الشعور بالرضا يقلل من اضطراب القلق الاجتماعي

قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق يمكن أن يزيد من مستوى السيروتونين وقد يبقي اضطراب القلق الاجتماعي بعيدا.
الاثنين 2021/12/06
اضطراب القلق الاجتماعي يتفاقم في الشتاء

لندن – يشير خبراء علم النفس إلى أن أصغر الحركات يمكن أن تشجع الجسم على إفراز هرمونات الشعور بالرضا والمعروفة باسم الإندورفين. وتساعد هذه الهرمونات على التخلص من الحالة النفسية المزعجة التي تُعرف باسم الاضطراب العاطفي الموسمي الذي يواجهه الكثيرون مع بداية فصل الشتاء.

ويمكن أن تتراوح الاضطرابات العاطفية الموسمية من الحالة المزاجية المنخفضة المستمرة إلى الاكتئاب، وعادة ما تظهر وتبدأ في التراجع في نفس الوقت تقريبا من كل عام.

وخلال هذه الفترة يبلغ الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي عن شعورهم بالخمول وتقلب المزاج. وفي الحالات الأكثر خطورة يمكن للمصابين باضطراب القلق الاجتماعي الإبلاغ عن شعورهم بأعراض الاكتئاب حتى بداية أشهر الصيف.

وينصح الخبراء بعدم تجاهل أي أعراض تتعلق بالصحة النفسية، من بينها كآبة الشتاء، وتنصح هيئة الخدمات الصحية بالتفكر في رؤية طبيب عام إذا كان الشخص يعتقد أنه قد يكون مصابا باضطراب القلق الاجتماعي ويكافح من أجل التكيف.

وفي حين أن زيارة متخصص هي أفضل طريقة للتعامل مع الصحة العقلية في حال عدم القدرة على التكيف، فهناك أيضا بعض الطرق الطبيعية التي يمكن استخدامها لمحاولة تحسين الحالة المزاجية بشكل طبيعي ومعالجة التوتر.

لا مانع من الحصول على ساعة فراغ ليفعل الشخص ما يريد القيام به دون انقطاع كما أن الحصول على قسط كاف من النوم أمر حيوي أيضا للصحة العقلية

وقال الدكتور آلان كوهين، من هيئة الخدمات الصحية الوطنية، إن أي نوع من التمارين مفيد طالما أنه يناسب الشخص وهو يفعل ما يكفي منه، مشيرا إلى ضرورة أن يكون التمرين شيئا يستمتع به، وإلا فسيكون من الصعب العثور على الدافع للقيام بذلك بانتظام.

وتنص هيئة الخدمات الصحية على أن التمارين المنتظمة يمكن أن تعزز المزاج إذا كان الشخص يعاني من الاكتئاب، وهي مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط.

وتوصلت الأبحاث إلى أن قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق في الأيام المشمسة يمكن أن يزيد من مستوى السيروتونين وقد يبقي اضطراب القلق الاجتماعي بعيدا. ويمكن استخدام مصابيح مخصصة لحالات الاضطراب العاطفي الموسمي، والتي تعمل على محاكاة أشعة الشمس، ما قد يزيد من مستويات فيتامين د.

وتوصي هيئة الخدمات الصحية بمحاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من ضوء الشمس الطبيعي. وتقترح أيضا جعل بيئات العمل والمنزل مضاءة وجيدة التهوية بالإضافة إلى الجلوس بجوار النوافذ عندما يكون الفرد في الداخل.

ونصحت سامانثا حديدي المدربة الصحية وخبيرة التنفس بالتركيز بشكل مباشر على التنفس. وذلك عندما تصبح أنماط التنفس لدى الشخص سريعة أو غير مريحة، خاصة عند التوتر أو الشعور بالقلق.

وقالت حديدي إن “العمل التنفسي والتأمل طريقة بسيطة وسهلة للتعامل مع التوتر. إنه أمر سريع حقا يمكن أن يخرج الشخص مباشرة من وضع القتال أو الهروب”، مضيفة أن التأمل يمكن أن يساعد أيضا في التقليل من مشاعر التوتر والارتباك.

وسواء كان الأمر يتعلق بقائمة المهام التي لا تنتهي أو مجرد مخاوف من الحياة اليومية، يمكن أن يجد الكثير من الناس أنفسهم يشعرون بالإرهاق. وهذا شكل من أشكال التوتر الذي يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى الإرهاق، ولهذا من المهم إيجاد طرق لتخفيف هذا الضغط عن عقل الشخص وجسده.

وأوضحت ناتالي فيريغنو الخبيرة الصحية أنه لا مانع من الحصول على ساعة فراغ ليفعل الشخص ما يريد القيام به دون انقطاع. كما أن الحصول على قسط كاف من النوم أمر حيوي أيضا للصحة العقلية وفقا للسيدة فيرينغو، وقد يكون إغلاق الهاتف ليلا أمرا أساسيا.

17