الشاحنات الكهربائية تدخل منعطف الشواحن المدمجة

دخل ابتكار الشاحنات الكهربائية منعطفا جديدا في معركة إثبات جدواها من بوابة الشواحن المدمجة الذي يقول مصنعون وخبراء إنها تتمتع بميزات استثنائية تساعد على قطع المسافات الطويلة دون مشاكل، مما قد يقلل من مخاوف الكثيرين حول مدى السير.
ديترويت (الولايات المتحدة)- يشكل القلق من مدى المسافة والخوف من نفاد الطاقة على الطريق مع عدم وجود مكان لإعادة الشحن أحد أكبر الأسباب التي يستشهد بها الناس عندما يقولون إنهم لن يشتروا سيارة كهربائية.
ويتفق خبراء على أن البطارية ستكون المعركة الفاصلة للسيطرة على صناعة المركبات الكهربائية وتحديد اتجاهات الإنتاج بعد أن باتت الشغل الشاغل للشركات بسبب الهواجس البيئية والضغوط المسلطة لتخفيف حدة الاحتباس الحراري.
وبدأ معظم المصنعين في سباق لابتكار وحدات ذات جودة عالية في البطاريات، وفي الوقت ذاته إيجاد حلول لمعرفة مدى قدرتها على العمل لمدة أطول مع مرور الوقت دون أن تحدث مشاكل.
وقد يكون لدى علامة رام التجارية لمجموعة ستيلانتيس إجابة لهذا السؤال، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى شاحنة لنقل الأشياء أو سحبها.
وتطلق رام على نموذجها الجديدة اسم “رامتشارجر”، وهي شاحنة صغيرة يمكنها السفر لمسافة 235 كيلومترا بالكهرباء قبل إعادة الشحن، مع محرك يعمل بالوقود سعة 3.6 لتر مرتبط بمولد يمكنه إعادة شحن البطارية أثناء تحرك الشاحنة.
ويبدو أن ستيلانتيس ستكون رقما صعبا في القطاع وخاصة في الولايات المتحدة كونها ستنافس شركات أخرى تعكف على تطوير أساليب مبتكرة تتعلق بالشواحن مع تطوير طرز تحمل كل المواصفات التكنولوجية الحديثة.
ومع العزوف الواضح عن امتلاك مركبة كهربائية اندفعت شركات صناعة السيارات إلى إعادة التفكير في تطوير ابتكاراتها لمواكبة التحول التاريخي من الاحتراق الداخلي إلى المحركات الكهربائية.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الأسباب هي التكلفة، فضلا عن النطاق المحدود وقلة عدد محطات الشحن، على عكس محطات الوقود التي تكون قريبة دائما تقريبا.
ويقول تيم كونيسكيس، الرئيس التنفيذي لعلامة رام التجارية إن “هناك الكثير من المزايا للسيارة الكهربائية التي تعمل بالبطارية، ولكن هناك أشياء معينة تؤدي إلى إبطاء حركة الناس”.
ويؤكد كونيسكيس في تصريحات أوردتها وكالة أسوشيتد برس أنه “يستطيع أن يقول للعملاء لا داعي للقلق بشأن هذا الأمر”.
وتبدو سيتلانتيس، التي كانت بطيئة في تقديم السيارات الكهربائية بالكامل في الولايات المتحدة، واثقة جدا من جاذبية مجموعة نقل الحركة الجديدة لدرجة أنها تخطط لتقديمها في مركبات أخرى.
وفي حين لم ترشح أيّ خطط بشأن ذلك من المجموعة، لكن لديها النية لاستخدام نفس نظام الطاقة في سيارة الدفع الرباعي الصغيرة جيب وارنغلر في عام 2028، وسيارات الدفع الرباعي الكبيرة جيب واغونير وجيب غراند واغونير في عام 2025.
وتقول الشركة إن رامتشارجر، المقرر طرحها في صالات العرض في نهاية العام المقبل، تستخدم 663 حصانا للانتقال من الثبات إلى مئة كيلومتر في الساعة خلال 4.4 ثانية.
وعندما تكون البطارية مشحونة بالكامل ويمتلئ خزان الوقود سعة 27 غالونا (102 لتر) بالمولد، يمكن أن تصل المسافة إلى 1110 كيلومترات.
وهذه المسافة أقل من تلك التي تخطط تويوتا اعتمادها من خلال نموذج لبطارية أعلنت عنها الشهر الماضي، والتي تصل إلى 1200 كيلومتر قبل إعادة شحنها في عشر دقائق فقط.
