السينما الأردنية ضيفة شرف المهرجان الدولي للسينما البيئية في تونس

عمان - كشفت إدارة المهرجان الدولي للسينما البيئية عن ملامح دورتها السادسة التي يشارك فيها 17 عملا سينمائيا وستقام فعالياتها في الفترة بين 31 مايو الجاري والثالث من يونيو المقبل. ويحل الأردن ضيف شرف الدورة السادسة من المهرجان الذي تحتضنه مدينة قابس (جنوب شرق تونس).
وقال مدير المهرجان فؤاد كريم، خلال مؤتمر صحفي عقد الاثنين بالعاصمة تونس لتقديم تفاصيل الدورة، إن اختيار الأردن ضيف شرف المهرجان يأتي تقديرا لريادة الأردن في السينما البيئية وانخراطه الفعال في قضايا المناخ والثقافة المستدامة. وأضاف أنه في إطار مشاركة الأردن كضيف شرف، ستفتتح الفعاليات بعرض فيلم “ترويدة” لموني أبوسمرا الذي يروي قصة باحثة جيولوجية شابة تجد نفسها عالقة في الصحراء الشاسعة بعد أن تسببت أمطار مفاجئة ناجمة عن تغير المناخ في مصرع زملائها لتنطلق في رحلة البحث عن النجاة.
تواجه الباحثة الشابة خلال أزمتها واقعا قاسيا، وتبدأ رحلة عميقة وتأملية بحثا عن النجاة، وينضم إليها مسافر غامض، يبدو أن بينهما ماضيا مضطربا، يقص عليها أحجية غامضة ليلهمها ويحفزها حتى تمضي قدما، وخلال رحلتهما معا تخوض صراعا داخليا بين أمل النجاة وقبولها لقوى الأقدار المُحتومة.
وحظي الفيلم بإشادات واسعة وتقييمات صحفية، من بين ذلك ما كتبته الصحافية إسراء الردايدة، حيث قالت إن “ترويدة يمتاز بتصويره البصري حيث تُبرز الكاميرا تفاصيل الصحراء بكل جمالها وقسوتها، والصخور التي تبدو كأنها شاهدة على أبدية الزمن. فيما الإضاءة الطبيعية تلعب دورا محوريا في نقل الحالة النفسية للبطلة، حيث تعكس الشمس الحارقة يأسها، بينما يرمز ضوء القمر إلى الأمل والسلام الداخلي. كما أن الموسيقى التصويرية للفيلم تضيف بعدا عاطفيا عميقا من خلال المزج بين الأصوات الطبيعية مثل الرياح والرمال.”
وهذه ليست المرة الأولى التي يعرض فيها الفيلم أمام جمهور تونسي، إذ سبق أن عرض ضمن دورة أيام قرطاج السينمائية للعام الماضي، وذلك ضمن قسم “سينما تحت المجهر”، الذي خصص لتسليط الضوء على السينما الأردنية القصيرة من خلال مجموعة من الأفلام التي تعكس تنوع القضايا والموضوعات، وإلى جانب “ترويدة” برزت ثلاثة أفلام أردنية بأسلوبها الفريد وبصماتها الإخراجية المميزة، ونجحت في المزج بين المحلي والإنساني في طرح موضوعات تتناول الصراعات الداخلية والهوية والعلاقة مع البيئة والمجتمع.
كما تتميز مشاركة الأردن في هذه الدورة من خلال عضوية الممثلة القديرة عبير عيسى للجنة التحكيم التي يرأسها الممثل وأستاذ المسرح خالد بوزيد من تونس إلى جانب عضوية مصطفى الشوكي من العراق والمخرج برنارد ديرو من فرنسا.
من ناحيتها أفادت الرئيسة الشرفية للمهرجان الممثلة وحيدة الدريدي بأن من ضمن 59 فيلما ترشح للمهرجان، اختارت لجنة الفرز 17 عملا من 15 دولة عربية وأجنبية، من بينها “برباشى” لنوال محجوب من تونس و”زريعة” لفتحية خذير من تونس و”الجذور” لجمال باشا من الجزائر و”ماسة بين الحياة والأرض” لفريد أكعيوس من المغرب و”أصدقاء الجبل” لمحمد توفيق القصير من ليبيا و”بيتا كاروتين” لمحمد الدروشي من سلطنة عمان و”لن أغادرها” لعلوي السقاف من اليمن و”شعلة” لهاني القريشي من العراق و”شيرو” لرابار إبراهيم من تركيا.
وفضلا عن عروض الأفلام يتضمن برنامج المهرجان أيضا تنظيم عدد من الفعاليات الأخرى من بينها ورشة لصنع العرائس وعروض عرائسية في شوارع مدينة قابس، وتقام هذه الفقرات بالشراكة مع المركز الوطني لفنون العرائس. وسيتم خلال فعاليات المهرجان تكريم ثلة من الفنانين من ضمنهم الفنان التونسي صالح الجدي والفنانة التونسية – اليونانية هيلين كاتزاراس.
يشار إلى أن المهرجان بدأ عام 2014 بمدينة قابس الساحلية، التي تعيش على وقع مشاكل بيئية كبيرة نتيجة التلوث الذي تسببه المنطقة الصناعية. وهو أحد المهرجانات السينمائية القليلة المتخصصة في المجال البيئي والتي تسلط الضوء على مشاكل كبيرة تعيشها دول عربية وعالمية، بعضها محلي وبعضها الآخر لا ينفصل عن الأزمات العالمية ولعل في مقدمتها تغيرات المناخ وآثارها على الحياة البشرية من كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية والسياسية.
وقد اتخذ المهرجان منذ ذلك الوقت بعدا دوليا نظرا لاشتراك العديد من البلدان في المعاناة من المشاكل البيئية، وفق ما تؤكده إدارة المهرجان.