التنسيق فيما بينها لتسجيل الخط العربي على قوائم الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو. وأدرجت اليونسكو في تراثها غير المادي الخط العربي الذي يشكّل رمزا ثقافيا أساسيا في العالمين العربي والإسلامي رغم تراجع عدد الخطاطين، في تصنيف يتيح الحفاظ على تراث يكون في الكثير من الأحيان مهدّداً.

وقد ثمّن الصالون الوطني للحروفيات الجزائري حدث إدراج الخط العربي في القائمة العالمية والاهتمام الكبير الذي يحظى به هذا الفن العريق الذي يشتبك مع مختلف العناصر الثقافية والحضارية العربية من أدب ومعمار وغيرهما.

وشهدت هذه الدورة من الصالون، المنظمة من طرف المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي لتلمسان بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد ديب، عرض 39 لوحة فنية وظف فيها المشاركون الحرف العربي باستعمال الألوان حول مواضيع مختلفة.

كما تم ضمن ذات المراسيم المنظمة على مدار يومين تحت شعار “حرف، لون وكتاب” انطلاق المسابقة الوطنية في الحروفيات بمشاركة 15 فنانا من إجمالي الفنانين المشاركين في هذه الطبعة والمقدر عددهم بـ30 فنانا من 18 محافظة جزائرية على غرار تلمسان وأم البواقي وورقلة وتقرت والبليدة.

وتم بذات المناسبة إقامة ثلاث ورشات الأولى حول “توظيف الحرف العربي في التشكيل والتعامل مع الخامات غير التقليدية في تنفيذ العمل” والثانية حول “تصميم أغلفة الكتب باعتماد عمل تشكيلي حروفي كمادة للتصميم” وورشة أخرى موجهة للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية أطرها مختصون في الحروفيات.

Thumbnail

كما نظمت على هامش هذا الصالون ندوة علمية حول “فن الحروفية” تخللتها العديد من المداخلات حول “الحروفية كأسلوب معاصر وإشكاليات التصنيف والاصطلاح فيها وإشكاليات الهوية المطروحة حولها” وأخرى حول “الحروفية إشكاليات وقواعد الإبداع” و”علاقة المخطوط بالحروفية” وذلك لفائدة الطلبة والفنانين والمهتمين بالحروفيات إلى جانب تتويج الفائزين الثلاثة الأوائل في المسابقة الوطنية للحروفيات، كما انتظمت زيارة لفائدة المشاركين إلى المعالم الأثرية لتلمسان خلال اليوم الثاني لهذه التظاهرة.

ويهدف الصالون إلى خلق مدرسة في فن الحروفيات بالجزائر والتعريف بالفنانين والخطاطين المشتغلين على فن الحروف باعتباره فنا معاصرا يهدف إلى توظيف الحرف العربي في العمل الفني التشكيلي.

 ويعدّ الخط العربي فنّا وثيق الصلة بالإسلام، وقد انتقل إلى شمال أفريقيا منذ القرن السابع الميلادي في سياق الفتوحات الإسلامية. وظهرت منه ستة أنواع أساسية، بينها خط “الديواني” المعتمد في مراسلات السلاطين العثمانيين، و”الكوفي” الذي استعمل في نسخ المصاحف وتغيّرت تسميته بحسب المدينة التي انتشر فيها على غرار الخط المغربي نسبة إلى منطقة المغرب العربي.

13