الشرق الأوسط يتحول إلى مركز عالمي في الدفع الرقمي

توقعات بوصول حجم المدفوعات في الوقت الفعلي إلى نحو 2.6 مليار دولار سنويا في غضون خمس سنوات.
الخميس 2023/05/04
أنجز معاملاتك وأنت جالس في بيتك

أكدت أحدث المؤشرات أن منطقة الشرق الأوسط تتّجه بصورة متسارعة نحو التحوّل إلى أن تكون مركزا عالميا رائدا في المدفوعات الرقمية في الوقت الفعلي، والتي تكتسح العالم بشعبيتها، بفضل اهتمام حكومات المنطقة بتطويع الرقمنة في قطاع التجارة.

دبي - يعكس نمو استخدام المستهلكين في الشرق الأوسط لوسائل الدفع الإلكتروني في تعاملاتهم اليومية إصرار صانعي القرار النقدي على تبني تمشّ يواكب التكنولوجيا المالية التي باتت إحدى السمات البارزة على تطور الاقتصادات.

وتعدّ المنطقة من أسرع أسواق المدفوعات في الوقت الفعلي نموّا على مستوى العالم، حيث يُتوقّع أن تشهد المعاملات زيادة من 675 مليون دولار في عام 2022 إلى 2.6 مليار دولار بحلول عام 2027، ما يمثل معدّل نموّ سنوي مركّب قدره 30.6 في المئة.

وكشف تقرير أصدرته الأربعاء شركة برمجيات المدفوعات في الوقت الفعلي ذات الأهمية الحرجة (أي.سي.آي وورلد وايد) بالتعاون مع شركة غلوبال داتا للبيانات والتحليلات أن السعودية والبحرين تعدان أبرز سوقين في هذا المجال.

سانتوش راو: لدى المنطقة فرصة لتحفيز النموّ بمدفوعات الوقت الفعلي
سانتوش راو: لدى المنطقة فرصة لتحفيز النموّ بمدفوعات الوقت الفعلي

وتتولّى أي.سي.آي تشغيل 25 برنامجا للمدفوعات في الوقت الفعلي على المستويين المحليّ والإقليمي ضمن ست قارات.

وفي حين تشكّل السعودية السوق الأكبر من حيث حجم المعاملات في الوقت الفعلي، تتصدّر البحرين التصنيف في نسبة الاعتماد لدى المستهلك، بفضل حالات الاستخدام الجديدة والمتطوّرة وخدمات الدفع الرقمية.

وفي حين باشرت الحكومات والهيئات التنظيمية في الشرق الأوسط إطلاق تفويضات وشروط جديدة لاعتماد هذا النوع من المعاملات، فمن المُتوقع قريبا أن تزدهر هذه الخدمة في دول مجاورة.

ورجّحت الدراسة أن تطلق الكثير من الدول في المنطقة، بما في ذلك الإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان، برامج وخططا، لذلك تُعطي الأولوية لتوفير ميزات مبتكرة وخدمات معزّزة جديدة.

وقال سانتوش راو نائب الرئيس الأول لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا لدى أي.سي.آي وورلد وايد إن “المدفوعات في الوقت الفعلي واعتمادها في الشرق الأوسط شهدت نموّاً ملحوظاً بفضل الرؤية الثاقبة للحكومات ودعم البنوك المركزية”.

وأكد أن المنطقة تتمتع الآن بفرصة لتحفيز النموّ الاقتصادي والشمول المالي من خلال المدفوعات في الوقت الفعلي.

وأشار إلى أن أي.سي.آي تعمل على دعم الحكومات والبنوك في جميع أنحاء العالم من خلال قيامها بطرح حلول المدفوعات في الوقت الفعلي، و”لدينا التزام بمساعدة دول الشرق الأوسط على تحقيق الفوائد الكاملة لهذه الحلول”.

ولتلبية الطلبات المتنامية من المستهلكين والشركات على وسائل أقلّ كلفة وأكثر سرعة وكفاءة للدفع، ومع تنامي قبول التجار لحلول المدفوعات في الوقت الفعلي، بدأ اعتماد المستهلكين والشركات يزداد نشاطًا وفعّالية عبر حالات الاستخدام الجديدة الشائعة.

ولأول مرّة يُحلّل تقرير “المدفوعات في الوقت الفعلي” لهذا العام معاملات لكلّ فرد من السكان شهريا مع تسليط الضوء على المجالات التي ينشط المستهلكون والشركات في استخدام هذه المعاملات بصورة أكبر.

ويتوقّع التقرير أن تصبح البحرين رائدة على مستوى العالم في اعتماد المستهلكين لهذه النوعية من المدفوعات، فبحلول 2027 سيقوم كلّ مواطن في البلد بإجراء ما يقارب 83 معاملة شهريا.

