الشركات تتسابق لتقديم رؤية بديلة في تصاميم المركبات الصغيرة

المطورون يستعدون لجولة تنافس في 2022 لابتكار طرز أكثر مرونة وقوة
الأربعاء 2021/12/22
ما رأيك في رحلة بهذا الصندوق

يتدافع المطورون داخل ورشات تصنيع السيارات في سباق لتقديم رؤية بديلة لما ستكون عليه السيارات الصغيرة مستقبلا، وخاصة تلك التي تعمل بالبطاريات للظفر بأكبر ما يمكن من المستهلكين الذين يستمتعون بقيادة مركبة تجمع كل التفاصيل في التصميم دون إغفال الجوانب التقنية.

برلين - جذب ابتكار السيارات الصغيرة خلال العام الحالي أنظار المتابعين ليس فقط لكونها خفيفة الوزن ويمكن أن تسير في الطرق بسهولة أكبر، ولكن أيضا بسبب مظهرها المميز والانسيابية وما تتمتع به من تقنيات حديثة التي باتت تضاهي المميزات التي تطبع نظيراتها الكبيرة.

ولطالما كان استهلاك الوقود في السيارات المخصصة للمدن المزدحمة من الأمور البارزة، وحتى إذا كانت تعمل بالطاقة الكهربائية فهي تبدو في كل الأحوال قيمة بالنسبة إلى المالكين الجدد. ومن المتوقع أن يكون 2022 عاما حافلا بالموديلات الأكثر قدرة وأقل كلفة.

وتقدم السيارات الكهربائية الصغيرة التي بدأت العديد من الشركات في التركيز عليها بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة رغم المطبات، حلا نموذجيا لمشاكل التنقل في المدن الكبيرة، فضلا عن عدم الإضرار بالبيئة بفضل عدم صدور انبعاثات ضارة من محركاتها.

ورغم ارتفاع أسعارها مقارنة بالسيارات التقليدية، إلا أن هذه الموديلات تتميّز بعملية شحن سهلة باستخدام الأسلاك المتوفرة عبر الربط مع مصدر طاقة عبر قابس تحت شعار العلامة التجارية الموجود على الغطاء الأمامي للسيارة في معظم الأحيان.

كما تعتبر سهولة القيادة والشخصية والراحة والتنوع نقاطا مهمة لاختيار النوع أو الفئة أو الطراز المناسب رغم أن مشتري هذا النوع من المركبات يبحثون بشكل متزايد عن فرص لتخصيص مشترياتهم من أفضل مجموعة من خيارات الألوان مثلا.

وإلى جانب ذلك فإن المعلومات والترفيه تشكل أولوية أيضا، حيث تقدم العديد من سيارات المدينة ترفيها بشاشة تعمل باللمس وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، ناهيك عن الاتصال بأنظمة أبل كار بلاي وأندرويد أوتو.

فيم أوبتر: الانبعاثات ليست فقط هي المشكلة، فالأمر يتعلق أيضا بمتطلبات الحجم
فيم أوبتر: الانبعاثات ليست فقط هي المشكلة، فالأمر يتعلق أيضا بمتطلبات الحجم

ووسط ذلك كله تسعى الشركات للتسابق بشكل أقوى لتقديم رؤية بديلة في تصاميم المركبات الصغيرة التي لا يزال بعض الخبراء يشككون في جدواها حتى مع توظيف الطفرة التكنولوجية في بنائها.

ويعمل مصممو الشركات دون كلل على إدخال تغييرات جذرية على كل أجزاء السيارات الصغيرة حتى تتماشى والتطور الحاصل في معظم الفئات عبر اعتماد تصاميم تزيد من راحة السائقين.

ويقول خبير السيارات الألماني فيم أوبتر في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية إن انبعاثات العادم ليست فقط هي التي تسبب المشاكل في المدينة، فالأمر يتعلق أيضا بمتطلبات المساحة الزائدة، الأمر الذي جعل العديد من الشركات تصمم موديلات صغيرة تعتمد على الدفع الكهربائي، ولكن مميزة كذلك من حيث الشكل.

ومن الأمثلة على هذا الاتجاه ما أعلنته شركة ميكرولينو عن تطوير سيارتها ميكرولينو الصغيرة، التي تعتمد على نظام الدفع الكهربائي الخالص، وهي توفر مساحة لشخصين فقط ومساحة تخزين صغيرة للمشتريات.

وعلى الرغم من المظهر الكلاسيكي للسيارة التي تصنعها الشركة السويسرية حيث تأتي بطول لا يتجاوز المترين ونصف المتر مع عرض يبلغ متر ونصف المتر ووزن لا يتجاوز نصف طن، إلا أنها تستند على العديد من الحلول التقنية الحديثة مثل مصابيح ليد والقمرة الرقمية والشاشة اللمسية كعنصر استعمال مركزي.

وتتمتع ميكرولينو بالعديد من خصائص السلامة ومجموعة تعليق مريحة، بينما ينبض بداخلها محرك كهربائي بقوة 20 كيلوواط، مع بطارية سعة 90 كيلوواط ساعة تبلغ مدى السير 200 كيلومتر.

وفي جانب آخر من العالم، تطور شركة سيتي ترانسفورمر سيارتها الجديدة القابلة للطي ضمن فئة السيارات الصغيرة المعتمدة على نظام الدفع الكهربائي الخالص.

وتظهر جاذبية هذه المركبة في تصميمها المثير حيث تعتمد على أبواب مجنحة حيث يمكن تقليل عرض السيارة البالغ 1.4 متر بنحو 40 سم بضغطة زر واحدة حيث تحاول السيارة الاختبارية ثنائية المقاعد تقديم حل لمشكلة الصف في المدن المزدحمة، وما يتم سحبه فقط هو مجموعة التعليق والعجلات، في حين تبقى الكابينة دون تغيير.

