"الشجرة" مشروع يُوثق ذاكرة السعوديين

الرياض – أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، مشروع “الشجرة” الذي يُوثّق ذاكرة الإنسان السعودي وبصمته الواضحة في مختلف المجالات، وذلك ضمن البرنامج الوطني “مبادرة إثراء المحتوى”، الهادف إلى تنمية صناعة المحتوى المحلي وتعزيز فرصه بالمملكة في شتى القطاعات الثقافية والإبداعية.
يقول مدير المشروع عبدالجليل الناصر “تعددت وسائل توثيق التاريخ والتراث الإنساني، بدءا من النحت على الصخر، ومرورا بصناعة الورق والكتابة عليها، وحتى عصر تقنية المعلومات الحديث، اليوم، التطور الكبير في الإعلام فتح مجالا جديدا للتوثيق الشفهي والمرئي للتراث الإنساني”.
ويوضح أن المشروع يُوثّق ذاكرة الإنسان في المملكة، ويركّز بشكل أساسي على فئة عمرية محددة تشمل الآباء والأجداد الذين شهدوا مراحل التطور والتغير في البلاد حتى الوصول إلى النهضة التي تشهدها، مشيرا إلى أن التوثيق من وجهة نظر الناس من مختلف مناطق المملكة يعطيه منظورا مختلفا.
ويتابع “الرؤية الثقافية التي يتبناها إثراء تجعل الدعم الذي يقدمه يتجاوز النواحي المادية ليشمل الدعم الاستراتيجي والإداري وتبادل المعلومات والخبرات. إضافة إلى ذلك، يحتضن إثراء طاقات بشرية تمتلك فهما عميقا لثقافة المملكة وإرثها وتاريخها، وهذا يجعل الدعم الذي يقدمه المركز للمشاريع الثقافية ذا طابع مختلف ويضمن نتائج مميزة ذات أثر مستدام. إثراء هم شركاء حقيقيون في هذا المشروع”.
وأفاد الناصر، أن المشروع أكمل 23 يوم تصوير في 13 مدينة من مختلف مناطق المملكة، التقى من خلالها بـ48 شخصية، تبلغ أعمارهم 60 عاما فأكثر، مشيرا إلى أن نظرتهم إلى الحياة وشهادتهم على التحولات التي مرت بها المملكة في مختلف المراحل والمدن إضافة إلى حديثهم عن حياتهم الخاصة صنعت أرشيفا ضخما يقارب 46 ساعة تسجيل مصورة بعدة كاميرات، فيما بلغ عدد العاملين على المشروع 20 شخصا، كلهم من أبناء وبنات المملكة.
ويبين الناصر أنه بعد الانتهاء من التصوير بدأ العمل على الأرشفة وتحويل كل المواد المسجلة شفهيا إلى مادة مكتوبة. مبينا أن العمل على المشروع استغرق 46 ساعة تسجيلية، كما أن فريق الكتابة في المشروع قام بإعادة كتابة العديد من الأجزاء؛ لتكون مناسبة للمحتوى لغويا وأدبيا. إذ يعمل المشروع الآن على التصميم والخط العربي وإنشاء مواد إضافية لإظهار الكتاب بالشكل المطلوب.