السيسي: كل اختلاف يصب في مصلحة الوطن

القاهرة ـ قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، السبت، إن شاغله الأكبر سيكون "قبول الآخر وخلق مساحات مشتركة لتحقيق التوافق والسلام المجتمعي".
جاء ذلك في خطاب له أمام البرلمان، عقب أدائه اليمين الدستورية لولاية ثانية بعد فوزه في انتخابات لم يواجه فيها منافسة قوية.
وقال السيسي: "أؤكد لكم أن قبول الآخر وخلق مساحات مشتركة فيما بيننا سيكون شاغلى الأكبر لتحقيق التوافق والسلام المجتمعى وتحقيق تنمية سياسية حقيقية بجانب ما حققناه من تنمية اقتصادية".
وأضاف "ولن أستثني من تلك المساحات المشتركة إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف سبيلا لفرض إرادته وسطوته".
وتابع "وغير ذلك فمصر للجميع وأنا رئيس لكل المصريين من اختلف معي ومن اتفق"، معتبرا أن كل اختلاف يصب في مصلحة الوطن.
وقال السيسي الدولة المصرية سوف تمضى في إقامة علاقات متوازنة مع الدول الأخرى دون الانزلاق إلى صراعات لا طائل منها ، مع التأكيد على الحفاظ على السيادة الوطنية للدول الأخرى.
وكان السيسي (63 عاما) قد عين وزيرا للدفاع في آب 2012 ثم أعلن في يوليو 2013 عزل الرئيس السابق محمد مرسي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. وانتخب السيسي رئيسا في العام التالي. وحصل على 97 في المئة من الأصوات في الانتخابات التي أجريت في مارس الماضي لكن نسبة الإقبال بلغت 41 في المئة.
ونافس السيسي مرشح وحيد مؤيد له بعد أن أوقف معارضون بارزون حملاتهم في يناير.
وبعد أن أدى السيسي اليمين أطلقت المدفعية 21 طلقة، وقال أمام النواب "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه".
وخلال الحملة الانتخابية قال السيسي إنه كان يتمنى أن يخوض الانتخابات كثير من المرشحين الآخرين.
وتواجه مصر صعوبات اقتصادية كما تشن حملة على إسلاميين متشددين ينشطون في محافظة شمال سيناء المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة.
وفي بدابة كلمة ألقاها عقب أداء اليمين طلب السيسي من النواب الوقوف دقيقة حدادا على أرواح مئات من رجال الجيش والشرطة قتلهم المتشددون خلال السنوات الماضية في شمال سيناء.
وقال في الكلمة "قيادة دولة بحجم مصر أمر لو تعلمون عظيم".
وولاية السيسي الجديدة هي الأخيرة له بنص الدستور.
وقال رئيس مجلس النواب، على عبد العال، في كلمته، مخاطبا السيسي إن قرار الجماهير يحملكم مسؤولية الاستمرار في تحمل المسيرة، وثقة في أن المستقبل معكم أفضل.
ووصفت صحيفة الأهرام المملوكة للدولة، في عددها الصادر السبت، حدث اليمين الدستورية إيذانا ببدء فترة رئاسية ثانية بأنه "يوم تاريخي في حياة مصر".
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرئاسي لـ" الأهرام" إن "عودة حلف اليمين الدستورية إلى مكانه الطبيعى تحت قبة البرلمان، بعد غياب 13 عاما، تمثل رسالة قوية إلى العالم، بأن مصر نجحت فى تثبيت أركان الدولة، واستعادة العمل بآلية مؤسساتها بالكامل، بل والانطلاق إلى الإصلاح والتنمية الشاملة، وأن محاولات النيل من مصر لم تزدها وشعبها العظيم إلا إصرارا وعزيمة على الحفاظ عليها والعمل على ازدهارها".