الشرطة الإسرائيلية تعتقل منفذ هجوم استهدف حافلة مصلين يهود بالقدس

القدس - أعلنت الشرطة الإسرائيلية الأحد توقيف رجل يشتبه بأنه نفذ الهجوم المسلح على الحافلة عند الفجر في وسط القدس، ما أدى إلى وقوع ثمانية جرحى بحسب حصيلة جديدة، إصابة اثنين منهم بالغة.
وقال متحدث باسم الشرطة كان إيلي ليفي للإذاعة العامة إن "الإرهابي بين أيدينا".
وأضاف في بيان أن بعد "مطاردة استمرت ساعات وبمشاركة عدد كبير من رجال الشرطة وحرس الحدود وجهاز الأمن العام، سلّم منفذ الهجوم نفسه، كما صودر السلاح المستخدم في العملية".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن منفذ الهجوم المسلح أمير صيداوي، وهو يحمل الجنسية الإسرائيلية، سلّم نفسه إلى الشرطة وبحوزته السلاح الذي استخدمه بعد مطاردة استمرت أكثر من ست ساعات.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت في وقت سابق بأن مسلحا فتح النار على حافلة قرب حائط البراق في القدس، كما نفذ إطلاقا آخر للنار في باب المغاربة، استهدف مركبة وعددا من المستوطنين خلال الساعات الأولى من صباح الأحد.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الأمن الإسرائيلية داهمت حي سلوان جنوب الأقصى ونفذت عمليات اعتقال، في حين رجح الإعلام الإسرائيلي أن المتهم بتنفيذ الحادث "من عرب إسرائيل"، مشيرا إلى أنه "تصرف بمفرده".
وأغلقت قوات الأمن الإسرائيلية محيط بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، بحثا عن المشتبه بتنفيذ عمليتي إطلاق النار قرب حائط البراق وباب المغاربة.
وقبل إعلان الشرطة، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بأن تستمر المطاردة حتى يتم القبض على المشتبه به. وقال في بيان "فليعلم كل من يتمنون لنا الشر أنهم سيدفعون ثمن أي ضرر يلحق بالمدنيين".
وتابع لابيد أن "القدس عاصمتنا، ومركز للسياحة لجميع الأديان"، مشددا على أن "قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي يعملان على إعادة الهدوء والشعور بالأمن إلى المدينة".
وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أيضا أن "قوات الأمن تعمل على تعقب المهاجم وأي شركاء".
وكان ثمانية أشخاص تعرضوا لجروح، بينهم اثنان إصابتهما خطرة، جرّاء هذا الهجوم المسلح في القدس، وفق ما أفادت الشرطة الإسرائيليّة ومسعفون.
وقالت الشرطة إنّها أُبلِغت بـ"إطلاق نار على حافلة قرب قبر داود... عناصر الشرطة طوّقوا المكان ويبحثون عن مشتبه به لاذ بالفرار".
ولوحظ انتشار كثيف للشرطة أمام الموقع بالقرب من حائط المبكى في البلدة القديمة في القدس.
وقالت "نجمة داود الحمراء"، منظّمة الإسعاف الطبّي في إسرائيل، إنّها تدخّلت بعد تلقّيها تقارير عن إطلاق نار على حافلة في القدس.
وذكر المتحدّث باسم "نجمة داود الحمراء" زكي هيلر أنّ "هناك ما مجموعه سبعة جرحى" هم "امرأة وستّة رجال"، مشيرا إلى أنّ حالة اثنين منهم حرجة.
وقال اثنان من المسعفين العاملين في المنظمّة "وصلنا بسرعة إلى المكان. في شارع معاليه هشالوم... أوقفنا المارّة من أجل إسعاف رجُلين يبلغان من العمر نحو 30 عاما كانا قد أصيبا في الحافلة. كانا بوَعيهما ويسيران مصابين بجروح في الجزء العلوي من الجسم".
وقال سائق الحافلة دانيال كانييفسكي للصحافيين "كنت عائدا من حائط المبكى. وكانت الحافلة مليئة بالركّاب. توقّفت عند موقف الحافلات في منطقة قبر داود. في تلك اللحظة بدأ إطلاق النار".
وأضاف وهو يقف أمام الحافلة التي اخترقها الرصاص "رأيت شخصين في الحافلة ينزفان. كان الجميع مذعورين".
والأسبوع الماضي، شنّ الجيش الإسرائيلي "عمليّة استباقيّة" في قطاع غزّة ضدّ حركة الجهاد الإسلامي، التي ردّت بإطلاق دفعة من الصواريخ باتّجاه إسرائيل.
وقد قُتل ما لا يقلّ عن 49 فلسطينيا، بينهم مقاتلون في الجهاد الإسلامي وأطفال، جرّاء هذا التصعيد العسكري الذي استمرّ حتّى دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
وتمّ التوصّل إلى وقف إطلاق النار هذا مساء الأحد بوساطة مصريّة، ما سمح الاثنين بإعادة فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزّة الخاضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما.
وفي الربيع، قُتل 19 شخصا، غالبيّتهم من المدنيين الإسرائيليين داخل إسرائيل، معظمهم في هجمات شنّها فلسطينيون. كما قُتل ثلاثة مهاجمين من العرب في إسرائيل.
وعقب ذلك، كثفت السلطات الإسرائيلية عملياتها في الضفّة الغربية المحتلة. وقُتل أكثر من 50 فلسطينيا منذ أواخر مارس، بينهم مسلّحون مشتبه بهم ومدنيّون، في عمليات وحوادث شهدتها الضفة الغربية.