السياحة التركية تقاوم المنغصات الصحية أملا في التعافي

أنقرة - تحاول السياحة التركية مقاومة المنغصات الصحية التي أثرت عليها كثيرا في العام الماضي وأدت إلى تراجعها بشكل واضح عكسته الأرقام الرسمية.
ولكن حتى محاولات الحكومة إعطاءها نفس جديد لكي تتعافى وتغادر مربع الركود قد لا تجد نفعا، رغم أن الأرقام تشير إلى ارتفاع عدد الوافدين بنهاية الشهر الماضي.
ويرجح محللون ألا يكون الانخفاض الأخير في حالات الإصابة بفايروس كورونا كافيا لإعادة جذب السياح نحو شواطئ البلاد، مما يربك آفاق ميزان الحساب الجاري والليرة المنهارة.
وكشفت بيانات الجمعة أن عدد الزوار الأجانب الوافدين على تركيا بلغ أكثر من 936 ألفا في مايو الماضي، ما يشكل نسبة ضئيلة من أربعة ملايين زاروا البلاد في 2019 قبل الجائحة لكنه يمثل ارتفاعا بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي حين فُرضت قيود لأول مرة.
وبدأت تركيا في إغلاق حدودها وفرض قيود على الأنشطة بعد تسجيل أول حالة إصابة بكوفيد – 19 في مارس من العام الماضي. وبالمقارنة مع مايو 2020، قفز عدد الوافدين الأجانب بنحو 29 ألفا.
وعلى أساس شهري، صعد عدد الوافدين في مايو على الرغم من تطبيق إجراءات عزل عام شاملة لمدة 17 يوما لكبح ارتفاع في الإصابات بكوفيد – 19.
وأدت الضربة الموجهة لقطاع السياحة إلى تضرر النمو الاقتصادي وفاقمت ارتفاعا في عجز ميزان المعاملات الجارية.
لكن الآفاق تحسنت بفضل انخفاض حاد في الإصابات اليومية بفايروس كورونا إلى نحو خمسة آلاف من ذروة تزيد عن 60 ألفا وكذلك تسارع عمليات التطعيم.
30
مليون سائح تأمل تركيا في استقبالهم هذا العام أي ما يقرب من ضعف الرقم في 2020
وقلب الوباء حياة كل من يعيشون من السياحة في معظم المدن السياحية في تركيا من أصحاب الفنادق والمطاعم وصولا إلى المزارعين الذين يبيعون منتجاتهم إلى المنشآت السياحية، ولذلك فالمرحلة المقبلة حاسمة بالنسبة إليهم.
وقررت روسيا الأسبوع الماضي استئناف جميع الرحلات الجوية إلى تركيا اعتبارا من يوم 22 يونيو الجاري بعد أن قيدت الرحلات العادية والمستأجرة مع تركيا في الفترة من 15 أبريل الماضي وحتى الأول من يونيو، ثم مددت القرار حتى 21 من الشهر ذاته.
وبحسب إحصائيات رسمية، كانت روسيا أكبر مصدر للسياح إلى تركيا العام الماضي، حيث زارها 13.2 مليون شخص على الرغم من قيود فايروس كورونا.
وتضررت شركات الطيران المحلية وخاصة الخطوط التركية الحكومية مع تدهور الموسم السياحي بسبب إجراءات الغلق وقد سجلت خسائر فادحة.
وتستهدف الحكومة وصول 30 مليون سائح هذا العام، أي ما يقرب من ضعف الرقم في العام الماضي. لكن الأمر يبدو شبه مستحيل، فحتى نهاية الربع الأول من العام الجاري استقبلت تركيا نحو 2.7 مليون زائر فقط.
وتستهدف أنقرة تحقيق إيرادات بقيمة 23 مليار دولار إذا سارت الأمور كما تتوقعها بعد انخفاض دخل السياحة بنسبة 65 في المئة العام الماضي إلى 12.1 مليار دولار مع توقف السفر العالمي.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن عدد السياح الذين زاروا البلاد في العام 2019، أي قبل ظهور الوباء، بلغ نحو 52 مليون سائح، مما أدى إلى توليد حوالي 35 مليار دولار من العملات الصعبة.
وأدى الانخفاض في أعداد السياح إلى إضعاف الحساب الجاري لتركيا، الذي بلغ عجزه المستمر لمدة 12 شهرا حوالي 37.8 مليار دولار في فبراير الماضي، مقارنة بفائض قدره 3.76 مليار دولار في العام السابق.
ويقول خبراء إن السياحة الداخلية قد لا تكون قادرة على إنقاذ الموسم الحالي كما تأمل الحكومة لأن العديد من الأتراك فقدوا وظائفهم، واضطروا إلى الاستفادة من مدخراتهم أو ببساطة لا يريدون إنفاق الأموال.
ومن المتوقع أن يعمق الوضع الوبائي الأزمة الاقتصادية في تركيا مع اضطراب في قيمة الليرة وتصاعد في نسبة التضخم.