السياح يتسابقون لجني "مكاسب" انهيار الليرة التركية

تشهد متاجر السلع الفاخرة في تركيا طوابير طويلة من السياح الأجانب، الذين يتسابقون لاقتناء البضائع بعد انخفاض أسعارها بالنسبة لهم بسبب انحدار قيمة الليرة. لكن بعض المتاجر انتبهت إلى ذلك وبدأت بزيادة الأسعار.
الأربعاء 2018/08/15
اقتناص فرصة انحدار الليرة

إسطنبول – تسبب انهيار سعر صرف الليرة في إحداث حالة صدمة في تركيا مع تراجع القوة الشرائية للمواطنين بشكل كبير، إلا أن السياح الأجانب الباحثين عن الصفقات الرابحة خلال ذروة موسم الصيف استفادوا من تدهور العملة المحلية.

وشكل زوار معظمهم من دول الخليج والعراق وبلدان في الشرق الأوسط ودول آسيوية، طوابير طويلة في إسطنبول خارج المتاجر للفوز بصفقات بأسعار منخفضة.

وتركزت طوابير السياح في متاجر العلامات التجارية الفخمة على غرار “لوي فيتون” وشانيل وبرادا، بعد الضربة الكبيرة التي تعرض لها سعر صرف الليرة التي فقدت أكثر من 20 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار منذ تصاعد التوتر بين واشنطن وأنقرة يوم الجمعة الماضي.

وقال السائح السعودي ناصر النبير وهو يهم بدخول متجر أنيق في أحد أحياء إسطنبول الراقية إن “كل شيء يصبح أرخص وأرخص” وإن الأسعار تبدو “وكأنها معروضة بخصم يصل إلى 30 بالمئة. لذا، فإنني أرى ذلك سببا إيجابيا للشراء”.

واستمتع السياح المحملون بالأكياس بمفاجأة التسوق قبل أن ترفع المتاجر الأسعار تحسبا لتراجع سعر صرف الليرة، وذلك تحت أنظار الأتراك الذين يتحملون عبء الأزمة.

وقال بعض السياح إن الكثير من المتاجر والمطاعم والفنادق انتبهت إلى انخفاض الأسعار بالنسبة للسياح الأجانب وبدأت ترفع الأسعار. وأكدوا أن بعضها بدأ يطلب من السياح الدفع بالعملات الأجنبية.

وتكشف الطوابير أن تدهور الليرة الذي تزايدت حدته منذ نهاية الأسبوع الماضي، قد يعطي دفعا لصناعة السياحة التي تعد ركنا أساسيا بالنسبة للاقتصاد التركي، والتي واجهت صعوبات كثيرة منذ الانقلاب الفاشل في منتصف عام 2016 والعمليات الإرهابية التي أعقبته.

فيروز باغليكايا: نتوقع أن تجذب السياحة تدفقات عملات أجنبية بقيمة 32 مليار دولار
فيروز باغليكايا: نتوقع أن تجذب السياحة تدفقات عملات أجنبية بقيمة 32 مليار دولار

وأدى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم التركيين إلى تسريع تدهور سعر صرف الليرة التي تشهد تراجعا منذ أسابيع قبل أن تعود وتشهد بعض التحسن.

وقال زينوس ليميس السائح القبرصي إنه يتابع الأحداث المأسوية المرتبطة بالليرة عن كثب، وأنه أصبح يتأكد من سعر الليرة كل ساعتين فيلاحظ حدوث تغيير كبير. وقال إن ذلك يعد “نعمة بالنسبة للسائح الراغب في التسوق” لكنه يضر بالمستهلكين الأتراك.

وتحسر بعض السياح من أنهم لم يجنوا شيئا من تلك الفرصة لأنهم حولوا مبالغ كبيرة من العملات الأجنبية إلى العملة التركية قبيل اندلاع الأزمة.

وقال السائح الصيني كوبي وو كيجيا “أنا متفاجئ لأنني سحبت الكثير من النقود من البنك بالليرة وعندما استيقظت صباحا اكتشفت أنني خسرت قرابة مئة أو مئتي ليرة في ليلة واحدة”، وأضاف “هذا أمر مخيف”.

ويبدو أن قطاع السياحة في تركيا الذي تعرض إلى ضغوطات كبيرة جراء تراجع أعداد السياح في العامين الماضيين استعاد عافيته هذا العام رغم الصعوبات الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها البلاد.

ونجح القطاع في تنويع سوقه حيث ازدادت أعداد السياح من دول مثل إيران والسعودية والعراق، بينما انتعشت كذلك السياحة التقليدية من الدول الأوروبية.

وفي هذه الأثناء، عادت السياحة من روسيا التي تعد غاية في الأهمية بالنسبة لتركيا بعدما تأثرت سلبا جراء الأزمة السياسية بين أنقرة وموسكو أواخر عام 2015.

وأكد رئيس رابطة وكالات السياحة التركية فيروز باغليكايا أن النشاط السياحي سجل زيادة كبيرة خلال العام الحالي بلغت نسبتها أكثر من 30 بالمئة في تركيا مقارنة بمستويات العام الماضي.

وقال لوكالة أنباء الأناضول الرسمية إن رابطة وكالات السياحة “تتوقع تدفقا للعملات الأجنبية بقيمة 32 مليار دولار”.

وأضاف أن “هدفنا هو استقبال 40 مليون سائح سنويا، وفي حال سارت الأمور دون شيء سلبي فإننا سوف نحقق هذا الهدف خلال العام الحالي”.

وكانت مجموعة توماس كوك البريطانية قد ذكرت في وقت سابق من الشهر الحالي، قبل بلوغ أزمة الليرة مستويات جدية، أنها شهدت زيادة بنسبة 63 بالمئة في الحجوزات إلى تركيا مقارنة بالعام الماضي.

وأشارت إلى أن مطار أنطاليا هو الوجهة المفضلة بالنسبة للسياح البريطانيين الذين حجزوا عبر الشركة.

وفي حي أمينونو التاريخي في إسطنبول، أعرب السياح عن مشاعر مختلطة بشأن إجازتهم الأقل كلفة من المتوقع في تركيا.

وقالت السائحة الألمانية باربرا بينما كانت برفقة زوجها عند القرن الذهبي إن تراجع الليرة يشكل “من جهة فائدة لنا، لكن في الجهة المقابلة، نشعر بالأسف كون البائعين في المتاجر لا يحصلون على الكثير مقارنة بقيمة البضائع”.

وأشار السويسري مارتن بيفرار إلى إمكانية تمديد إجازته مع عائلته بفضل الفرق في أسعار العملات في ظل هذا الوضع الاقتصادي أو “منح أنفسنا فرصة الاستمتاع بعدة رحلات لم نكن ننوي القيام بها”.

10