الشاب خالد.. الضاحك على الدوام

يمكن تفسير ظاهرة الشاب خالد الضحوك على الدوام بالرضا على النفس، وبالقناعة التي كانت مفتاحا لحياته.
الأحد 2024/10/06
خالد يبدو شخصية من ألف ليلة وليلة

الشاب خالد حالة استثنائية من حب الحياة والطاقة الايجابية والابتسامة التي لا تغادر ملامحه. قبل أيام راهن الفنان المصري أحمد سعد في برنامج "بيت السعد" الذي يقدمه مع شقيقه عمرو سعد، على أن يستفز النجم العالمي. لكن النتيجة لم تخرج عن دائرة ما يعرف عن الشاب الخالد من أنه غير قابل للاشتعال، وأنه ضاحك على الدوام، وكأن يدا إلهية تدغدغه من الداخل.

ربما كان خالد متمردا في سنوات المراهقة والشباب قبل أن يتحول إلى رجل محظوظ كان أول أهدافه أن يستعيد طفولته التي لم يعشها كما ينبغي. أعطته الأقدار أكثر مما كان يحلم به ويطمح إليه، حتى أنه كثيرا ما يقول "أعتقد أن الله يحبني كثيرا".. إحساس مثل هذا يمكن أن يجعل المرء منطلقا في فضاءات السعادة والفرح الدائم، خصوصا إذا اجتمعت لديه الصحة والثروة والأسرة المتضامنة وحب الناس .

حقق خالد نجاحه العالمي في عام 1992 عندما باعت أغنيته "ديدي" أكثر من مليون نسخة في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. هناك مئات الملايين من البشر لا يزالون يتابعون مسيرته ويحبون أغانيه، وتردد "ديدي" وإن كان أغلب الناس لا يعرفون معناها، وأصلها "تدّي" بمعنى تعطي "أنا بحر عليّ و أنتي لا، ما نديرك بعيدة ما نبكي عليك، لا زهر لا ميمون لا عرقوب زين تديه تدي ددي واه”.

ويقول الكاتب والمؤرخ الأميركي المتخصص في الموسيقى بريان كولمان إن خالد "يبدو وكأنه شخصية من ألف ليلة وليلة، رجل عادي، من خلال الصدفة أو الحظ أو من خلال اصطياد سمكة مسحورة، أصبح فجأة وبطريقة لا يمكن تفسيرها ملكا أو وزيرا، والذي اتضح أيضا بطريقة لا يمكن تفسيرها أنه حاكم رائع. أمام فرقته الموسيقية المكونة من ستة أعضاء، والتي تبدو قادرة على قراءة كل لفتة من حركاته، يبدو خالد سعيدا بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وكأنه لا يستطيع أن يصدق حظه السعيد في وجود هذه الفرقة وهذا الجمهور، وفي قدرته على عيش هذه اللحظة”.

ويضيف كولمان "يبدو خالد شخصية غير متوقعة تسبب الكثير من المتاعب وتثير الكثير من الغضب، لا يبدو متمردا حزينا ولا نجم بوب مدلل، بل يبدو كأندر السلع، رجل سعيد حقا ابتسمت له الموهبة والثروة. بمظهره الجذاب، وعينيه اللوزيتين، وشعره الأسود الكثيف وشاربه، يشبه ريتشارد براير الوسيم، يتميز بابتسامة دافئة وسهلة. أثناء الأداء، فإن الضحك هو أول ما تلاحظه، وليس من قبيل المصادفة أن تظهره جميع ملصقات حفلاته ضاحكًا، ورأسه مائل للخلف في استسلام تام. محاطا بفرقته على المسرح، يبدو غافلا عن كل شيء باستثناء الموسيقى؛ إنه يغني ويسعد بوضوح بصوته وبقوس اللحن، وبالطريقة التي يدور بها الصوت حوله في دوامات من الإيقاعات المترابطة. يقف هناك محبوسا داخل سعادة جادة مثل سعادة الطفل، وكأن المتعة نفسها صلاة، وهذا هو الطريق الوحيد إلى الجنة”.

يمكن تفسير ظاهرة الشاب خالد الضحوك على الدوام بالرضا على النفس، وبالقناعة التي كانت مفتاحا لحياته، وبأنه يغرد خارج السرب. فهو غير مهتم بتلك الحروب والصراعات والمؤامرات والضربات الموجعة تحت الحزام التي عادة ما نراها في أوساطنا الفنية العربية. وهو عابر فوق الحدود، واليوم يمتلك الجنسية المغربية إلى جانب الجزائرية والفرنسية، وفضاء تحركاته هو العالم، وجواز سفره الأول، قلب يحب وحنجرة تغني وفم يضحك.

18