السيسي يدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى زيارة مصر

القدس - أعلنت إسرائيل الأربعاء أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وجه دعوة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لزيارة القاهرة خلال الأسابيع القادمة.
ونقل رئيس المخابرات المصرية عباس كامل الدعوة الموجهة من الرئيس المصري لرئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت، وذلك خلال زيارته لإسرائيل في إطار الجهود المصرية بشأن تثبيت الهدنة في غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان إن السيسي وجه الدعوة لبينيت لزيارة مصر، وستكون الأولى من نوعها منذ عشر سنوات.
وكان السيسي كلف كامل بزيارة رام الله وتل أبيب لدفع جهود عملية السلام وتثبيت التهدئة في قطاع غزة، بعد إطلاق صواريخ الاثنين الماضي من قطاع غزة وتهديد إسرائيل بالرد الفوري عليها.
ويشير توجّه الحكومة الإسرائيلية بقيادة بينيت إلى تبني سياسة أكثر تشددا في التعاطي مع ملف غزة، خاصة وأن رئيس الوزراء شدّد على وجوب تغيير المقاربة في التعاطي مع حماس، التي تسيطر على القطاع منذ العام 2007، واستعادة سياسة الردع التي تقول أوساط إسرائيلية إنها فقدتها خلال السنوات الأخيرة من حكم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
ويبدو أن التغيير الذي طرأ على المشهد السياسي في إسرائيل، خاصة بعد إزاحة نتنياهو، قد أتاح لمصر توجيه هذه الدعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد.
وكتب المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي عوفير جندلمان "رئيس الوزراء بينيت التقى اليوم للمرة الأولى، وزير المخابرات المصري عباس كامل وتحدث معه عن الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية للعلاقات الإسرائيلية - المصرية. كما تم خلال اللقاء بحث ملف الوساطة المصرية بشأن الأوضاع الأمنية إزاء قطاع غزة".
وأعلنت إسرائيل هذا الأسبوع عن اعتراض قذيفة صاروخية محلية الصنع تم إطلاقها من قطاع غزة باتجاه بلدة سديروت في جنوب إسرائيل دون وقوع إصابات أو أضرار، وكانت هذه أول مرة يتم فيها إطلاق قذيفة من غزة منذ إعلان مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
ويرى مراقبون أن الدبلوماسية المصرية لعبت دورا في منع مواجهة جديدة بين قطاع غزة والجيش الإسرائيلي بعد إطلاق الصواريخ، خاصة في ظل حالة تأهب من جانب الفصائل الفلسطيينة.
وعقب اجتماعه ببينيت توجّه كامل لمدينة رام الله، حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال مصدر في مكتب الرئيس الفلسطيني إن كامل وصل رام الله، وبدأ اجتماعا مع الرئيس محمود عباس وكبار مساعديه بهدف بحث ملف غزة.
وتقوم مصر بجهود وساطة بين إسرائيل والفلسطينيين، لتثبيت وقف إطلاق النار في القطاع.
وحذرت الفصائل الفلسطينية في غزة الأربعاء من التوتر في القطاع بالتزامن مع جولة كامل، وقالت في بيان إن استمرار إغلاق إسرائيل للقطاع الساحلي "يزيد من حالة التوتر"، مؤكدة "الإصرار على استمرار مقاومتها الحصار والنضال من أجل كسره".
وذكر البيان أن الفصائل "ناقشت التداعيات الخطيرة لاستمرار الحصار ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي تفريغ انتصار الشعب الفلسطيني عبر الضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة".
وتوسطت مصر في 21 مايو الماضي باتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء جولة تصعيد عسكري عنيفة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل استمرت 11 يوما، وخلفت مقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 شخصا في إسرائيل، فضلا عن تدمير واسع في المنازل والبني التحتية في القطاع.
وسمحت إسرائيل عقب ذلك بفتح جزئي لمعابر قطاع غزة وإدخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية، مع إبقاء قيود واسعة على الواردات وعمليات التصدير.