الشاهد يعترف بتوتر العلاقة بين الرئاسة والحكومة في تونس

باريس – اعترف رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد بأن “العلاقة” مع الرئيس الباجي قائد السسبسي تكون “معقدة أحيانا”، وذلك في مقابلة مع صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية.
وأكد الشاهد، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى باريس، أن “الرئيس رجل دولة. أتعامل معه وفقا للدستور. يمكن للعلاقات أن تكون معقدة أحيانا، لكن على مستوى المؤسسات وليس على المستوى الشخصي”. وتدهورت العلاقة بين الطرفين منذ منتصف العام الماضي، عندما طالب حزب نداء تونس بإقالة الشاهد وحكومته.
ولئن لم يعلن الرئيس الباجي قائد السبسي عن موقفه، إلا أن إعلانه فك ارتباطه بحركة النهضة بسبب رفضها إقالة الشاهد، عكسَ تماهيا مع موقف النداء. ولدى سؤاله عن ارتباطاته مع حزب النهضة الإسلامي، نفى الشاهد أن يكون حليفا له.
وقال “لست أنا من أوصل النهضة إلى السلطة. لقد ترأست حكومة وحدة وطنية قائمة على اتفاقات رعاها رئيس الجمهورية. أنا أتولى أعمال البلاد”.
ونهاية يناير الماضي أعلنت كتلة “الائتلاف الوطني” الموالية لرئيس الحكومة داخل البرلمان تشكيل حزب “تحيا تونس”. وتتكون تلك الكتلة في أغلبها من قيادات مستقيلة من حركة نداء تونس. واتهم قياديون في النداء حركة النهضة بالوقوف وراء تشكيل حزب “تحيا تونس”.
وقال القيادي عبدالعزيز القطي، إن “عائلة راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بمن فيها ابنه معاذ وصهره رفيق عبدالسلام هما مهندسا مشروع يوسف الشاهد تحضيرا للانتخابات القادمة”، كاشفا في المقابل أن “أعضاء حركة النهضة ضد بقاء يوسف الشاهد في الحكومة لكن عائلة الغنوشي هي من تتمسك بإبقاء مساندته للشاهد وهي من تشجع المارقين عن حركة النداء على الدخول ضمن مشروع الشاهد”.
ولم يؤكد الشاهد ما إذا كان سيترشح للانتخابات المتوقع عقدها هذا العام، وقال مازحا “لا أفكر في الأمر كلّ صباح وأنا أحلق ذقني..”، محاكيا بسخرية الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي عندما قال إنه يفكر في منصب الرئاسة “كل يوم عند الحلاقة”.
وتابع الشاهد “في ما يتعلق بالانتخابات، طموحي الأبرز هو أن ننجح في تنظيمها كما فعلنا في الانتخابات البلدية (في مايو الماضي). تلك استحقاقات هامة بالنسبة إلى ديمقراطية جديدة”. وينص الدستور التونسي لعام 2014 على إجراء الانتخابات التشريعية قبل 60 يوما على الأقل من نهاية ولاية البرلمان، أي بين أوائل أكتوبر وأوائل ديسمبر هذا العام، وبين أواخر أكتوبر وأواخر ديسمبر بالنسبة للانتخابات الرئاسية.
ويزور الشاهد فرنسا في زيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام بدأت الثلاثاء وتنهي الجمعة. وتم الخميس بالعاصمة الفرنسية توقيع 5 اتفاقيات تعاون بين تونس وفرنسا وذلك بإشراف رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد ونظيره الفرنسي إدوارد فيليب.
وتشمل هذه الاتفاقيات تحويل دين 2002-2007 وإنشاء جامعة فرنسية تونسية بأفريقيا والمتوسط، وكذلك التعاون في مجال النقل الدولي البري للأشخاص، فضلا عن تمويل الوكالة الفرنسية للتنمية لمشروع تحديث الخدمات الصحية بمحافظة سيدي بوزيد، إلى جانب مشروع دعم تجسيم البرنامج الوطني للصحة عبر استخدام المعلوماتية.
وتم توقيع الاتفاقيات بقصر ماتينيون إثر انعقاد الاجتماع الثاني للمجلس الأعلى للتعاون التونسي الفرنسي برئاسة يوسف الشاهد ونظيره الفرنسي إدوارد فيليب وبحضور عدد من الوزراء التونسيين والفرنسيين. وأُّحدث المجلس الأعلى للتعاون التونسي الفرنسي بمقتضى الاتفاقية الموقعة في 7 أبريل 2015 خلال زيارة رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي إلى فرنسا.