وهذا النمو سيجعل أصغر اقتصادات منطقة الخليج متقدّمة على البرازيل وتايلاند، وعلى أقرب منافسيها في المنطقة، السعودية والإمارات.

وكان البنك المركزي البحريني قد أطلق في العام 2015 نظام “فوري”، وهو خدمة مدفوعات في الوقت الفعلي أرست معيارا جديدا على مستوى المنطقة.

عملية دفع سلسة
عملية دفع سلسة

ويتمّ اليوم إنجاز ما يقارب 60 في المئة من المدفوعات الإلكترونية في البحرين في الوقت الفعلي، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 78.6 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة.

ومع تمكين المركزي البحريني لسهولة الاستخدام عبر التطبيقات الرقمية، مثل بنيفت باي، تساعد أنظمة المدفوعات في الوقت الفعلي في الترويج للشمول المالي وزيادة الاستقرار المالي في مختلف نواحي الاقتصاد، بما يساهم في تحقيق مستويات أعلى من النموّ.

ومن المتوقع أن يشهد إجمالي معاملات المدفوعات في الوقت الفعلي في البحرين نموا واسعا من 276 مليون في 2022 إلى 1.3 مليار معاملة في عام 2027، بما يُمثل معدّل نموّ سنوي قدره 35.5 في المئة، ليتخطى بذلك أيّ سوق آخر في الخليج.

في المقابل، تحافظ السعودية على مكانتها في قيادة التحوّل نحو المدفوعات في الوقت الفعلي على مستوى الشرق الأوسط بصفتها من أكبر الأسواق لهذه المدفوعات في المنطقة.

وشهد العام الماضي تسجيل 352 مليون معاملة في الوقت الفعلي بالسعودية، وهو رقم يُتوقع له أن يرتفع إلى نحو 1.2 مليار في عام 2027، بما يمثّل معدّل نموّ سنوي مركب قدره 26.1 في المئة.

وبفضل جهود الحكومة ودعمها لتطوير منظومة المدفوعات في الوقت الفعلي عبر تحديث البنية التحتية للاتصالات، شهدت السعودية تحوّلاً سريعاً نحو المدفوعات غير النقدية في السنوات الأخيرة.

وبحلول عام 2027، من المُتوقع أن تصبح غالبية المدفوعات في السعودية إلكترونية، وذلك بنسبة 7.4 في المئة للمدفوعات الوقت الفعلي ونسبة 48.6 في المئة للمدفوعات التي تستخدم أشكالاً أخرى من الوسائل الإلكترونية.

أهم الأسواق تطوّرا بحلول عام 2027

● 1.3 مليار معاملة بالبحرين
● 1.2 مليار معاملة بالسعودية
● 146 مليون معاملة بالإمارات

ووفق برايم تايم فور ريل-تايم احتلت السعودية المرتبة التاسعة ضمن قائمة الدول العشر الأوائل في اعتماد محفظة الهاتف المحمول، مع تأكيد 80 في المئة من المستهلكين في البلاد على التزامهم باستخدام محفظة الهاتف المحمول.

ويرى محللون أن ذلك يعود جزئيا إلى التدابير التي اتخذتها الحكومة في إطار استجابتها لتفشي الوباء، إذ شجعت المستهلكين على تبني أساليب جديدة لإجراء المدفوعات غير النقدية.

كما يُمكن أن يُنسب جزء كبير من نجاح المدفوعات في الوقت الفعلي إلى خطة السعودية الهادفة إلى تمكين وتحديث البنية التحتية، واعتماد المدفوعات الرقمية لتعزيز النموّ الاقتصادي والشمول المالي، في إطار جهودها الرامية إلى تحقيق “رؤية 2030”.

وبالنسبة إلى الإمارات، يقول خبراء أي.سي.آي إن إطلاق منصّة الدفع الفوري الوطنية من شأنه تحفيز النموّ القياسي والسريع للمدفوعات في الوقت الفعلي.

وفي حين تم إجراء ما يقارب 37.2 مليون معاملة مدفوعات في الوقت الفعلي في الإمارات خلال 2022، فمن المُتوقّع أن يرتفع عدد المعاملات إلى 146 مليونا بحلول عام 2027، ما يمثّل معدّل نموّ سنوي مركّب قدره 31.5 في المئة على مدى خمس سنوات.

وعلاوة على ذلك، شكّلت المدفوعات في الوقت الفعلي 1.1 في المئة فقط من إجمالي المعاملات غير الورقية العام الماضي، لكن هذا الرقم سيرتفع إلى 12 في المئة من إجمالي المدفوعات الإلكترونية بحلول عام 2027.

10