الشركات الألمانية تتسابق إلى منتدى توظيف خاص باللاجئين

خطط ألمانية لتوفير حوالي 70 ألف فرصة عمل جديدة للاجئين خلال 2019.
الأربعاء 2019/02/06
تحويل أزمة اللاجئين إلى فرص لتحقيق المكاسب

تتسابق العشرات من الشركات الألمانية إلى منتدى توظيف خاص باللاجئين يقام سنويا بانتظام منذ 4 سنوات، بحثا عن المهارات الملائمة للوظائف التي تعرضها بهدف إدماجهم تدريجيا في سوق العمل الذي يعاني نقصا كبيرا في العمالة الماهرة.

برلين – يمثل نقص العمالة الماهرة في ألمانيا الشغل الشاغل بالنسبة للشركات التي يشارك ممثلوها في منتدى للتوظيف خاص باللاجئين يعقد حاليا في العاصمة الألمانية.

وتبذل السلطات المعنية بالتوظيف أقصى ما في وسعها للدفع قدما بهذا الاتجاه، ولكن معظم فرص العمل المعروضة هي للمساعدين والمعاونين من ذوي المهارات المتدنية.

ويعد اللاجئ مناف المفتاح البالغ من العمر 32 عاما مثالا لأولئك الذين فازوا بفرصة عمل في العام الماضي خلال “المعرض المهني والتدريبي للاجئين والأجانب الباحثين عن عمل”.

وساعدت مهارات تقنية المعلومات التي يتمتع بها الشاب السوري في جذب اهتمام إحدى شركات إنفينيت سيرفيسيز العاملة في هذا المجال. وبعد مرور عام، يعمل مناف حاليا لدى الشركة كمطور برمجيات مبتدئ، ويحاول تشجيع اللاجئين الآخرين على اتخاذ خطوة مماثلة ليقوموا ببناء حياة جديدة لأنفسهم في ألمانيا.

وجذب المعرض في دورته الرابعة هذا العام، والذي يوصف بأنه الأكبر من نوعه في أوروبا بأجنحته التي أقامتها 180 شركة، الكثيرين من الشباب.

370 ألف لاجئ من دول مثل سوريا والعراق والصومال حصلوا على وظائف، وفق وكالة التوظيف الاتحادية

ومن بين تلك الشركات، توجد شركات كبرى وشهيرة ذات علامات تجارية مرموقة عالميا، ولكن توجد أيضا جمعيات ومؤسسات أصغر تقدم معلومات حول التدريب والمزيد من التعليم.

وكان من بين العديد من الباحثين عن عمل رجل سوري يبحث عن تلمذة صناعية وتدريب مهني.

وقال الشاب الذي عاش في برلين منذ فراره من بلاده عام 2015 ويكسب عيشه حاليا عن طريق توزيع الصحف لوكالة الأنباء الألمانية “توجد الكثير من الفرص هنا”.

ووفق وكالة التوظيف الاتحادية الألمانية، فإن هناك 370 ألف لاجئ في البلاد من دول مثل سوريا والعراق والصومال وأفغانستان وباكستان وإيران ونيجيريا وإريتريا، لديهم وظائف حاليا.

ويزيد هذا بمقدار 100 ألف شخص عن عام مضى. ويتألف هذا الرقم من 300 ألف شخص يعملون بدوام كامل ويدفعون الضرائب والمساهمات الاجتماعية و70 ألفا يعملون بدوام جزئي أو ما يعرف بـ”الوظائف المصغرة”.

ويأخذ عدد العمالة بدوام كامل في الارتفاع بشكل ثابت، حيث ارتفع من عدد يزيد قليلا عن 61 ألف شخص في صيف عام 2013 إلى 157 ألف شخص في منتصف عام 2017، وذلك في أعقاب التدفق الكبير للاجئين في صيف 2015.

وحتى الآن، تم تسجيل 600 ألف لاجئ إضافي في سن العمل بمراكز تابعة لوكالة التوظيف الاتحادية. ويعني هذا أنهم يخضعون لدورات اندماج أو أنهم يتم تسجيلهم كعاطلين عن العمل.

ويرى ديتليف شيله رئيس الوكالة أن عشرات الآلاف منهم سيجدون وظيفة هذا العام، بالنظر إلى النقص العام في العمالة والمهارات في سوق الوظائف الألمانية.

وتوقع شيله في كلمته بمعرض الوظائف بأن الرقم سيتراوح ما بين 60 ألفا و70 ألفا. وقال “أؤمن بشكل أساسي أننا سننجح مجددا في إخضاع الكثير من شباب اللاجئين لبرامج تدريب”.

ديتليف شيله: لدينا نقص كبير في العمالة الماهرة في سوق التوظيف الألماني
ديتليف شيله: لدينا نقص كبير في العمالة الماهرة في سوق التوظيف الألماني

ويعزو رئيس الوكالة اندماج اللاجئين بسرعة أكبر مما كان عليه في السنوات الماضية، إلى مهارات اللغة الألمانية التي تتحسن مع مرور الوقت.

ومن بين الذين حصلوا على وظائف بدوام كامل في منتصف العام الماضي، كان نصفهم يعملون كمساعدين ومعاونين في مجال التنظيف أو الخدمات اللوجيستية.

وقد انعكس ذلك في معرض الوظائف أيضا، حيث تقدم العديد من الشركات أعمالا لا تتطلب تدريبا.

وتقوم شركة دويتشه بوست بتوظيف عمال في فرز وتوصيل الطرود، ووظفت 180 شخصا في معرض الوظائف الأخير، حسبما أفاد ممثل للشركة، الذي قال إن اللاجئين يظهرون “حافزا قويا” في عملهم.

ومن بين الوظائف المعروضة في القاعة مساعد في مجال البستنة ومساعد مطعم ومساعد فندق ومساعد رعاية صحية.

ويقول ممثل لشركة تكنولوجيا المعلومات التي يعمل بها المفتاح إن تلك الوظائف “ليست جميعها تتناسب مع العمال المهرة ولاسيما في الحالات التي تكون فيها الخبرة السابقة أو الدورة التدريبية شرطا مسبقا”.

وفي إطار معالجته لحقيقة أن الكثير من الوظائف المعروضة للاجئين هي مساعدون، قال شيله إن “الرسالة الموجهة إلى اللاجئين البالغين هي اعملوا أولا”.

وأكد أنه بمجرد أن يبدأ شخص ما العمل كمساعد، فإن هذا يمثل الخطوة الأولى للوصول إلى ألمانيا، مشيرا إلى أنه “يجب على المرء ألا يقلل من شأن هذا الأمر”.

وهناك تحركات تجرى على قدم وساق لدمج المزيد من النساء اللاجئات في سوق العمل الألماني.

وتشير إحصائيات وكالة التوظيف الاتحادية إلى أن 87 بالمئة من اللاجئين من الذين حصلوا على عمل العام الماضي كانوا من الرجال.

10