الشابي يزين السجل القاري للرجاء المغربي بلقب تاسع

لم يحد نادي الرجاء البيضاوي عن القاعدة وظل وفيا لتقاليده بالعودة بالألقاب القارية كلما خاض نهائيا خارج المغرب، إذ أضاف شبيبة القبائل الجزائري لقائمة ضحاياه وليظفر بثاني لقب له في الكنفدرالية بعدما توج سابقا بـ3 نسخ لدوري أبطال أفريقيا. النهائي شهد تألق سفيان رحيمي مجددا والذي توج بلقب أفضل لاعب في المباراة مواصلا لمعانه وليرفع من أسهمه مجددا.
الرباط - أهدر نادي شبيبة القبائل الجزائري فرصة تحقيق ثامن لقب قاري في تاريخه، بعد أن انقاد لهزيمة قاسية على يد نظيره الرجاء البيضاوي المغربي، في المباراة النهائية لكأس الكنفدرالية الأفريقية. وتوج الرجاء البيضاوي باللقب للمرة الثانية في تاريخه، بفضل هدفين مبكرين في فوزه (2 – 1) على شبيبة القبائل في المباراة النهائية التي أقيمت في كوتونو عاصمة بنين.
هذه المرة بنين كانت المحطة السادسة في مشوار المجد بالنسبة إلى الفريق المغربي بعدما توج في الجزائر، تونس، الكاميرون، الكونغو وقطر.
كما أصبح الرجاء يضم في خزانته 3 ألقاب لدوري أبطال أفريقيا و2 لكأس الكنفدرالية ولقبا واحدا لكأس الاتحاد الأفريقي مع لقبين لكأس السوبر القاري، ليعزز سجله من البطولات القارية بلقب تاسع ويكون بالتالي أكثر الأندية المغربية تتويجا قاريا على الإطلاق.
سعادة التتويج
أبدى التونسي الأسعد الشابي مدرب الرجاء المغربي سعادته بالتتويج. وأكد الشابي في تصريح صحافي “إنها لحظة تاريخية ستبقى راسخة في ذهني”.
وشكر الشابي لاعبيه على المجهودات التي قاموا بها من أجل حسم اللقب الأفريقي. وأضاف “لاعبو الرجاء شرفوا الكرة المغربية وأهدوها لقبا غاليا، تحقق بعد مجهود كبير من الجميع، لأننا لعبنا بطريقة جيدة، رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها في الشوط الثاني”. وختم “المغرب يستحق أن يفوز كل سنة بلقب، سواء بكأس الكنفدرالية أو دوري الأبطال، أمام البنية التحتية التي تمتلكها الكرة المغربية، لذلك أعتبر هذا اللقب هو ثمرة لهذا العمل الكروي الكبير المنجز في المغرب”.
وتجرع شبيبة القبائل مرارة الهزيمة في نهائي الكنفدرالية بسبب المردود المخيب، إلا أن الدفاع يتحمل المسؤولية الأكبر في هذه الانتكاسة، وخاصة قلبي الدفاع.
ورغم أن الفرنسي دينيس لافاني المدير الفني لشبيبة القبائل راهن على قدرة لاعبي الخط الخلفي على التصدي لهجوم الرجاء الناري، إلا أن الرياح سارت بما لم تشتهيه السفن الجزائرية. بل وتحطمت أمام الحملات الهجومية لفريق الرجاء البيضاوي، التي انتهت بهدفين قاتلين في الربع ساعة الأول من زمن اللقاء، وكادت الحصيلة أن تكون أثقل.
وتفوق الشابي مدرب الرجاء على لافاني خاصة في الشوط الأول، حيث طالب المدرب التونسي لاعبيه بالضغط على حامل الكرة وتناقل الكرات بسرعة والتسجيل من أنصاف الفرص، وهو ما أتى أكله مبكرا.
