السياسي الكردي شاسوار عبدالواحد متهم بانتهاك حقوق الصحافيين

رئيس حراك "الجيل الجديد" يستخدم قناته "إن آر تي" لمهاجمة منتقديه وخصومه السياسيين.
الخميس 2023/02/23
ماذا يحصل

أربيل - اهتم قطاع واسع من الإعلاميين في كردستان العراق بالمعلومات التي كشفتها الصحافية باخان توفيق، التي كانت تعمل مراسلة لدى قناة “إن آر تي” المملوكة لرئيس حراك “الجيل الجديد” شاسوار عبدالواحد، حول تعامل مالك القناة مع صحافييها وذلك عقب طردها مع مجموعة أخرى من الصحافيين والعاملين في القناة.

وقالت الصحافية خلال فيديو نشرته على فيسبوك ولاقى تفاعلا جماهيريا إن الكثير من الصحافيين والإعلاميين العاملين في قناة “إن آر تي” يتعرضون لإهانات وسلب الحقوق القانونية والمالية من السياسي الكردي الذي يسمي نفسه “ترامب كردستان” وبإيعاز منه شخصيا.

واتهمت الصحافية شاسوار بأنه يضلّل المتابعين والمشاهدين بادعاء أنه يدعم الصحافيين، لكن كل الإعلاميين في قناته يسخرون من أقواله وادعاءاته المزعومة إلا أنهم يخشون على سمعتهم الشخصية لذلك لا يكشفون معلومات عنه.

وأضافت أنه قد تم طرد عدد كبير من الصحافيين بعد حرمانهم من حقوقهم ومستحقاتهم المالية، بسبب منشور ضد سياسات شاسوار أو لأبسط انتقاد في مواقع التواصل يطال سياسات حراك الجيل الجديد.

وتساءلت الصحافية “هل يُعقل أن يتم طردُ وفصلُ صحافي في أحلى أيام عمره (يوم زفافها) من الوظيفة في القناة؟” مشيرة إلى أن شاسوار عبدالواحد يفصل المئات من الصحافيين بينما يزعم أنه يوفر فرص العمل للشباب.

باخان توفيق: العاملون في قناة "إن آر تي" يتعرضون للإهانات وسلب الحقوق
باخان توفيق: العاملون في قناة "إن آر تي" يتعرضون للإهانات وسلب الحقوق

واعتبرت الصحافية أن عبدالواحد يستخدم القناة لمهاجمة منتقديه وخصومه السياسيين، من أجل الفوز في الانتخابات القادمة. لكن في الواقع معظم وسائل الإعلام الكردية تمارس هذا النهج أثناء الحملات الانتخابية ووقعت في فخ الانحياز وغياب الموضوعية، ولم يشمل هذا الانحراف القنوات الحزبية فحسب، بل طال أيضا القنوات الأهلية وقنوات الظل.

ويتبنى حراك الجيل الجديد سياسات المعارضة وينشد خلال لقاءاته التلفزيونية إقناع الجمهور بتسلم مقاليد الحكم من خلال الانتخابات التشريعية المؤجلة أصلا، رغم أن المتابعين للمشهد السياسي في إقليم كردستان يستبعدون إجراء الانتخابات بسبب تعقيد المشهد السياسي وحدة الخلافات المتصاعدة بين قطبي السلطة (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني).

وذكر متابعون أن قناة “إن آر تي” غيرت اتجاه تغطياتها خلال الحملة الانتخابية السابقة بسبب كون مالكها شاسوار عبدالواحد رئيس قائمة حراك الجيل الجديد.

 وكانت المساحة الأكبر من تغطياتها الخبرية اليومية وموادها الإعلامية تتمحور حول الرسائل اليومية لرئيس القائمة ومرشحيها فيما لم تكن تغطي حملات الأطراف الأخرى. هذا فضلا عن نشرها التقارير التي كانت تنال من المستوى الجماهيري لمنافسي قائمة الجيل الجديد.

واستدركوا قائلين “لكن هذا المسار انتهجته غالبية وسائل الإعلام المحسوبة على الأطراف السياسية في الإقليم”.

وشارك العشرات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشور الصحافية، حيث دخل صحافيون وإعلاميون كانوا يعملون في قناة “إن آر تي” على الخط وأكدوا صحة المعلومات التي أدلت بها توفيق، ووجهوا انتقادات لاذعة إلى سياسات القناة حيال الصحافيين واستغلالهم لأغراض دعائية.