وتم تزويدها بوسادات هوائية ونظام تدفئة، فضلا عن نظام الكبح المانع لانغلاق العجلات أي.بي.أس، مع دعم كامل لأنظمة الأمان عبر العديد من المستشعرات. وبالإضافة إلى الإصدار المخصص لشخصين بالغين، سيكون هناك أيضا إصدار لشخص بالغ وطفلين.

وتستند السيارة على محركين كهربائيين بقوة 15 كيلوواط، مع بطارية ليثيوم أيون سعة 14 كيلوواط ساعة، تكفي للوصول إلى مدى السير 180 كلم قبل الحاجة للشحن، والذي يستغرق 30 دقيقة للوصول إلى 80 في المئة.

أيقونة أرخص من دراجة ديفيتسون
أيقونة أرخص من دراجة ديفيتسون

وأكثر ما يثير الاهتمام بالفعل هو الفلسفة التي طبعت سيارة سيتروين آمي التي اعتبرتها منصة “ديزاين بووم” أن تتمتع بأفضل تصميم لسيارة كهربائية صغيرة للطرق الوعرة في العالم.

ولتأكيد شخصيتها، قدمت الشركة الفرنسية مفهوما خاصا بها وتقول إنها صممت المركبة التي تظهر بطول مترين ونصف المتر “لتكون الرفيق الممتع والوظيفي والعملي والصديق للبيئة”.

ويمكن أن يدخل قائد السيارة والراكب الأمامي عبر الأبواب التي يتم فتحها في اتجاهات مختلفة حيث يتم فتح باب السائق للخلف مثل رولز رويس فانتوم، وباب الراكب الأمامي للأمام بالشكل التقليدي.

أما المقصورة الداخلية لسيتروين آمين فتوفر مساحة لحيز الأمتعة خلف مقاعدها الثنائية والتي يتم فصلها بشبكة بلاستيكية خلف مسندي الظهر. وتظهر المقصورة بتجهيزات وفرش ملونة قابلة للغسل كما تتمتع كذلك بمقود مربع منبسط على غرار وحدات تحكم ألعاب الفيديو.

وخلف المقود تم تصميم شاشة قياس 5 بوصة لعرض بيانات القيادة الهامة مثل مدى السير المتبقي من المدى المحدد بمسافة 100 كيلومتر، بينما يساعد المحرك الكهربائي بقوة 6 كيلوواط السيارة على الوصول إلى سرعة 45 كيلومترا في الساعة.

ولتزيد من المتعة، قامت الشركة الفرنسية بإتاحة ميزة استخدام الهاتف الذكي ليشكل وحدة التحكم والاتصال بين السيارة والمستخدم، حيث يتم استخدامه كمفتاح وكجهاز ملاحة وشاشة لعرض بعض البيانات مثل السرعة.

ولم تترك الشركات بدورها أي شيء للصدفة حيث كشفت شركة وولينغ الناشئة عن سيارتها الكهربائية نانو، التي يبدو مظهرها مستوحى من الطبيعة الصينية.

التقنيات الحديثة والانسيابية والمظهر الخارجي المميز في الموديلات الصغيرة تضاهي المميزات التي تطبع نظيراتها الكبيرة، مع استهلاك أقل للطاقة

ويرى المختصون أن وولينغ نانو لن تكون أصغر مركبة تعمل بالكهرباء في العالم فقط، بل ستكون إحدى أكثر السيارات المطروحة بأسعار معقولة. ووفقا لما نشره موقع “نيوز تراك لايف”، فإن بعض الخبراء يتوقعون أن يكون هذا الطراز أرخص سيارة صديقة للبيئة على الإطلاق.

ورغم ذلك، فإن المطورين في الشركة لم يغفلوا عن التصميم الذي يظهر بشكل انسيابي بفعل طولها الذي لا يتجاوز المترين ونصف المتر وارتفاع أكثر بقيل من متر ونصف المتر.

وما يساعدها على أن تكون جاذبة للأنظار وممتعة أثناء القيادة هو أن دفع السيارة التي تشبه إلى حد كبير سيارة أم.جي إي 200، يعتمد على سواعد محرك كهربائي بقوة 24 كيلوواط، مع عزم دوران أقصى يبلغ 85 نيوتن متر.

ولم تفصح وولينغ عن سعة البطارية حتى الآن ولكنها تَعد بمدى سير يصل إلى 305 كيلومتر مع إمكانية إعادة شحن البطارية بالكامل في غضون 4.5 ساعة بواسطة جهاز شحن بقدرة 6.6 كيلوواط ضمن باقة التجهيزات الاختيارية.

وتشتمل باقة التجهيزات القياسية لسيارة نانو الكهربائية الصغيرة على نظام مراقبة ضغط هواء الإطارات ومساعد الصعود على الطرق الجبلية ومساعد تعزيز الاتزان.

وتحتوي سيارة نانو على مكابح مزوّدة بتقنية منع الانزلاق ومكابح إلكترونية وحوامل مقاعد الأطفال، إضافة إلى نظام تحذير للمشاة عند السرعات المنخفضة.

وتضمّ سيارة نانو كاميرا للرؤية الخلفية ونظام مراقبة ضغط الإطارات وتكييف الهواء والدخول دون مفتاح ونظام الاتصالات عن بُعد ومصابيح أمامية ثنائية باعثة للضوء ليد وشاشة رقمية مقاس 7 بوصات.

15