الشاعر #كاظم_السعدي ترند بسبب ضيق حاله.. وجه من وجوه احتضار الثقافة في العراق

بغداد - أثار ظهور الشاعر الغنائي العراقي كاظم السعدي في دار للمسنين بعد أن ضاق به الحال جدلا عراقيا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق.
وقال مغردون إن السعدي، الذي يعد من أبرز شعراء العراق وأكثرهم تأثيرا، يسكن دارا للمسنين في مدينة الكاظمية (شمال بغداد)، ولا يخضع للرعاية اللازمة لكون الدار متواضعة الخدمات. ودعوا -عبر حساباتهم- الجهات المعنية بالثقافة والفن إلى دعم كبار السن من الفنانين، معبرين عن استيائهم مما آل إليه حال شاعر شهير مثل كاظم السعدي.

كاظم السعدي يعد من أبرز شعراء العراق وأكثرهم تأثيرا، وقد ساهمت أشعاره في صناعة نجومية الكثير من الفنانين
وكشف الإعلامي حسين الجاف أن الشاعر كاظم السعدي يمر بظروف صحية ومادية صعبة جدا، وطالب الجهات المعنية بوقفة إنسانية لمساعدته. وغرد:
#كاظم_السعدي واحد من أهم الشعراء المؤثرين، لا يكتب نصا إلا وقد وجد طريقا إلى الشهرة والنجاح، إنه عراب أغنية “ميسور الحال” لكاظم الساهر و”يا ناكر المعروف” لعاصي الحلاني و”أشوفك وين يا مهاجر” لحاتم العراقي… إلخ. يجلس وحيدا مقيما في دار العجزة!
وقال الشاعر كاظم آل وحيد العنزي عبر حسابه على فيسبوك “شاعرٌ مهمٌ بحجم الكبير كاظم السعدي نراه اليوم يسكن في دار المسنين وبوضع بائس! حالة تؤلمنا جميعاً فمهما كانت الأسباب والمسببات لا يجوز لهذا العملاق أن يكون بهذه الحالة المبكية حقاً”.
وأضاف العنزي “إن كان قد تخلى عنه الأقربون فعلى وطنه ألا يتخلى عنه وعلى الشعراء والمبدعين وكل أبناء الشعب أن يقفوا إلى جانب هذا الرمز الوطني الغيور”، متسائلا “فكم كاظم السعدي في العراق، ألا يكفينا فخراً أنه كتب للكثير من نجوم الفن العراقي والعربي؟”.
وتابع “أنقذوا سعدي العراق.. وفي رأيي المتواضع الشاعر كاظم السعدي لا يقل شأناً عن الراحلين أحمد رامي وبيرم التونسي، فكلهم صنعوا للأغنية العربية مجدها ورسموا جمالها بصدقٍ وإحساس.
فمتى ينصف التاريخ رموزه؟ ومتى يعتز الوطن بمبدعيه وفنانيه؟”.
وساهمت أشعار السعدي في شهرة الكثير من المطربين العرب والعراقيين على غرار وليد الشامي الذي غنى من أشعاره “سيبه” و”مجنوني وأحبه كلش” وغيرهما، وغنى له الفنان اللبناني عاصي الحلاني “يا ناكر المعروف”، وغنت له اللبنانية ديانا حداد “أهل العشق دلوني”، وغنت له الفنانة العراقية أصيل هميم “بلاني زماني”.
كما تعاون مع عدة فنانين آخرين على غرار الفنان الإماراتي حسين الجسمي في أغنيته “كلنا العراق” التي حلقت في الوطن العربي. وكتب السعدي لكاظم الساهر أكثر من 20 أغنية ساهمت في نجوميته.
وكتب مغرد:
Ali90638059@
“كلنا العراق ..حبَيْبه أم كذيله. رائعة وجميلة. ألف ليلة وليلة حب وغرام”، كاتب كلمات هذه القصيدة الجميلة الشاعر الكبير كاظم السعدي في دار المسنين بعد أن تخلى عنه الجميع! لا كاظم الساهر ولا ماجد المهندس ولا غنى أشعاره! هذا الشاعر الذي جعل منكم نجوما ومشاهير! #الوفاء_عملة_نادرة
وقال الأديب العراقي جمال المظفر:
jamalalmudafer1@
حال المثقف العراقي! عار على الحكومات العراقية أن يعيش المثقف العراقي العوز والحرمان!
وأجابت الكاتبة ذكرى محمد نادر:
thikramohamedn1@
كاظم السعدي يا زميلي القديم انظر ماذا فعل الزمان بنا؟ يا له من واقع يبعث على الحزن.