وفي عام 2020 فاجأت شركة ترايتون سولار الأميركية مجتمع صناعة السيارات بإطلاق نموذج رياضي صديق للبيئة متعدد الأغراض (أس.يو.في)، يتوقع أن يكون منافسا قويا في سوق المركبات الكهربائية.
واللافت في سيارة ترايتون، التي أطلقت عليها الشركة اسم موديل إتش، أن مدى سير بطاريتها يبلغ أكثر من 1100 كيلومتر، ما يعني أن هذا الطراز بفضل تلك البطارية الخارقة هو الأقوى في فئتها منذ أن بدأ المصنّعون في ابتكار المركبات النظيفة. وتقول ستيلانتيس إنه يمكن أيضا شحن البطارية في المنزل أو في محطة شحن سريع بالتيار المباشر، حيث يمكن أن تستهلك ما يكفي من الكهرباء لإضافة 80 كيلومترا من المدى في حوالي 10 دقائق.
وقال مهندسو رام إنه من خلال محطة شحن منزلية ذات اتجاهين، يمكن للشاحنة تزويد منزلك بالطاقة أثناء العواصف، بالإضافة إلى الأدوات الموجودة في موقع العمل.
وتقدم شركات أخرى شاحنات هجينة تعمل بالوقود والكهرباء لتحقيق الكفاءة، ويمكن لشركة فورد أيضا تشغيل منزل أو أدوات في العمل.
وهناك أيضا سيارات كهربائية هجينة يمكنها السفر لمسافة أقصر بالكهرباء قبل بدء تشغيل مجموعة نقل الحركة الهجينة.
وتتفاخر ستيلانتيس بأن شاحنة رامتشارجر فريدة من نوعها، لأن محرك الاحتراق الداخلي ينتج ببساطة الكهرباء لشحن البطارية ولا يدير العجلات مباشرة.
ويمكن لرامتشارجر أيضا سحب مقطورة يصل وزنها إلى 6.3 طن، أي أكثر من شاحنة بيك آب رام الحالية بمحرك يتكون من ثماني أسطوانات.
ورغم أن كونيسكيس لم يعلن عن توقعاته، إلا أنه قال إن أكثر من 20 في المئة من مبيعات رام يجب أن يتم تشغيلها جزئيًا على الأقل بالكهرباء من أجل تلبية متطلبات الاقتصاد في استهلاك الوقود والانبعاثات القادمة للحكومة الأميركية.
وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت ستيلانتيس عن سيارة بيك آب رام كهربائية بالكامل تسمى ريف.
وكان للمجموعة أسوأ اقتصاد في استهلاك الوقود وانبعاثات الغازات الدفيئة مقارنة بأيّ شركة تصنيع سيارات كبرى، وفقا لتقرير عام 2022 الصادر عن وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة. وقال سام عبدالصمد، المحلل في شركة غيدهاوس إنسايتس إن “هناك شريحة من متسوّقي الشاحنات الذين يريدون أداء السيارة الكهربائية ولكنهم لا يريدون التضحية بالمدى أو القطر”.
وأوضح أن الأسعار المرتفعة أبعدت الكثيرين عن سيارات البيك أب الكهربائية التي تقدمها شركات فورد وجنرال موتورز وريفيان، لذلك سيتعين على شركة ستيلانتيس إبقاء السعر معقولاً.
◙ مع العزوف الواضح عن امتلاك مركبة كهربائية اندفعت شركات صناعة السيارات إلى إعادة التفكير في تطوير ابتكاراتها لمواكبة التحول التاريخي
وأضاف “لديهم حزمة يمكن أن تكون المزيج المناسب للأشخاص الذين يرغبون في أن يكونوا قادرين على استخدام الكهرباء، وأن يتمتعوا بأداء مجموعة نقل الحركة الكهربائية”.
ولكن عبدالصمد يرى أنه لا يزال لديهم الثقة اللازمة لقطع مسافات طويلة وقطر قارب أو زلاجات. وقال “يمكنهم فقط التوقف ووضع الوقود فيه”.
ويعد شاحن ريتشارجر جزءًا من مجموعة مُجددة من شاحنات رام الصغيرة التي ستصل إلى صالات العرض بدءًا من أوائل العام المقبل بنسخة محرك الاحتراق الداخلي.
وقامت الشاحنات الجديدة بتحديث التصميمات الداخلية ونظام التعليق والهياكل، مع شارة رام جديدة مثبتة أعلى الشبكة.
كما ستأتي شاحنة رام 1500 بمحرك توربو مزدوج جديد اختياري سداسي الأسطوانات سعة 3 لتر بقوة تصل إلى 540 حصانًا. وتقول ستيلانتيس إن المحرك الجديد أقوى من محرك هيمي من ثماني أسطوانات الذي حل محله.