الشواطئ تناديكم فلا تنسوا الالتزام بأساليب الوقاية من الوباء

ساهمت إجراءات تخفيف الحجر الصحي في عدد من البلدان أو إلغائها كليا ببلدان أخرى في عودة الحياة الطبيعية تدريجيا إلى نسقها العادي، مما جعل الكثيرين يفكرون في قضاء العطلة الصيفية على الشواطئ، بعد فترة طويلة من الإغلاق لكن عدم القضاء نهائيا على فايروس كورونا، جعل الخبراء ينصحون ببعض الإجراءات الاحترازية للحد من انتقال العدوى.
برلين – تعتبر الإجازات الطريقة المثلى لتحسين الأداء الإدراكي للإنسان، فهي ليست مجرد وقت يقضيه الإنسان متوقفا عن أداء ما اعتاد فعله بشكل عام، بل إنها ذات تأثير كبير ومهم على الصحة النفسية والعقلية والجسدية للإنسان، وفق ما تؤكده الدراسات.
ومع تراجع حالات الإصابة بفايروس كورونا في بعض البلدان قد يرغب البعض في قضاء العطلة الصيفية على الشواطئ والاستمتاع بالهدوء والاستجمام بعد فترات الحظر والإغلاق الطويلة. وقد قدم أطباء السفر النصائح والإرشادات الصحية الواجب مراعاتها عند السفر إلى الوجهات السياحية، مؤكدين على ضرورة ارتداء الكمامات كوسيلة للحد من انتشار عدوى الفايروس في المناطق السياحية والفضاءات المفتوحة.
وقد أصبح قناع الفم والأنف من التجهيزات الاحترازية الواجب ارتداؤها في الحياة العملية، وحتى في العطلات، كما أن ارتداء القناع صار إلزاميا من معظم شركات الطيران أو حتى عند الخروج للتسوق في الوجهات السياحية.
وأوضح البروفيسور توماس يلينيك، أخصائي طب السفر الألماني، قائلا “يجب استبدال القناع مرة واحدة في اليوم على الأقل، وإلا فإنه سيصبح مصدرا للعدوى، ولذلك يتعين على السياح اصطحاب عدد كاف من الأقنعة في العطلات الصيفية أو الاعتماد على الأقنعة القابلة للغسل”.
من جهتها أكدت الصيدلانية الألمانية أورسولا زيلربيرج أن صيدلية السفر في زمن كورونا ينبغي أن تشتمل على كميات مناسبة من الكمامات والقفازات بحيث تكفي مدة الرحلة.
قناع الفم والأنف أصبح من التجهيزات الاحترازية الواجب ارتداؤها في الحياة العملية، وحتى في العطلات
وأضافت زيلربيرج أنه في حال استخدام كمامات قماشية، فينبغي مراعاة غسلها في درجة حرارة لا تقل عن 60 مئوية لقتل الفايروسات، التي قد تكون ملتصقة بها.
ومن المهم أيضا اصطحاب كميات كافية من مستحضرات تطهير وتعقيم اليد، تحسبا لعدم توفر إمكانية غسل اليدين بالماء والصابون.
كما أوضح البروفيسور يلينيك أن الحفاظ على التباعد الاجتماعي يعتبر أهم نصيحة يجب الالتزام بها أثناء السفر في ظل تفشي فايروس كورونا. لذا يجب تجنب الأنشطة والفعاليات، التي قد تتحول إلى بؤر لانتشار الفايروس بدرجة كبيرة، وهي الأحداث التي يتعرض فيها الأشخاص للإصابة بشكل أكثر من المتوقع.
ويمكن أن يحدث ذلك أثناء العطلات عند الذهاب إلى النوادي الليلية والاحتفالات، التي يغني فيها الكثير من الأشخاص ويصرخون ويتحدثون بصوت عالٍ في مكان ضيق، خاصة بعد الذي كشفته الدراسات من أن فايروس كورونا يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عند الكلام وليس فقط عن طريق السعال أو العطس.
ويمكن أن تبقى جسيمات اللعاب الصغيرة الناتجة عن الكلام معلقة في الهواء مدة 12 دقيقة، وفق ما أظهرته دراسة حول دور رذاذ اللعاب في انتشار الفايروس.
وقد كشف ذلك في اختبار استخدمت فيه أشعة الليزر لتسليط الضوء على هذه الجسيمات.
ومع الأخذ في الاعتبار تركّز الفايروس في اللعاب، قدّر العلماء أن كل دقيقة من التكلم بصوت عال يمكن أن تولّد أكثر من ألف من الجسيمات التي تحتوي على الفايروس قادرة على البقاء في الهواء لمدة ثماني دقائق أو أكثر في مكان مغلق. لذلك ما زالت تعد التجمعات مصدر خطر.
وأضاف البروفيسور الألماني أن حفلات الشواطئ ليست من الخيارات المناسبة حاليا؛ حيث يزداد خطر الإصابة بالعدوى عندما يهب النسيم من الخارج ويجلس الأشخاص بجوار بعضهم البعض.
كما نصح الأفراد بضرورة التقليل من معدلات التواصل بالأشخاص الآخرين للتقليل من خطر الإصابة بالعدوى وللتمكن من ذلك ينبغي تجنب ارتياد الأماكن العامة وشتى التجمعات غير الضرورية وبشكل خاص تلك الفعاليات التي يلتقي عبرها أشخاص كثيرون.
وتجنب تلك الأماكن سيقلل من احتمال التعرض للعدوى والإصابة بالأمراض المعدية .
وينصح الطبيب الألماني السياح بعدم تطهير مقابض الأبواب بأنفسهم، ويجب أن يثق السياح في أن الفنادق والمطاعم ستقوم بهذه المهمة، ولكن في المقابل تظهر أهمية المطهرات عند استعمال المرحاض في محطات السكك الحديدية أو أثناء رحلات الطيران؛ حيث يتعين على السياح استعمال المطهرات في مثل هذه الأماكن.
وأشار يلينيك إلى أن زجاجة صغيرة من المطهرات تكفي استعمال المرء لمدة أسبوعين تقريبا، ويمكن أن يتم وضع زجاجة صغيرة في حقيبة اليد لاستعمالها أثناء السفر وأخرى في الحقيبة الكبيرة.
وحذر الطبيب الألماني من استعمال مطهرات اليد بشكل مفرط؛ نظرا لأنها قد تتسبب في تلف فلورا البشرة والإصابة بالأكزيما، كما أن القفازات البلاستيكية قد تزيد الوضع سوءا. ولا يرى يلينيك ضرورة لاصطحاب مناشف خاصة أثناء السفر، حيث إنها تشغل مساحة في الحقيبة دون داع، ودائما ما تقوم الفنادق الجيدة بغسل المناشف بصورة صحيحة أكثر من المنازل.
كما أشار الطبيب الألماني إلى أن خطر الإصابة بفايروس كورونا ليس مرتفعا عند تناول الطعام من البوفيه؛ نظرا لأن الأشخاص لا يتحدثون أو يغنون بصوت عالٍ أثناء تناول الطعام، علاوة على التزام الفنادق بوجود مسافة كبيرة بين طاولات الطعام.
وأكد طبيب السفر الألماني أنه لا يمكن تجنب خطر العدوى أثناء السفر بشكل كامل، وإذا رغب المرء في تجنب الإصابة بعدوى فايروس كورونا بنسبة 100 في المئة فمن الأفضل أن يعزل نفسه في المنزل.