وذهب بعض المنتقدين إلى القول بأن شاسوار ينفذ تعليمات شخصيات متنفذة داخل أحزاب السلطة تستخدمه كيف ومتى تشاء لأغراض سياسية.

شاسوار ينفذ تعليمات شخصيات متنفذة داخل أحزاب السلطة تستخدمه كيف ومتى تشاء لأغراض سياسية

وقال آزاد رحيم، أحد المشاركين في التعليقات، إن “شاسوار استنزف الطاقات الشبابية بين الصحافيين المنخرطين في مؤسساته الصحافية”، لافتا إلى أن معظم المواقع الإخبارية والصحافية التي تدعي الاستقلالية والمهنية تأخذ أموالا طائلة من شاسوار عبدالواحد مقابل عدم نشرها لأي ملفات تتعلق بحراكه وسياساته، لذلك تتستر تلك المواقع والوكالات على ملفات عبدالواحد.

وفي عام 2019 رفع صحافيون في السليمانية دعوى قضائية ضد شاسوار عبدالواحد بتهمة “الإساءة والتشهير” بهم وبأسرهم.

وقال عدد من الإعلاميين والصحافيين في مؤتمر صحافي عقدوه أمام محكمة السليمانية إنهم رفعوا “دعوى قضائية ضد المجموعة المقربة من حراك الجيل الجديد والتي عرضت الأسايش (قوات الأمن الداخلي الكردية) اعترافاتها”.

وأضافوا أن “الدعوى القضائية ضد أصحاب تلك المواقع والصفحات الإلكترونية الذين كانوا يهاجموننا وأسرنا ووسائل الإعلام التي نعمل بها”، لافتين إلى أنه “عبر الاعترافات التي عرضتها الأسايش للمجموعة المقربة من الحراك تبين أن تلك المواقع والصفحات تابعة لشاسوار عبد الواحد”.

صحافيون وإعلاميون كانوا يعملون في قناة "إن آر تي" أكدوا صحة المعلومات التي أدلت بها توفيق، ووجهوا انتقادات لاذعة إلى سياسات القناة حيال الصحافيين

وبدأ شاسوار عبدالواحد مشواره في عالم السياسة من خلال استثماراته وتجارته كمهندس في مجال بناء الشقق والقرى السكنية من طراز القرى الأوروبية الفخمة في مدينة السليمانية، وواجه اتهامات بأنه كان قد استغلَّ تقاربه وعلاقاته الشخصية مع السياسيين والمسؤولين الكبار في إقليم كردستان ليحصل على موافقات رسمية للسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السكنية، وليصبح أحد المليارديرات في إقليم كردستان في سنوات معدودة.

وفي عام 2017 أعلن مع مجموعة من السياسيين، بينهم إعلاميون، عن تشكيل حراك لمعارضة إجراء الاستفتاء الشعبي على الاستقلال، ليُحوّل لاحقا حراكه إلى حزب سياسي كي يشارك في الانتخابات التشريعية العراقية 2018.

وقال رئيس حراك الجيل الجديد إن حراكه سيتسلَّم زمام الأمور والسلطة خلال الانتخابات التشريعية المقبلة في إقليم كردستان.

وسبق أن تعرض حراك الجيل الجديد لهزّات بعد أن أعلنت مجموعة من كوادره وقيادييه الاستقالة من صفوفه بسبب ما وصفوه بالتفرد في القرارات الحزبية وجعل الحراك حزبا عائليا وحكرا على شاسوار عبدالواحد وأخته الكبرى رئيسة كتلته في مجلس النواب العراقي سروة عبدالواحد ومقربين منه عائليا.

وذكر سركوت شمس الدين، القيادي المؤسس والمستقيل من حراك الجيل الجديد، في تصريحات صحافية أن ثلاثة أسباب دعت إلى الخروج من حراك الجيل الجديد أبرزها غياب الديمقراطية والمشاورات.

وكانت شادي نوزاد، النائبة عن كتلة حراك الجيل الجديد في البرلمان الكردستاني، قد أعلنت استقالتها من الحراك بعد تلقيها تهديدا من مقربين من عبدالواحد بفضحها عبر نشر تسجيل فيديو يظهرها عارية، قائلة إن قيادة الحراك لديها تسجيلات عن الحياة الخاصة للقياديين الذين لبوا دعوة لحضور أحد الاجتماعات ومكثوا في شقق القرية الألمانية و”جافيلاند” حيث تم تصويرهم هناك بشكل سري.

5