السيتي يرفع منسوب الإثارة في الدوري الإنجليزي

دخل مانشستر سيتي على خط الإثارة في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بعدما شق تدريجيا طريقه من دون ضوضاء إلى صدارة البريميرليغ بسلسلة من الانتصارات المتتالية، مستفيدا في الوقت ذاته من تعثر خصومه، وذلك بعدما اعتبر هذا الموسم أحد أكثر المواسم حدة من ناحية التنافس على الزعامة.
لندن - يخوض مانشستر سيتي فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا المرحلة الحادية والعشرين وهو في الصدارة بفارق نقطة عن جاره اللدود يونايتد مع مباراة مؤجلة في جعبته، مستغلا الخسارة التي تلقاها الأخير على أرضه الأربعاء أمام شيفيلد يونايتد 1 – 2. ويقف شيفيلد السبت أمام مضيفه سيتي وسعيه لفوز ثامن تواليا يبقيه في الصدارة، مع الأمل في الابتعاد أيضا بما أن يونايتد يخوض اختبارا صعبا للغاية ضد غريمه المتجدد أرسنال في لندن، التي تحتضن الأحد مواجهة صعبة أيضا لليفربول حامل اللقب ضد مفاجأة الموسم وست هام الذي يتخلف بفارق نقطتين فقط عن “الحمر” في المركز الخامس.
وكان يونايتد يمني النفس بأن يحل في “ملعب الإمارات” السبت وهو في الصدارة، لكن المفاجأة تحققت الأربعاء ضد متذيل الترتيب الذي ألحق بفريق المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير هزيمته الأولى في آخر 14 مباراة. وكانت خسارة الأربعاء الرابعة ليونايتد هذا الموسم في “أولد ترافورد”، فيما فاز بثماني حتى الآن من مبارياته العشر في الدوري بعيدا عن معقله، ولم يذق طعم الهزيمة خارج أرضه في “برميرليغ” منذ أكثر من عام. ويأمل سولسكاير أن تكون هزيمة الأربعاء مجرد تعثر بسيط، وأن يؤكد فريقه تألقه خارج ملعبه من أجل استعادة توازنه، لكن المهمة لن تكون سهلة بتاتا في “ملعب الإمارات” لأن أرسنال الحالي مختلف عن فريق بداية الموسم.
فرجال المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا فازوا بخمس من مبارياتهم الست الأخيرة في الدوري الممتاز، ما جعلهم على بعد سبع نقاط من المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال، المسابقة التي غاب عنها النادي اللندني في الأعوام الأربعة الأخيرة بعد أن كان طرفا فيها طيلة 19 موسما على التوالي تحت إشراف المدرب الفرنسي أرسين فينغر. ويأمل أرسنال في تأكيد عودته للعب دوره بين الكبار من خلال تجديد فوزه على يونايتد الذي سقط أمام “المدفعجية” ذهابا على أرضه 0 – 1 بهدف الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ في أوائل نوفمبر.
سقوط مفاجئ
بعد السقوط المفاجئ أمام شيفيلد، قال سولسكاير “بالطبع نشعر بخيبة أمل. لقد رأينا العديد من النتائج هذا الموسم خارجة عن الشخصية، نعم نحن متفاجئون. لقد كنا الفريق الأكثر ثباتا في الأشهر القليلة الماضية وقد كنا عكس ذلك”. وتابع “لنضع الحزن خلفنا ونعود إلى العمل مرة أخرى. سنتجاوز الأمر الليلة ونبدأ من جديد، السبت، إنه أرسنال والأداء الكبير مطلوب لأن اللاعبين في حالة جيدة، وقدموا أداء جيدا ضدنا من قبل. علينا أن نرتقي مرة أخرى”.
وأردف “أعتقد أنه هذا النوع من المواسم، لقد كنا رائعين. فريق متجانس كان في القمة تماما وفزنا بمباريات صعبة مثل هذه مرات عديدة. عندما لا يحدث ذلك السبت، نشعر بخيبة أمل بالطبع لأننا نعلم أنه يمكننا اللعب بشكل أفضل، لكن ليس لدي وقت لإجراء تحقيق كبير وتحليل مطول عن اللقاء. نحن بحاجة إلى تجاوزه والعودة للعمل مرة أخرى”.
