السينما السعودية تبيع أكثر من 30 مليون تذكرة لأفلام من 38 دولة

الرياض - حققت السينما السعودية على مدار أربعة أعوام منذ انطلاقها مجددا وافتتاح صالات العرض واستقطاب الأفلام، إنجازات كبيرة، حيث تجاوزت مبيعات شباك التذاكر 30.8 مليون تذكرة.
وذكرت هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة السعودية أن عدد دور العرض منذ انطلاقها في أبريل 2018 وحتى الآن وصل إلى 56 دارا تضم 518 شاشة في 20 مدينة، عُرِض فيها 1144 فيلمًا منها 22 فيلمًا سعوديًا. كما بلغت مبيعات التذاكر أكثر من ثلاثين مليون تذكرة لأفلام بـ 22 لغة من 38 دولة.
وتسعى هيئة الأفلام لتطوير القطاع السينمائي في السعودية وتحقيق التقدم في كافة مساراته من خلال البرامج والمبادرات وإقامة جلسات النقاش والندوات، والتي تسهم في خلق منصات حوار مميزة تنمي القطاع وتزيد من التواصل مع المختصين والاستماع لآرائهم ومقترحاتهم، كما تزيد من فرص التعاون بين العاملين فيه.
وكانت الهيئة قد أطلقت برنامج منتجي الأفلام ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، وبدعمٍ من وزارة الثقافة بهدف اكتشاف المواهب الوطنية وتنميتها من خلال توفير برامج تدريبية مكثفة وورش شاملة، لإحداث قفزة نوعية في إنتاج الأفلام المحلية والارتقاء بها.
عدد دور العرض السعودية منذ انطلاقها في أبريل 2018 وحتى الآن وصل إلى 56 دارا عرضت أكثر من ألف فيلم
كما أطلقت برنامج منتجي الأفلام الرقمية، والذي يُوفر للمحترفين والهواة فرصا تعليمية وتدريبية في مختلف تخصصات إنتاج الأفلام، بالتعاون مع أهم الجامعات والمعاهد السينمائية العالمية والمحلية، التي انتظمت افتراضيا بسبب ظروف جائحة كورونا.
وأسهمت مبادرات الهيئة المتعددة في خلق حركية كبيرة في قطاع السينما في السعودية من حيث الإنتاج المحلي واستقطاب المنتجين العالميين.
وساهم قطاع السينما في السعودية في توظيف 4439 شابًا وشابةً سعوديين ضمن إطار عمل هيئة الأفلام على زيادة حجم السوق الإعلامي، وتوفير مناخ ملائم من شأنه تنويع مصادر الدخل الاقتصادية، واستحداث آلاف الوظائف للشباب السعوديين تحقيقًا لأهداف رؤية 2030 في أن يكون الإعلام رافدًا استراتيجيا من روافد الاقتصاد الوطني وأحد القطاعات التي تعزز مكانة المملكة التنافسية.
وفي ديسمبر 2017 وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية، على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة، وقد افتتحت في الثامن عشر أبريل 2018 أول سينما في الرياض، ثم في الثامن والعشرين يناير 2019 افتتحت أول سينما في جدة.
وعلقت الكاتبة السعودية سالمة الموشي على ذلك الحدث قائلة “شهدت السعودية هذا الأسبوع نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة اتسمت بالاحتفاء الكبير بالدخول إلى عالم الفن السابع بعد غياب أكثر من 35 سنة”، مضيفة “أسدل الستار على مسرحية الكوميديا السوداء التي خلطت الديني والثقافي والسياسي. تلك المسرحية التي شيطنت الفن والسينما وحاربته لأسباب غير منطقية. اُسدل الستار على مشهد شديد التناقض لطالما ادعى أن المجتمع السعودي معارض للفن وروج لهذه الأكذوبة لعزله عن السياق العالمي؛ وهي الكذبة التي أسقطها الإقبال الجماهيري الكبير ما إن فتحت قاعات العروض واحتضنت حفلات غنائية ومسرحية”.

وشددت الموشي على أن الواقع اليوم يقول إنه انتهى زمن الكوميديا السوداء التي فرضت على المجتمع حيث مُنعت السينما تماما لوقت طويل وانتهى زمن المعترضين على وجود الفن السينمائي والفن بأشكاله المتعددة وأولئك الذين كانوا يطلقون النار على الصحون اللاقطة للقنوات الفضائية فوق المنازل باعتبارها شرا مستطيرا وأولئك الذين أطلقوا على الشارع الذي تباع فيه أجهزة مشاهدة القنوات الفضائية “شارع إبليس”.
وبينت أن “ما يريده جمهور غفير من السعوديين من السينما لا يقلّ أهمية عمّا يريده السياسي والاقتصادي. السينما اليوم جزء من صناعة الحدث وصناعة الرأي السياسي والثقافي وصناعة الاقتصاد ونشر قيم التعايش والتأثير المجتمعي. السينما اليوم هي جزء من الشراكة الفعلية مع العالم ومثال عملي على أن السياسات الحكومية يمكنها صنع واقع جديد لمجتمعاتهم. والسعودية تسعى لتجسيد هذا الواقع”.
ولكن رغم الدعم الكبير الذي يتلقاه السينمائيون السعوديون فقد مرت السينما السعودية خلال عام 2021 بعدة مراحل تأرجحت بين الصعود والهبوط، حيث تم عرض عدد من الأفلام في دور العرض، وشارك بعضها في مهرجانات سينمائية محلية وعربية ودولية، فيما نال عدد منها جوائز لمنتجيها، وذلك وسط إنتاجات قليلة نسبياً نظراً إلى استمرار تداعيات جائحة كورونا، والتي أثرت على إغلاق دور السينما في مناطق المملكة لبعض الفترات ومن ثم عودتها وفق ضوابط وعدد محدد من الحضور، لكن مع ذلك كانت السينما السعودية حاضرة وبقوة خلال العام.