ورغم أن الاستحواذ كان لمصلحة شبيبة القبائل، إلا أن الشابي أدرك أن النهائيات “تربح ولا تلعب”، ولا يهم من يسيطر على الكرة بل المهم من يفوز ويسجل الأهداف ويسير المباريات إلى النهاية. وعلى الرغم من أن الدفاع يتحمل المسؤولية الأكبر من الهزيمة، إلا أن القاطرة الأمامية ضلت الطريق، واختفى خط هجوم شبيبة القبائل باستثناء زكرياء بولحية الذي خطف الهدف الوحيد، لكن التسرع ونقص الفعالية حالا دون العودة في النتيجة.
وتسبب اللاعب عمر العرجون في متاعب جمة لناديه بعد طرده قبل نصف ساعة على نهاية المباراة ليكمل الرجاء المواجهة منقوص العدد وتحمل ضغطا كبيرا اضطر معه الفريق للعودة إلى الخلف.
طرد العرجون لم يحل دون تتويج الرجاء وذكر أنصار النادي بسيناريو نهائي دوري الأبطال سنة 1999 أمام الترجي التونسي بعد طرد العميد عبداللطيف جريندو ومع ذلك توج الفريق بلقب تلك النسخة بعد صمود بطولي لكافة اللاعبين.
فشل ذريع

عاش فريق شبيبة القبائل أمسية صعبة للغاية، حيث سجل فشلا ذريعا على مستوى جميع الخطوط، ما اضطر الفرنسي لافاني إلى إجراء تغييرات على مستوى التشكيل.
لكن الأسماء التي دخلت من جانب شبيبة القبائل لم تقدم أي إضافة، بسبب نقص الخبرة والارتباك، وهو ما زاد من متاعب الفريق الجزائري، وأكد أن الفوز بالمباريات القوية يتطلب دكة قوية.
وقال لافاني في تصريحات لوسائل الإعلام، عقب نهاية المواجهة “للأسف، دخلنا المباراة بشكل سيء للغاية، ولم نكن على نفس النسق الذي فرضه النادي المغربي في الربع ساعة الأولى”. وأضاف “في الشوط الثاني سيطرنا على المواجهة، واستحققنا العودة في النتيجة، لكن غياب الفعالية وسوء التركيز وقلة الخبرة كلها عوامل حالت دون عودتنا في النتيجة”. وتابع لافاني “أعتقد أن هذا النوع من المباريات يحتاج خبرة كبيرة، وهذا ما افتقدناه أمام الرجاء، خصوصا أن الكثير من اللاعبين لم يسبق لهم وأن شاركوا بالمسابقة القارية”.
وأكد شريف ملال رئيس مجلس إدارة شبيبة القبائل أن فريقه أهدر فرصة العودة بالكأس إلى الجزائر، بسبب سوء الحظ والتسرع، مطالبا في الوقت ذاته الأنصار بالالتفاف حول النادي ودعم اللاعبين لمواصلة تطوير الفريق. وأضاف “صراحة الرجاء لم يكن أقوى منا، خصوصا أننا سيطرنا على الجزء الأكبر من المواجهة، لكن الحظ لم يحالفنا، وأهدرنا عدة فرص للعودة في النتيجة، خصوصا في المرحلة الثانية، لكن للأسف الخبرة خانتنا”. وتابع ملال “نعتذر كثيرا لأنصارنا، ونطلب منهم المزيد من الثقة بهذا الفريق، واللاعبين الشبان، وأؤكد أننا عازمون على مواصلة البناء للعودة إلى الواجهة”.
وتوجه اتحاد الكرة الجزائري بالشكر لنادي شبيبة القبائل بعد مشواره الرائع في مسابقة كأس الكنفدرالية. وأثنى الاتحاد الجزائري عبر موقعه الرسمي على المشوار المميز لشبيبة القبائل في كأس الكنفدرالية والمستوى الذي قدمه اللاعبون في كل المباريات، متمنيا لهم التوفيق في المواسم المقبلة.
وبخسارته أمام الرجاء المغربي يكون شبيبة القبائل قد خسر أول نهائي قاري له بعد تتويجه بست نهائيات سابقة إلى جانب نيله كأس السوبر الأفريقي مرة واحدة.
اقرأ أيضاً: رحيمي رجل المواعيد الكبرى