الشروط الأميركية على لبنان تثير سجالا بين جنبلاط وأورتاغوس

بيروت - اندلع سجال بين الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط ونائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، على خلفية الشروط الأميركية للبنان، التي اعتبرها جنبلاط “مستحيلة”.
وقال جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق، في مقابلة مع قناة “العربي” الفضائية، الخميس، إن “شروط أورتاغوس مستحيلة، ومنها استئصال حزب الله، وأسلحته”.
كما حذّر من دعوات التطبيع في لبنان تحت ضغط الانهيار الاقتصادي والسياسي، واعتبر أنّ “التطبيع مع إسرائيل هو انصياع كامل لرغبة الصهيونية،” كما أكد أن “لبنان هو المثال المعاكس لإسرائيل التي ترفض التعدّدية والتنوع”.
وردّا على كلام جنبلاط، علّقت أورتاغوس عبر حساب “ديفيد داوود” الذي نشر مقاطع من المقابلة على منصة إكس، بتعليق تهكمي قالت فيه “المخدرات مضِرّة، وليد”.
وهذه العبارة اشتهرت بها المغنية الممثلة الأميركية الراحلة ويتني هيوستن في إحدى مقابلاتها التلفزيونية، حينما أكدت أن مخدّر “الكراك” تافه وعديم القيمة وإنها لا تتعاطاه.
في المقابل، رد جنبلاط على تعليق أورتاغوس عبر حسابه على منصة إكس قائلا “الأميركي القبيح”. مع وسم: “مورغان أورتاغوس”.
وأرفق تعليقه بصورة للوحة موقّعة باسم الفنان هانز لاروين عام 1917، تُظهر جنديًا في ساحة معركة يحمل بندقية، بينما تحتضنه شخصية على هيئة هيكل عظمي يرتدي زيًا عسكريًا وتضع يديها على كتفيه.
وعبارة “الأميركي القبيح” التي استخدمها جنبلاط تعود إلى رواية للكاتبين ويليام يوليوس ليدر ويوجيني بورديك تعود إلى العام 1958، وفيلم أنتج لها عام 1963.
وتروي الرواية قصة أميركي يسافر إلى دولة جنوب شرق آسيا في مهمة لحفظ السلام، لكن قدرته التحليلية لا تسمح له برؤية الوضع السياسي إلا بصورة مبسطة وهي “صراع بين الشيوعية والديمقراطية،” ولدى تمكنه أخيرا من رؤية الاضطرابات السياسية كأمر أكثر تعقيدًا، يكون الأوان قد فات.
ومطلع أبريل ، زارت أورتاغوس لبنان وأعلنت أن واشنطن تواصل الضغط على الحكومة “من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح حزب الله وكافة الميليشيات (..) وأن ذلك يجب أن يتم في أقرب وقت ممكن”.
يأتي ذلك، فيما جدد الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، الأحد، التمسك بحصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية تنفيذا للقرار الأممي 1701.
وفي العام 2006 تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1701 لوقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل على أساس إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان، وتنفيذ اتفاق الطائف وقرارات دولية أخرى تطالب بنزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان.
وتتصاعد ضغوط دولية على لبنان لنزع سلاح حزب الله، منذ أن بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل في 27 نوفمبر 2024.