"الصاروخ المعترض" بطولات فردية مفبركة في نزاع نووي بين روسيا وأميركا

الفيلم يعيدنا إلى حقبة سابقة من أفلام الحركة.
الأحد 2022/06/12
المرأة السوبر ذات القدرات الخارقة

يحصل في بعض الأحيان أن تتساءل وأنت تشاهد فيلما من الأفلام هل هي مصادفة أن يتم إنتاجه بالتزامن مع أزمة ما، أم أن عرضه يندرج في إطار حملة إعلامية ودعائية. ينطبق هذا السؤال على فيلم “الصاروخ المعترض”.

يعرض فيلم “الصاروخ المعترض” للمخرج ماثيو ريلي متزامنا مع الحرب الجارية وقائعها في أوكرانيا، والتي تقاتل فيها الولايات المتحدة بالنيابة، وعلى هذه الخلفية تتكرر التساؤلات والمخاوف من إمكانية نشوب حرب نووية بين البلدين النوويين، وفي هذا يمضي الفيلم لتقديم فرضية موازية.

يقدم الفيلم صورة محتملة للمواجهة النووية على افتراض أن الصواريخ الروسية لكي تنطلق من أقرب النقاط من ألاسكا مثلا فإنها تحتاج إلى أقل من نصف ساعة لكي تصل إلى أهدافها لضرب المدن الأميركية، لكن الصواريخ المتطورة الأميركية – كما في الفيلم – سوف تكون جاهزة لاعتراض تلك الصواريخ الروسية في خلال أقل من ربع ساعة وذلك من قاعدتين إحداهما في ألاسكا والثانية سرية تقع في المحيط الهادي وتحديدا في جزر هاواي.

قوتان دراميتان

هذا الفيلم يتميز بالإيقاع المتسارع للأحداث ودائما هنالك شاشات وبيانات وعلامات تحذير وأجواء حرب وعد تنازلي

لكن السؤال هو ماذا لو تمكنت روسيا من تعطيل هاتين القاعدتين بالتسلل إليهما وتجنيد عملاء أميركان من الجنود أو الضباط العاملين هناك لاختراقها.

ذلك ما سوف يقع فعلا وسوف تمضي بنا الأحداث لمواكبة عملية تمرّد مفاجئ من الجهتين، فعلى جهة الولايات المتحدة هناك من العسكر المنشقون لصالح روسيا، وفي روسيا هنالك المتطرفون الذين سرقوا 16 صاروخا عابرا للقارات يريدون بها محو الولايات المتحدة عن بكرة أبيها.

في موازاة ذلك هنالك الضابط جي جيكولينز (الممثلة ايلسا باتاكي) التي تبدأ معها أحداث الفيلم بوصولها إلى القاعدة الجوية في عرض المحيط الهادي، ليتم تهيئتها لأداء دور المرأة الخارقة، إذ سيقتل الجنرال المشرف عليها ويتمرد آخرون وتبقى هي وجندي من أصول هندية ضعيف الشخصية بمعنى أنها هي التي سوف تتولى عملية الإنقاذ.

يتميز هذا الفيلم بالإيقاع المتسارع للأحداث ودائما هنالك شاشات وبيانات وعلامات تحذير وأجواء حرب وعد تنازلي، وهنالك صواريخ نووية وغواصات وما بين الولايات المتحدة وروسيا من صراع صعب تصور نتائجه الكارثية.

وها نحن أمام قوتين دراميتين فاعلتين في مسار هذا السرد الفيلمي إحداهما هي الكابتن جيجي التي بإمكانها أن تصرع الرجال وتقاتل ببسالة وتستخدم كل سلاح متاح، أما على الجهة الأخرى فهنالك الضابط المنسق اليكسندر كاسيل (الممثل لوك بريسي) وهو الذي يقود التمرد مع زميل آخر يكره الأجانب بدعوى أنهم أخذوا منه فرصته، وهنا سوف يزج المخرج بالمزيد من الأحداث بتدخل رئيسة الولايات المتحدة وفريقها.

ولبث المزيد من الترقب في الدفع بالشخصيات الدرامية إلى مواجهة لا رجعة فيها، فإن الفضول يدفع إلى معرفة من هو كاسيل الذي يقود التمرد، وإذا به ابن سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة وهو يذم والده، خلفيات مركبة تتراوح ما بين الدوافع العنصرية وبين رفض سياسات الولايات المتحدة كلها تتشابك في هذه الدراما.

المرأة الخارقة

تشابك درامي لافت
تشابك درامي لافت

في المقابل فإن انطلاق تلك الصواريخ المدمرة سوف يكون كافيا لانتهاء اللعبة وعجز الولايات المتحدة عن إجلاء مواطنيها لاسيما وأنها صواريخ ماحقة ذات رؤوس نووية لكن ماذا لو كانت المنقذ هي الكابتن جيجي وكيف ستقهر الرجال وكيف سوف تسترجع القاعدة العسكرية وكيف سوف تضع يدها على زر الصواريخ الاعتراضية في الدقيقة الأخيرة، كل ذلك يتواتر في هذه الدراما الفيلمية في سياق قطع الأنفاس والترقب.

على الجهة الأخرى فإن الكابتن جي جي التي ارتقت إلى مرتبة الأبطال هي في الحقيقة موضوع تحرش جنسي طالها من طرف الجنرال الذي يرأسها في وقت سابق، وبسبب سطوته تصبح جي جي هي المذنبة ويتم إخراجها من عملها لتعود إلى تلك القاعدة مجددا ولتجري تلك الوقائع.

ولنا أن نتوقف عند رأي بعض النقاد في هذا الفيلم ومنهم الناقد برايان تاليركو في موقع روجر إيبيرت فهو يعد هذا الفيلم “موضة قديمة” من أفلام الأكشن وهو يعيدنا إلى حقبة أفلام الحركة التي كان نجمها تشاك نوريس والفارق هو استبدال جيجي بنوريس، وبمعنى آخر فإن الفيلم لم يفلح في إقناعنا بالمرأة السوبر ذات القدرات الخارقة ولا المرأة التي تعمل في سلك العسكر لكنها ليست مصارعة على أية حال ولا هي قاهرة الرجال فكيف تجتمع هذه كلها على صعيد واحد.

لعل الأرضية التي تأسست عليها العديد من الأفلام التي ترتبط بالمرأة الخارقة هي التي تبدو أكثر إقناعا لاسيما وأننا تابعنا ذلك من خلال أفلام الكوميكس، أما هنا فتختلط المشاعر الوطنية بالبطولة الخارقة لاسيما وأن جي جي تتقبل قتل والدها أمام عينيها وتقطيع أطرافه على أن تستسلم للمتمردين، وبذلك تم رسم صورة مسبقة ما تلبث أن تتكامل أمامنا دون الكثير من الإدهاش، انتصار جي جي إلى درجة أن الروس سينتقمون برصاصة واحدة في القلب من المتمرد كاسيل وفي لحظة بإمكانهم قتل جي جي، ليوصل لنا الفيلم رسالة مفادها أن الروس أيضا اعترفوا ببطولة جي حي.

14