السيسي في السعودية لتوحيد الموقف العربي بشأن الأزمة الأوكرانية

القاهرة - تتصدر الأزمة الأوكرانية أجندة زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للعاصمة السعودية، حيث من المرتقب أن يتم تشكيل موقف عربي موحد في هذا الشأن، رغم تمسك أغلب الدول العربية بالحياد إزاء الصراع الروسي - الأوكراني.
ووصل الرئيس المصري الثلاثاء إلى المملكة العربية السعودية، حيث كان في مقدمة مستقبليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ونشرت صفحة وكالة الأنباء السعودية الرسمية في تويتر فيديو استقبال الرئيس المصري.
وكان المتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضي أكد في وقت سابق الثلاثاء، عبر فيسبوك، أن "الزيارة الرسمية تهدف إلى التشاور بشأن الأزمات الإقليمية والدولية".
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة أن "السيسي سيبحث مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين".
كما ستتضمن المحادثات "التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي".
ويرى مراقبون أن الزيارة التي تأتي في ظرف زمني سياسي على غاية من الأهمية، من المنتظر أن تتناول القضية الأوكرانية - الروسية لتشكيل موقف عربي موحد أو متقارب حيالها، ستكون نتائجه مؤثرة في التوجيهات العربية المستقبلية، بما يمثله البلدان من عمق استراتيجي للمنطقة.
وكانت أغلب دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط عملت على الحيلولة دون الإساءة إلى الروس أو الأميركيين على حد سواء بمواقفها المحايدة إزاء الصراع الروسي - الأوكراني، وذلك تلبية للمصالح المشتركة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهة، ولتجنب أي موقف غير مريح تجاه الدول الغربية والولايات المتحدة على وجه الخصوص.
ويشير مراقبون إلى أن زيارة الرئيس السيسي ستزيد أواصر القرب بين مصر والكتلة الخليجية والعالم العربي، بما يدعم العمل العربي المشترك حيال كافة القضايا.
وتضطلع الرياض والقاهرة بدور قيادي ومسؤول حيال قضايا العالم العربي، بدءا من القضية الفلسطينية مرورا بملف الحرب على الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه وحماية الشعوب العربية.
ومن المنتظر أن تتناول الزيارة أيضا تشجيع الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين، وزيادة فرص الشراكة التجارية بين قطاعي الأعمال السعودي والمصري، وأيضا مد جسور التواصل.
ووقّعت مصر والمملكة العربية السعودية الأحد الماضي مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مكافحة الفساد في البلدين، في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وتأتي الزيارة بعد نحو أسبوعين على زيارة الرئيس المصري لدولة الكويت التي جاءت لتعزيز التضامن والعمل العربي، في ضوء التهديدات والمخاطر التي تواجه المنطقة، والعمل على لمّ الشمل العربي وترتيب الأجواء قبل القمة العربية المرتقبة بالجزائر.