أما قلب الدفاع والقائد هاري ماغواير فقد شدد على ضرورة الرد سريعا أمام أرسنال السبت على الهزيمة المفاجئة في “أولد ترافورد” أمام شيفيلد يونايتد. وقال ماغواير عقب الخسارة أمام ناديه السابق “عندما تتعرض للخسارة، لا يوجد شيء أسوأ من الانتظار للعودة إلى الملعب وتصحيح الأمور. الشبان محبطون جدا. لم نتوقع ذلك، لكن السبت أمامنا مباراة كبيرة وعلينا العودة إلى الانتصارات”.
وبهدوء ومن دون ضوضاء ورغم افتقاده خدمات هدافه التاريخي الأرجنتيني سيرجيو أغويرو بسبب الإصابات في بادئ الأمر، ثم نتيجة فايروس كورونا المستجد ما منعه من تدوين اسمه في سجل الهدافين لهذا الموسم، شق سيتي طريقه إلى الصدارة وفرض نفسه مرشحا للقبه الثالث في المواسم الأربعة الأخيرة.
وفي ظل المردود الهجومي المتواضع للمهاجم الآخر البرازيلي غابريال جيزوس الذي اكتفى بهدفين فقط، فاز سيتي بمبارياته السبع الأخيرة بفضل جهود لاعبين مثل الألماني إيلكاي غوندغان، فيل فودن، رحيم سترلينغ والجزائري رياض محرز، ومن خلفهم خط دفاع صلب جدا. وسجل سيتي في مبارياته السبع الأخيرة 18 هدفا فيما اهتزت شباكه في مناسبتين فقط.
ومازال غوارديولا الذي يفتقد أيضا نجمه البلجيكي كيفن دي بروين لإصابة عضلية تعرض لها في الـ20 من الشهر الحالي ضد أستون فيلا وستبعده حتى ستة أسابيع، واثقا بقدرة أغويرو على العودة إلى مستواه رغم الابتعاد لفترة طويلة والمساهمة في صراع سيتي على الجبهات الأربع محليا وقاريا. وبعدما حقق الخميس على حساب مضيفه توتنهام (3 – 1) فوزه الأول في آخر ست مباريات، يأمل ليفربول في تأكيد صحوته من أجل الحفاظ على أمل نيل اللقب للموسم الثاني، لكن مهمة فريق المدرب الألماني يورغن كلوب لن تكون سهلة في ضيافة المتألق وست هام.
أداء متميز
تتجه الأنظار الأحد إلى “ستامفورد بريدج”، حيث يخوض المدرب الألماني توماس توخيل مباراته الثانية مع فريقه الجديد تشيلسي في مواجهة بيرنلي. ورغم الاكتفاء بالتعادل السلبي الأربعاء ضد ولفرهامبتون، قدم تشيلسي أداء مميزا في الاختبار الأول بقيادة خليفة فرانك لامبارد.
وأقر المدرب السابق لباريس سان جرمان الفرنسي، الذي أبقى نجمي الفريق مايسون ماونت والأميركي كريستيان بوليسيتش على مقاعد البدلاء حتى أواخر مباراة الأربعاء، بأنه لم يحظ بالوقت الكافي لكي يقَيّم فريقه الجديد بالشكل المناسب بأنه استلم الإشراف عليه قبل يوم فقط من اللقاء. وبعد الهزيمة القاسية على أرضه ضد ليفربول في لقاء أصيب خلاله هدافه هاري كاين، يحل توتنهام الأحد ضيفا على برايتون باحثا عن التعويض ومحاولة البقاء قريبا من الصدارة التي يتخلف عنها حاليا بفارق 8 نقاط.
وأقر المدرب الألماني أنه سيكون مطالبا بالفوز بالألقاب لتحقيق النجاح في نادي تشيلسي الإنجليزي، بعد أن أصبح المدرب الثالث عشر خلال حقبة المالك الروسي رومان أبراموفيتش التي بدأت منذ 17 عاما. وأقال النادي اللندني فرانك لامبارد أفضل هدّاف في تاريخه من منصب المدير الفني الاثنين، بعد تلقيه خمس هزائم في آخر ثماني مباريات في الدوري.
واعتبر الألماني أن الصراع على لقب الدوري ليس واقعيا هذا الموسم في ظل تخلف تشيلسي بـ11 نقطة عن مانشستر سيتي المتصدر، ولكنه يرغب في المنافسة على الكأس المحلية ودوري أبطال أوروبا. وعلى رغم التغييرات الكثيرة التي حدثت على منصب رأس الجهاز الفني للبلوز، إلا أنه لا يوجد فريق إنجليزي حقق ألقابا أكثر من تشيلسي في عهد أبراموفيتش.