الشركات الناشئة تواجه مأزق خفوت تمويل استثمارات المناخ

الاستثمار تراجع بمقدار 20 في المئة خلال النصف الأول من هذا العام بمقارنة سنوية لكن دعم الشركات في مرحلة النمو انخفض بشكل أكبر.

الاثنين 2024/07/08
فرصنا تتراجع

لندن - تتعرض الكثير من الشركات الناشئة حول العالم في مجال تكنولوجيا المناخ، إلى مأزق كبير لمعاضدة الجهود العالمية في مسح البصمة الكربونية، يتمثل في تراجع تمويل الكيانات المستعدة لبناء مرافق على نطاق تجاري.

وبحسب تقرير جديد نشرته شركة تحليل المعلومات والبيانات سايت لاين كلايمت قبل أيام، فقد تراجع الاستثمار بمقدار 20 في المئة خلال النصف الأول من هذا العام بمقارنة سنوية، لكن دعم الشركات في مرحلة النمو انخفض بشكل أكبر.

وضخ المستثمرون نحو 11.3 مليار دولار في قطاع تكنولوجيا المناخ على مستوى العالم، منها 2.8 مليار فقط ذهبت إلى الشركات الناشئة في مرحلة النمو. وبالمقارنة، شهدت الشركات في تلك المرحلة استثمارات قدرها 4.2 مليار دولار في النصف الأول من 2023.

وتعود بيانات سايت لاين كلايمت إلى 2020، والنصف الأول من ذلك العام الذي ظهرت فيه الجائحة، هو الوقت الوحيد الذي كان فيه تمويل الشركات في مرحلة النمو أقل.

كيم تشو: عتبة سقف الاستثمار لم تصلها الكثير من الشركات بعد
كيم تشو: عتبة سقف الاستثمار لم تصلها الكثير من الشركات بعد

والشهر الماضي، كشفت المحادثات التحضيرية بين مفاوضي المناخ من الدول، في بون بألمانيا، عن الخلافات بين الحكومات حول من يجب أن يدفع وكم يدفع، لتمويل مكافحة تغير المناخ.

ومع بقاء خمسة أشهر فقط قبل قمة المناخ (كوب 29) التي تعقدها الأمم المتحدة في أذربيجان خلال شهر نوفمبر المقبل، لا تستطيع الدول الاتفاق على حجم فاتورة التمويل العالمي لمساعدة العالم النامي على مكافحة تغير المناخ، ناهيك عن كيفية تقسيمها.

وسيحل الهدف الجديد محل مبلغ 100 مليار دولار سنويا الذي تعهدت به البلدان الغنية لتمويل المناخ اعتبارا من عام 2020. وقد تحقق هذا الهدف بعد عامين. لكن المحادثات التمهيدية التي جرت في بون لم تسفر عن أي اختراقات كبيرة.

وتقول كيم تشو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لسايت لاين قولها إن المستثمرين ينفقون أموالا على نطاق واسع في مراحل النمو اللاحقة والبنية التحتية لبحثهم عن شركات ناشئة بإيرادات لا تقل عن 10 ملايين دولار. وأشارت في كلامها الذي نقلته وكالة بلومبيرغ إلى أنها “عتبة لم يصلها الكثير من شركات تكنولوجيا المناخ بعد”.

واعتاد المستثمرون على أصول البنية التحتية التقليدية مثل طاقتي الشمس والرياح وتخزين الطاقة في بطاريات، والتي تُعتبر أكثر جذبا للتمويل من التكنولوجيات النظيفة الناشئة مثل الطاقة النووية المتقدمة والطاقة الحرارية الأرضية واحتجاز الكربون والهيدروجين.

ونتيجة لذلك، فإن الشركات الناشئة في السلسلة الثانية ومراحل النمو “عالقة في منطقة مجهولة للتمويل”، كما تعتقد تشو، التي أوضحت أن رأس المال الجريء يركز على المشاريع الصغيرة والتجريبية، بينما يستهدف تمويل المشاريع تلك التي أثبتت بالفعل جدواها على المستوى التجاري.

وقالت “إذا أرادت الشركات الناشئة اجتياز “وادي الموت” هذا، فإن عليها التركيز على تأمين المشترين لخدماتها من خلال اتفاقيات ملزمة، سواءً كان ذلك الهيدروجين أو البطاريات أو الفولاذ الأخضر.

وثمة علامات تحذيرية للشركات الناشئة، حيث تشهد تلك التي تعد في مرحلة التأسيس انخفاضا مستمرا في نشاط الصفقات منذ الذروة التي بلغتها في 2023. وأضافت تشو “عندما نتحدث مع المستثمرين الأوليين، نجد أن أيام الحصول على فكرة ومحادثة رائعتين حقا والحصول على موافقة تلقائية قد ولت”.

◙ 2.8 مليار دولار تمويلات خلال النصف الأول من 2024 مقارنة مع 4.2 مليار قبل عام

ويُطلب من الشركات حاليا الخضوع لعملية الفحص الفني النافي للجهالة الأكثر تنظيما، ويعكس هذا تراجعا في المشهد العام للمشاريع وسط التضخم ومخاوف المستثمرين بشأن متى قد تنخفض أسعار الفائدة.

ومع ذلك، فإن الشركات الناشئة التي لديها خارطة طريق مجدية لتطوير مشاريع على نطاق واسع لاتزال تحصل على التمويل. وجمعت شركة فيرفو إنيرجي لتطوير الطاقة الحرارية الأرضية نحو 244 مليون دولار في جولة تمويل إستراتيجية في شهر فبراير الماضي بقيادة ديفون إنيرجي كورب.

وتركز فيرفو بشكل كبير على توفير الطاقة الثابتة النظيفة لمراكز البيانات المتعطشة للطاقة بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي.

وقادت سيلا لبطاريات أنود السيليكون والمعروفة سابقا باسم “سيلا نانوتكنولوجيز”، وإليكترا الناشئة لشحن السيارات الكهربائية، هذه الفئة في النصف الأول من العام، إذ جمعت الأولى 375 مليون دولار والثانية 330 مليونا، وفق تحليل سايت لاين.

والشركتان مستقرتان نسبيا، كما أن جمع الأموال يُعد علامة على أن شركات النقل والبطاريات، التي تتمتع بقاعدة زبائن كبيرة تهيمن على القطاع.

ويعني النهج الأكثر حصافةً الذي يتبعه المستثمرون أنه يتعين على الشركات الناشئة إثبات قيمتها بشكل كامل. وتقول تشو إن الشركات التي تصل إلى هذه المقاييس، والتي تكون قادرة على تجاوز تلك المرحلة الحرجة من مشروع ما، لاتزال تحصل على التمويل.

غراف

 

10