السيناريست عبدالرحيم كمال: الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الإبداع البشري

السيناريست المصري يعتبر أن حضور بيئته الجنوبية كان طاغيا على معظم أعماله بميراثها الغني وتراثها الموغل في القدم.
الخميس 2023/09/21
لقاء مع كاتب مختلف

القاهرة - تواصل مؤسسة سينيميديا للفنون الإبداعية عقد ندوات تثقيفية وحوارية تطرح فيها مشكلات راهنة في الوسط الفني المصري والعربي، كان آخرها ندوة لمناقشة أعمال الروائي والسيناريست المصري عبدالرحيم كمال.

ويعد عبدالرحيم كمال واحدا من أشهر كُتاب السيناريو الذين استطاعوا تقديم أعمال حقيقية وقيّمة تمس الجانب الإنساني والروحاني للجمهور، وفي حصيلته نحو أحد عشر مسلسلا من أهمها “الخواجة عبدالقادر”، “ونوس” و”شيخ العرب همام” و”نجيب زاهي زركش” بطولة الممثل يحيي الفخراني، و”جزيرة غمام” و”القاهرة كابول” بطولة طارق لطفي. كذلك كتب فيلم “الكنز” بجزأيه الأول والثاني، وهو من يكتب السيناريو الخاص بمسلسل “الحشاشين” الذي من المقرر أن يعرض في رمضان المقبل ومن بطولة كريم عبدالعزيز.

وتأتي أعمال عبدالرحيم كمال مختلفة في ظل موجة من التشابه من حيث الثيمات والممثلين، حيث يقدم كل عام عملا يجدد به روح المنافسة، وهو لا يخفي تأثره بأصوله الجنوبية التي جعلته ينقل بعضا من خصوصيات مدينة سوهاج وتأثيرات هجرته نحو القاهرة على رؤيته الفنية.

وفي اللقاء الذي جمعه بعدد من النقاد والصحافيين والمتابعين لمشواره الأدبي والدرامي، شدد السيناريست المصري على أن لبيئته الجنوبية حضورا طاغيا على معظم أعماله بميراثها الغني وتراثها الموغل في القدم.

الميل نحو التصوف يظهر في الكثير من أعمال الفنان عبدالرحيم كمال ولعل أشهرها مسلسلا "الخواجة عبدالقادر" و"ونوس"

وأشار إلى حضور الفكر الصوفي في أعماله، الذي هو جزء من نشأته وتكوينه في الأساس، والذي تعلّمه من والده الذي كان صوفيا زاهدا.

هذا الميل نحو التصوف، يظهر في الكثير من أعمال الفنان، لعل أشهرها مسلسلا “الخواجة عبدالقادر” و”ونوس”، والأخير تطرق فيه للشيطان كبطل يتحكم في مسار الأحداث ويعيش صراعا دائما مع الإنسان، في حين كان الخواجة عبدالقادر رسالة محبة وإقبال على الحياة والله، يصارع فيها الإنسان نفسه.

في هذا السياق، أوضح المؤلف أنه سعى لتصوير الشيطان بصورة مختلفة عمّا اعتاد الإنسان عليه، ضمن تصورات تكسر الصورة النمطية المتوارثة عن الشيطان الذي يحمّله الإنسان كل أخطائه ليتنصل من تحمل مسؤولية أفعاله. كذلك أوضح أنه لا يختار أسماء شخوصه بفعل الصدفة أو عن قصد وإنما يختارها انطلاقا من ملامح الشخصية وموضوع العمل.

هذا اللقاء مع عبدالرحيم كمال تزامن مع موجة متزايدة من الحديث عن تأثيرات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة في الفعل الإبداعي ومدى خطورتها على العمل في المجال الدرامي. وكان للسيناريست المصري رأي مختلف، حيث رأى أنه “ليس هناك داعٍ للقلق، لأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات لن تحل محل المبدع”، فهذه التطبيقات لا تزال تحتاج إلى الكثير من الوقت لتمثل خطرا على المهنة، فهي لم ترتق بعد إلى حدود كتابة نصوص جيدة خالية من الأخطاء اللغوية، أو حتى التاريخية، وهي تسهّل فقط عملية تركيب الصور وتعويض الممثلين. هذا ما يندد به السيناريست أيضا في أغلب كتاباته الصحفية.

كذلك، تطرق المؤلف المصري إلى دور الدراما في تغيير القوانين وإثارة نقاشات واسعة حول قضايا رأي عام، إذ أشار إلى أن التغيير ليس هو جوهر الفن أو دوره، لذلك  يقول “إن الفن مربوط بقضايا الإنسان نفسه.. دور الفن هو تغيير الإنسان وليس تغيير القوانين”.

14