وطالب مغردون السلطات المعنية بالتدخل. وكتب مغرد:
alialkhalede@
وزير الثقافة سريع الاستجابة لمن ينتقده؛ في أسرع وقت يعطيه “بلوك”، وإذا كان من ضمن ملاك وزارته يحيله إلى مجلس تحقيقي. أتمنى بنفس هذه السرعة أن يتخذ إجراء حاسما وسريعا أمام هذه القامة الكبيرة، الشاعر كاظم السعدي يسكن حالياً دار العجزة والمسنين وهو يعاني من أمور صحية ومادية قاسية جداً.
وقالت نقابة الفنانين العراقيين إن وفدا من قبلها زار الشاعر السعدي في مقر إقامته بدار المسنين للاطمئنان على حالته الصحية “وتقديم باقة من الزهور”، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تأتي “ضمن مبادرة التواصل مع مبدعي الفن والوقوف على احتياجاتهم وترك الأثر الطيب في نفوسهم”.
وقال الشاعر كاظم الفضلي عبر حسابه على فيسبوك “إن وفدا من جمعية الأدباء الشعبيين في العراق زار الشاعر الكبير كاظم السعدي الذي يسكن دار المسنين في الكاظمية، وأطلع الوفد على حالته الصحية والاجتماعية والاعتبارية”.
وأشار الفضلي إلى أن الوفد ناشد مِن مكان سكن السعدي في دار المسنين “رئاسات البلاد ووزير الثقافة حسن ناظم، والخيرين من أبناء الشعب العراقي ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والإبداعية والمهنية، الوقوف إلى جانب السعدي ومناصرته في محنته هذه”.
وقال مغردون إن “احتضار الثقافة في العراق ينذر بكارثة”. وكتب معلق:
Samialtameemi31@
مرض الثقافة وموتها ينذران بكارثة للعراق. عُرف العراق بتاريخه وثقافته وعلمه وحضارته الممتدة إلى 7000 سنة قبل الميلاد. اليوم الشاعر كاظم السعدي يعيش في دار العجّز. يا ترى أين الحكومة والبرلمان؟ أين وزارة الثقافة؟ في بلدان العالم المتطور المثقف رقم (1) يكون محل اهتمام كبير.
وتذكر مغردون أيضا معاناة الفنان العراقي حسين نعمة. وكتب مغرد:
ghassanadnanda1@
كاظم السعدي وحسين نعمة وجدا نفسيهما في الظلام بعد أن كانت كل الأضواء مسلطة عليهما في سنوات الإبداع، وجلوسهما في الظلام ليس لأن إبداعهما خفت وإنما لأنهما يعيشان في زمن حكم العتاكة ممن لا يهتمون بالفن والفنانين، فلا تتوقعوا من هؤلاء أن يرحموا العراقيين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكان الفنان العراقي حسين نعمة قد لفت في رسالة نشرها العام الماضي إلى مروره بظروف معيشية قاسية؛ حيث كشف “طائر الجنوب” كما يسميه العراقيون -وهو من بين قلة من أصحاب الزمن الجميل للأغنية العراقية الذين لا يزالون على قيد الحياة- على فيسبوك في رسالة مؤلمة بعنوان “نخوة عزيز قوم” عن حياته وعن الظروف المعيشية القاسية التي يمر بها والتي دفعته إلى التفكير في الهجرة، داعيا في الوقت نفسه دول الخليج العربي إلى استقباله والوقوف إلى جانبه في محنته. وجاء في رسالة الفنان حسين نعمة التي هزت الأوساط السياسية والشعبية “نخوة عزيز قوم، للقناعة فائدة وحدود، وحين تكون القناعة طرفا مباشرا للضرر وعدم الفائدة فليس هنالك جدوى أو مبرر للقبول بها هنا بعد أن طال صبري وبلغ السيل الزبى”.
وأضاف “أشرف ضنك العيش أن يهدد كرامتي حين يوصلني إلى ذل الحاجة والعوز بسبب عدم مقدرتي على تعيين أولادي الثلاثة الذين نالوا شهادات جامعية منذ أكثر من ثلاث سنوات والقادم أسوأ، إضافة إلى راتبي التقاعدي البائس، أربع مئة ألف دينار فقط (نحو 335 دولارا)، وقد شيدت آمالا على تعيين أولادي ليساعدوني (…) وطرقت الأبواب دون جدوى”.
وتابع صاحب أغنية "يا حريمة" -وهي واحدة من أشهر الأغاني التي يحفظها العراقيون منذ أجيال- “قررت وعائلتي الهجرة إلى وطن آخر نستطيع العيش فيه أعزاء كراما”.