السيسي يسعى لمزيد من الدعم الروسي لمشاريع مصر الاقتصادية

قازان - يأمل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في زيادة الدعم الروسي لمشاريع مصر الاقتصادية، وقد أبدى ذلك من خلال إشادته بما تحقق لدى لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة بريكس المنعقدة في قازان، فيما يأتي ذلك وسط ضغوط تمارسها الولايات المتحدة على المستوى الدولي لعزل موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.
ونوّه السيسي بـ"تطوّر العلاقات الثنائية مع روسيا" في السنوات الأخيرة، وبـ"المساهمة الروسية الفعالة في العديد من المشروعات القومية" على غرار محطة الضبعة النووية على سواحل البحر المتوسط، ومشروع المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الصناعية لقناة السويس.
والمحطة النووية، التي تمول تشييدها وتشغيلها روسيا، هي الأولى من نوعها في مصر، وتقع في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل المتوسط، على بعد نحو 130 كيلومترا شمال غرب القاهرة.
ولفت السيسي إلى أنه جار الانتهاء من تصديق مجلس النواب على الاتفاقية التمويلية الحكومية الخاصة بها، وعمل الخبراء من الجانبين لوضع آليات للتنفيذ لتجنب العقوبات، ولكي تمثل مع المنطقة الصناعية الصينية، نواة لمنطقة اقتصادية لدول مجموعة "بريكس".
وخلال اللقاء وصف بوتين مصر بأنها "شريك على المدى الطويل وموثوق به لروسيا"، وقال إن "مصر تمثل نحو ثلث إجمالي حجم التجارة بين روسيا وأفريقيا"، وفق وسائل إعلام روسية.
وقمة بريكس المنعقدة في هذا الأسبوع هي الأولى لمصر بصفتها عضوا في المجموعة بعد انضمامها في يناير في خضم أزمة اقتصادية خانقة تشهدها أكبر دولة عربية من حيث التعداد السكاني.
ولدى تأسيسها في العام 2009 كانت بريكس تتألف من أربعة أعضاء هي البرازيل وروسيا والهند والصين، وقد توسّعت لاحقا لتشمل دولا ناشئة أخرى بما في ذلك جنوب أفريقيا وإيران.
وفي قازان، يسعى السيسي لمناقشة "إصلاح البنية المالية العالمية" دفاعا عن مصالح "الدول النامية"، وفق بيان أصدرته الرئاسة المصرية الثلاثاء.
وأكد السيسي خلال لقائه بوتين أن مصر تؤيد تحوّل بريكس إلى "منصة قوية لتعزيز التعاون بين الدول النامية".
وشهدت العلاقات بين القاهرة وموسكو تطورا منذ تولي السيسي السلطة في عام 2014، حيث قام منذ ذلك الحين بثلاث زيارات إلى موسكو، في حين قام بوتين بزيارة للقاهرة في فبراير 2017 هي الأولى التي يقوم بها رئيس روسي لمصر منذ عقد.
وعقد آخر لقاء بين بوتين والسيسي عام 2023 على هامش القمة الروسية الأفريقية الثانية في سان بطرسبرغ. وناقش رؤساء الدول فرص تعميق التعاون الثنائي.
ورغم زخم التعاون الوثيق بين مصر وروسيا، إلا أن القاهرة أبدت حرصا على عدم الاصطفاف إلى جانب موسكو مع اندلاع الحرب في أوكرانيا إذ حافظت على توازن صعب بين روسيا من جهة والغرب من جهة أخرى.
وبشأن التطورات في الشرق الأوسط، دعا السيسي وبوتين، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، وفق بيان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.
وقال البيان إن الرئيسين بحثا "مختلف القضايا الإقليمية والدولية، حيث تم الاتفاق على الأهمية القصوى لخفض التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط في ظل ما يحمله الصراع بالمنطقة من تداعيات سلبية إقليمياً ودولياً".
ودعا الرئيسان إلى "ضرورة التوصل لوقف إطلاق نار فوري في غزة ولبنان، وخفض التصعيد وتفادي الممارسات والإجراءات التي من شأنها أن تدفع بالإقليم نحو مزيد من التأزم".
وبدوره، شدد الرئيس المصري على "ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، فضلاً عن دعم لبنان وتأكيد احترام سيادته وأمنه واستقراره".
وأشار إلى "موقف مصر الداعي للحلول الدبلوماسية والتسويات السياسية للأزمات من خلال الحوار، على النحو الذي يحفظ السلم والأمن الدوليين، ويصون مقدرات الشعوب".
وتطرقت المباحثات بين الرئيسين أيضا وفق البيان إلى "عدد من القضايا الدولية الملحة، من بينها الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر الداعي للحلول الدبلوماسية والتسويات السياسية للأزمات من خلال الحوار، على النحو الذي يحفظ السلم والأمن الدوليين، ويصون مقدرات الشعوب".
وأسفر التصعيد الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن "ألفين و546 شهيدا و11 ألفا و862 جريحا"، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر الماضي، وفق أحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الثلاثاء.
بينما خلفت الحرب الإسرائيلية في غزة، والمتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، أكثر من 143ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.