الشارقة تناقش دور الصالونات الأدبية والتعاون الثقافي في معرض سيول

الندوة تؤكد على أهمية تعزيز علاقات الشعوب بوصفها الأساس لصناعة السلام العالمي من خلال العمل المشترك على بناء ثقافة الحوار والتسامح عالميا.
الاثنين 2023/06/19
الندوات جسور ثقافية

سيول- دعت ندوة نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع معهد جيجو للسلام في كوريا الجنوبية “JPI” ضمن أنشطته في فعاليات الدورة الـ65 من معرض سيول الدولي للكتاب 2023 إلى الاحتفاء بالتنوع الثقافي، ورعاية الحوار، بما يضع أساسا لمستقبل أكثر انسجاماً، ويعمل على بناء جسور التفاهم التي تتجاوز الحدود وتعزز السلام.

وأكدت الندوة التي حملت عنوان “علاقات الشعوب كأساس لصناعة السلام العالمي.. بناء ثقافة الحوار والتسامح”، وشارك فيها نخبة من الخبراء والباحثين، على أهمية تعزيز علاقات الشعوب بوصفها الأساس لصناعة السلام العالمي من خلال العمل المشترك على بناء ثقافة الحوار والتسامح عالميا.

بوكس

وحضر الندوة عبدالله سيف النعيمي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية كوريا، ومحمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات، وجمع من الإعلاميين والكتاب والجمهور الكوري من رواد المعرض.

وبدأت الندوة بكلمتين ترحيبيتين للدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، والبروفيسور يونغ هون كانغ رئيس معهد جيجو للسلام، ثم استُهلت أعمالها بكلمة للباحثة رهف الخزرجي نائبة مدير إدارة النشر في تريندز مديرة الندوة، التي أشارت إلى أنها تهدف إلى البحث في الجوانب الأساسية لتعزيز السلام العالمي من خلال تأكيد أهمية العلاقات البنّاءة، مؤكدة أن الطريق إلى التعايش المتناغم وحل النزاعات يكمن في تنمية ثقافة الحوار المفتوح والتسامح، من خلال استكشاف الديناميكيات المعقدة للتفاعل البشري.

من جانبه تطرق هايونغ ليم مدير الأبحاث بمعهد جيجو للسلام في ورقة عمل إلى مشروع مؤشر السلام “JPI” الخاص بالمعهد، وقال إنه يعرّف بمستوى التعاون والصراع في العلاقات الثنائية، ويقيس التعاون والصراع بين الدول وداخلها، استناداً إلى قاعدة ضخمة من البيانات العالمية للأحداث، مشيرا إلى أهمية مثل هذا المؤشر في صنع السلام ووضع اليد على مكامن الصراعات والمشكلات بهدف الدفع نحو حلول قادرة على صنع السلام.

وأكدت الباحثة اليازية الحوسني مديرة مكتب الاتصال الإعلامي في تريندز في ورقة عمل بعنوان “الدبلوماسية الثقافية وتعزيز السلام في الشرق الأوسط”، أن الدبلوماسية الثقافية توفر إمكانيات كبيرة لتحقيق التواصل والفهم المشترك، والتعرّف إلى قيم الشعوب الأخرى وثقافاتها وحضاراتها وإرثها الإنساني من خلال الأشكال المختلفة التي تشملها هذه الدبلوماسية، واصفة الدبلوماسية الثقافية بأنها أداة قوية لجَسر الانقسامات وتعزيز التفاهم وبناء أساس للسلام الدائم.

وفي ندوة أخرى أكدت كاتبتان إماراتية وكورية دور النوادي الأدبية في تطوير الثقافة والأدب وبناء جسور التواصل والتعارف بين الحضارات المختلفة، وأوضحتا أن تاريخ الصالونات الأدبية في الإمارات وكوريا يبرز إنجازات تلك المجالس في تطوير الحراك المعرفي والإبداعي في البلدين حيث أنجزت أعمالاً أدبية متميزة وأنشأت عالماً للمثقفين يعبر عن الهوية والتاريخ والحضارة، وأشارتا إلى أن المرأة لعبت الدور الأبرز في إنشاء ورعاية وتطوير تلك المنابر الرائدة.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات برنامج “الشارقة ضيف شرف معرض سيول الدولي للكتاب 2023”، حملت عنوان “صالونات الإمارات وكوريا الأدبية وأهميتها المجتمعية” تحدثت خلالها الأديبة والكاتبة الإماراتية عائشة سلطان، والشاعرة الكورية كيم سونغ هي.

◙ الدبلوماسية الثقافية توفر إمكانيات كبيرة لتحقيق التواصل والفهم المشترك
الدبلوماسية الثقافية توفر إمكانيات كبيرة لتحقيق التواصل والفهم المشترك

وأكدت سلطان أن دولة الإمارات تمتلك ثقافة عربية وإسلامية عريقة اهتمت بالقراءة التي كانت جسر العرب للتواصل مع الثقافات والحضارات الأخرى، مشيرة إلى أن ثقافة الصالونات الأدبية في الإمارات تأثرت بطبيعة المجتمع المنفتح والحديث ودور المرأة الفاعل في المجال الثقافي والقوانين التي أصدرتها الدولة دعما للقراءة كثقافة مجتمعية.

وحول تاريخ النوادي الأدبية الإماراتية أوضحت سلطان، أنها تعود إلى بدايات القرن العشرين حيث كان المثقفون يلتقون في مجالس شخصيات وتجار وشعراء لمناقشة الأدب والثقافة، ومن بين هؤلاء سلطان علي العويس الذي أسس جائزة عربية مرموقة للمبدعين، لافتة إلى أن الإمارات تشهد اليوم حراكاً ثقافياً متزايداً بفضل المبادرات الحكومية والتشريعية التي تعزز دور الكتاب في المجتمع.

بدورها أوضحت الشاعرة الكورية كيم سونغ هي أن الصالونات الأدبية في كوريا تعد من المبادرات الثقافية التي مرت بمراحل تطور ونمو متعددة حتى أصبحت تلعب دورا رائدا في تشكيل الوعي الأدبي والمجتمعي للمثقف الكوري، لافتة إلى أن هذه الصالونات أنجزت أعمالاً أدبية متميزة وأنشأت عالماً أدبياً خاصاً بها يعبر عن هوية كوريا وتاريخها وحضارتها.

ورأت كيم أن الصالونات الأدبية في كوريا وعلى الرغم من أهميتها ودورها في تشكيل الحركة الأدبية والثقافية أفرزت أدباء مخضرمين ساهموا في تطوير الأدب الكوري.

13