السيسي يدعو الشرع للمشاركة في قمة القاهرة بشأن غزة

دمشق - تلقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع دعوة رسمية للمشاركة في القمة العربية التي تقام في القاهرة في الرابع من مارس المقبل والمخصصة لقطاع غزة بعد الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على ما أفادت الرئاسة السورية الأحد.
وجاء في بيان للرئاسة السورية أن الشرع تلقى دعوة رسمية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي "للمشاركة في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية والذي سيعقد في الرابع من مارس" في القاهرة.
وتمثل القمة فرصة للدول العربية لتوحيد مواقفها، والتنسيق فيما بينها من أجل دعم القضية الفلسطينية.
وجاءت الدعوة إلى الاجتماع ردا على الخطة التي طرحها ترامب بشأن غزة وقوبلت بانتقادات واسعة النطاق، حيث عرض أن تسيطر بلاده على القطاع المدمر بسبب الحرب وتعيد تطويره ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط".
وبحسب خطة ترامب، فإن سكان غزة الفلسطينيين سينقلون إلى أماكن أخرى، بما في ذلك مصر والأردن.
وأثارت خطة ترامب غضب حكومات عربية وزعماء في العالم، فيما حذرت الأمم المتحدة من "تطهير عرقي" في الأراضي الفلسطينية.
ووصف الشرع خطة ترامب بأنها "جريمة كبرى لن تنجح".
وتعد مشاركة سوريا في القمة خطوة هامة في تعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد الصف العربي في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.
وتعكس الدعوة الموجهة إلى سوريا حرص مصر على مشاركة جميع الدول العربية في هذه القمة الهامة.
وكان من المقرر عقد القمة في 27 فبراير الحالي، ولكن تم تأجيلها إلى 4 مارس المقبل، وفق بيان للخارجية المصرية التي قالت إن القرار "يأتي في إطار استكمال التحضير الموضوعي واللوجستي للقمة، وقد تم تحديد الموعد الجديد بعد التنسيق مع مملكة البحرين، رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وبالتشاور مع الدول العربية".
وتسعى مصر لحضور أكبر عدد من القادة لضمان نجاح القمة التي تهدف إلى الخروج بموقف عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية، وتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني.
وعلِّقت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية عام 2011 إبان حكم الرئيس السابق بشار الأسد بسبب قمعه الدامي للاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية التي تحولت حربا مدمرة.
وسُمح لدمشق بالعودة إلى التكتل الإقليمي في عام 2023.
وفي أواخر العام الماضي، أطاح تحالف فصائل تقوده هيئة تحرير الشام التي يتزعمها الشرع بالأسد في هجوم خاطف. وعُيّن الشرع رئيسا موقتا لسوريا بعد فترة وجيزة.
وهنأ السيسي نهاية الشهر الماضي الشرع على تولّيه الرئاسة الانتقالية لسوريا، وذلك بعد يومين على تعيينه في هذا المنصب، في بادرة انطوت على اعتراف بشرعيته، وهي تمثل نقلة نوعية في سياق العلاقات الملتبسة بين الجانبين.
وأضفت تهنئة السيسي بعدا جديدا على مسار تصحيح العلاقات بين البلدين، ويتم تفسيرها باعتبارها محاولة للخروج من الجمود السياسي الذي اكتنفها منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وتأتي تهنئة السيسي في ظل موقف مصري متردد إزاء تطبيع العلاقات بالكامل مع دمشق، إذ لا تزال القاهرة توازن بين مصالحها الإقليمية وموقفها الداعم للحل السياسي في سوريا.
فمنذ استولى المتمردون بقيادة الإسلاميين على السلطة في ديسمبر، أبقت القاهرة السلطات الجديدة في سوريا على مسافة منها.
وأثار وصول الإسلاميين إلى السلطة في سوريا بعد الإطاحة بالأسد قلق مصر عقب عشر سنوات على تولّي السيسي الرئاسة إثر إسقاط جماعة الإخوان المسلمين من الحكم.
ورغم إعادة فتح قنوات تواصل دبلوماسية خلال الفترة الأخيرة، لم يصل الموقف المصري إلى حد الاعتراف الكامل بالإدارة السورية الجديدة أو تعزيز العلاقات الثنائية بوضوح.
وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، قد انتظر ثلاثة أسابيع قبل أن يتصل بنظيره السوري الجديد أسعد الشيباني داعيا سلطات الأمر الواقع إلى تنفيذ عملية انتقال سياسي "تتّسم... بالشمولية".
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لاستكشاف مواقف السلطات السورية الجديدة قبل اتخاذ أي قرارات استراتيجية بشأن العلاقات المستقبلية.