الشارقة القرائي للطفل يعلم اليافعين طرق كتابة القصص

الكاتبة الإماراتية نادية النجار تناقش أسس تنمية القراءة والكتابة لدى اليافعين.
الاثنين 2024/05/13
السر في العمل المستمر

الشارقة - ناقشت الكاتبة الإماراتية نادية النجار أسس تنمية القراءة والكتابة لدى اليافعين، والطريق الصحيح لبدء مشوارهم الأدبي وتحديدا في عالم الروايات والقصص، مسلطة الضوء على تجربتها الأدبية، وذلك خلال لقاء بعنوان “مناقشة نادي الكتاب” جمعها مع يافعين، استضافه ملتقى الثقافة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024.

وأكدت النجار خلال اللقاء أن الكاتب المتمرس لا يمكن له أن يصبح كذلك دون الحفاظ على استمرارية عالية من القراءة العميقة، وقالت “بما أننا نتحدث عن القصص والروايات فلا بد لمن يريد أن يكتب في هذا المجال الأدبي أن يقرأ كذلك قصصا وروايات مختلفة لكتاب من ثقافات متنوعة، الأمر الذي يسهم في منحه مخزونا كبيرا من الأفكار والمفردات التي تساعده في هذه الرحلة”.

وأضافت “قراءة القصص تنقلكم من عالم إلى عالم آخر مختلف تماما، كما تخلق لديكم شعورا قويا بالتعاطف مع الآخرين، وتزودكم بالمعرفة حول ثقافات وعادات الشعوب الأخرى وهو ما يتيح لخيالكم الانطلاق نحو الإبداع”.

كتاب ومبدعون من الإمارات وخارجها يطرحون رؤاهم في طرق تأليف قصص الأطفال وصناعة الكتب الموجهة إليهم
كتاب ومبدعون من الإمارات وخارجها يطرحون رؤاهم في طرق تأليف قصص الأطفال وصناعة الكتب الموجهة إليهم

وتابعت “الكتابة تبدأ من وجود فكرة ما، ولا يمكن أن تكون بطريقة عشوائية، لذا فلا بد من تدوين أي فكرة أو مشاهدة قد تشاهدها في حياتك اليومية لأنها ربما تصبح مادة دسمة لروايتك أو قصتك القادمة، فإحدى رواياتي على سبيل المثال تتحدث عن شجر الغاف، وقد استقيت فكرة الرواية من مشهد رأيته في أحد الأماكن في الدولة، وكان عبارة عن شجرتي غاف بجانب بعضهما البعض، يحيط بهما شارع دائري للدراجات الهوائية، فجاءتني الفكرة للحديث عن شعور هاتين الشجرتين عندما كان يقترب منهما الشارع وهل سيفرقهما أم لا”.

وتفاعلت النجار مع اليافعين لطرح أفكار لكتابة رواية عربية وما الذي يرغبون به كي يكون موضوعا لمثل هكذا رواية، حيث تنوعت أفكارهم ما بين المغامرات والإثارة والروايات التي تجمع بين المتعة والفائدة، وغيرها.

وقدمت كذلك نصيحتها لمن يتطلع إلى البدء بالكتابة أو الرسم أو غيرهما من مجالات الأدب والفن أن يعمل باستمرار على تطوير مهاراته من خلال الممارسة الدائمة، إلى جانب الالتزام والمثابرة والشغف والمشاركة بورش الكتابة أو الرسم وغيرهما، لاكتساب الخبرات والمعرفة من أهلها وتعلم تقنيات وفنيات جديدة، مشيرة إلى أنه يوما ما قد تتحول هذه الهواية إلى مهنة كما حصل معها.

وجاءت هذه الجلسة ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل بدورته الـ15 والتي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار “كن بطل قصتك” في مركز إكسبو الشارقة حتى الثاني عشر من مايو الجاري.

وقدم المهرجان كذلك جلسات أخرى حول طرق الكتابة، وضمن برنامجه الحافل بالندوات والورش التي تستشرف مستقبل الثقافة والكتب الموجهة للطفل، استضاف “الملتقى الثقافي” بمهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ15 كلا من الكاتبة الإماراتية مريم راشد الزعابي، والكاتب الأميركي من أصول مكسيكية المعروف بـ”راؤول الثالث”، في جلسة حوارية حملت عنوان “وجهات نظر متنوعة في الروايات المصورة: التمثيل الثقافي في الكتب”.

المهرجان يستظيف كل من الكاتبة الإماراتية مريم راشد الزعابي، والكاتب الأميركي المعروف بـ"راؤول الثالث" في جلسة حوارية

واستهل الكاتب الأميركي راؤول جونزاليس الذي حصد كتابه “لنعبرْ الجسر” جائزة أفضل كتاب مصور للأطفال لعام 2021 من صحيفة نيويورك تايمز ومكتبة نيويورك العامة، حديثه بالتأكيد على أهمية الصورة في كتب الطفل، قائلا “ثمة آراء تقول إن الصور في كتب الطفل قد تعمل على تحييد خيال القارئ، لكنني أرى العكس تماما، فالصورة تعزز خيال الأطفال، وتجعلهم يفكرون ويتأملون، ويسافرون في رحلات تخييلية للعوالم التي يقرأون عنها”.

من جانبها تطرقت الكاتبة الإماراتية مريم الزعابي إلى الحديث حول التعاون المشترك الذي يجب أن يكون بين كاتب قصص الأطفال ورسام القصص، فقالت “الشراكة بين الكاتب والرسام هي شراكة إبداعية قبل أن تكون شراكة عمل، وتلك الشراكة تعتبر أمرا حيويا وضروريا لإنتاج قصص مصورة قوية ومؤثرة للأطفال، ويجب الوعي بأن القصة المصورة ليست مجرد مجموعة من الصور المرافقة لنص، بل هي تجربة شاملة تندمج فيها الكلمات مع الصور بشكل متناغم، لنقل الفكرة والرسالة بطريقة مباشرة ومؤثرة، لذلك على الكاتب والرسام أن يجلسا معا، ويفكرا بهدوء وعمق ليصلا إلى محتوى بصري عميق يعبر عن القصة”.

في ختام الندوة تحدث جونزاليس حول ضرورة أن يكون رسام قصص الأطفال مبدعا، وألا يتوقف عند حد معين، بل يجب عليه أن يحلق عاليا في جميع الفضاءات، قائلا “على الرسام أن يسعى دوما لتجاوز الحدود والتقاليد، وعليه أن يكون مبتكرا، فالرسومات داخل القصص ليست مجرد صور ثابتة جميلة، بل هي وسيلة لإيصال الفكرة، وتحفيز خيال الطفل وتعزيز تجربته القرائية بشكل كامل، ولكي تدوم شخصيات القصة ومضمونها زمنا طويلا في ذاكرة الطفل، على الرسام أن يبدع بلا حدود، باستخدامه الألوان والخطوط والتفاصيل بشكل مبتكر لجذب انتباه الأطفال”.

13