الشماتة في مقتل حسن نصرالله تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي

بيروت - تباينت ردود الفعل القوية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تأكيد مقتل حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني الجمعة، في قصف للقوات الإسرائيلية استهدف مقر الحزب الواقع بالضاحية الجنوبية في بيروت، ولم يسبق أن ظهرت حالة من التشفي ضد أي جهة تقصفها أو تحاربها إسرائيل كما حدث هذه المرة.

وتفاعلت أطياف عديدة من الناشطين العرب مع مقتل نصرالله الذي أكده الحزب، من بينهم المنضوون تحت لواء أحزاب سياسية تفاعلوا مع الواقعة بسرعة كبيرة عبر بيانات وتنديدات واسعة، إلى جانب احتجاجات ميدانية ومسيرات تضامن مع حزب الله وغضب لمقتله. وفي لبنان، تباينت المشاعر بين من يشعرون بالشماتة ومن يعتبرون مقتله ضربة قاسية لحزب الله.

في المقابل، تحتفل بعض المجتمعات بالفوضى التي تعيشها الميليشيا القوية. لا يوجد مكان في العالم يتجلى فيه هذا الشعور بقوة أكبر من أجزاء من سوريا، حيث لعب حزب الله دورا رئيسيا في مساعدة الرئيس بشار الأسد على شن حملة قمع وحشية ضد معارضي حكم عائلته الذي دام عقودا من الزمان، وحيث دفعت أنباء الضربات الإسرائيلية على أحياء حزب الله إلى الغناء في شوارع معاقل المتمردين.

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا مقاطع فيديو للاحتفال بمقتل القيادي في حزب الله حسن نصرالله، بينما تحدث ناشطون يمنيون عما عايشوه بسبب دعم حزب الله للحوثيين.

وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة خروج سوريين إلى شوارع منطقة الأعزاز لتوزيع الحلوى على المارة، فضلا عن تكبيرات وتهليلات امتلأت بها مكبرات الصوت في المساجد، عقب مقتل نصرالله، فيما رد آخرون على الانتقادات ضدهم بسبب احتفالهم مستذكرين الضحايا الذين سقطوا بسبب تدخل حزب الله في سوريا، وقال أحدهم:

وقال آخر:

وأعرب ناشط مصري عن حيرته:

وجاء في تغريدة:

وقال آخر:

وأعرب البعض من المجتمع السني في العراق عن مشاعر مماثلة، وهو شعب يشعر بالمرارة ليس فقط بسبب ما يعتبره معاملة انتقامية وقمعية من قبل حكومة الأغلبية الشيعية المدعومة من إيران في البلاد، ولكن أيضا بسبب القوة المتنامية للميليشيات الشيعية القوية في بلادهم.

وكانت العديد من المجتمعات العربية، بما في ذلك بعض الجماعات المسيحية والعديد من العالم الإسلامي السني، حذرة إن لم تكن معادية لشبكة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، والتي يعتقدون أنها تهدف إلى دعم الهيمنة الطائفية.

وتحدث ناشطون عن مؤامرة مفترضة وتخلي إيران عن حلفائها في المنطقة بعد أن أحجمت عن الرد على اغتيال إسماعيل هنية زعيم حركة حماس على أراضيها، رغم التصريحات النارية والوعيد بالانتقام لمقتله، وعلق ناشط:

وكتب ناشط:

وفي اليمن بعد الجدل المتواصل حول مقتل نصرالله، خرج وزير الأوقاف والإرشاد اليمني السابق القاضي أحمد عطية، بفتوى شرعية بشأن “فرح المسلم بهلاك الظالم”. وقال القاضي عطية إن “فقهاء الإسلام قالوا ‘الفرح بموت الظالم الفاجر لأجل ما يحصل من زوال مفسدته، وانتهاء شره مشروع وجائز سواء مات حتف أنفه، أو قتله مسلم، أو قتله كافر'".

وكان وزير الأوقاف والإرشاد الحالي محمد عيضة شبيبة قال "مات حسن نصرالله، مات وقد أشبع اليهود سبا وأثخن في المسلمين قتلا، كانت حنجرته ضد اليهود، بينما ارتوى خنجره من دماء المسلمين".

وأضاف الوزير في حسابه على منصة إكس “مات وقد أخبرنا بعظمة لسانه وتباهى على الهواء مباشرة بأنه لن يذهب للقتال في القدس حتى يقاتل في القلمون، والزبداني، وحمص، وحلب، ودرعا، والسويداء، والحسكة… وحقا صدق وهو كذوب، ففي هذه المدن العربية المسلمة سحق الأطفال وهتك الأعراض ودمر كل حي وقصف كل قائم، وبشكل فظيع، ينمّ عن حقد كبير".

في المقابل اعترض بعض المعليقن عن الشماتة في مقتل حسن نصرالله وتقطيع أوصال الميليشيا. وفي هذا السياق عبر المخرج المصري خالد يوسف عن استيائه الشديد من حالة الشماتة التي أظهرها البعض. وأشار خالد يوسف في تصريحاته خلال برنامج "حضرة المواطن" على قناة "الحدث اليوم"، إلى أن تلك الشماتة تتجاوز الحدث نفسه وتثير الشكوك حول هوية أصحابها.