السياحة الأردنية تواجه مفارقة نمو عدد الزوار وتراجع الإيرادات

عمّان - واجهت السياحة الأردنية خلال العام الماضي مفارقة نمو عدد الزوار مع تقلص الإيرادات بشكل طفيف، الأمر الذي يظهر أن البلد لديه من الإمكانات على تجاوز التحديات المفاجئة رغم تداعيات الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
وودّع القطاع 2024 على وقع صدمات إقليمية أدت لتراجع أعداد السياح والدخل مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي امتدت آثارها على صناعة السياحة في الأردن. وتجاوزت أعداد الزوار الدوليين الأرقام المستهدفة لأعداد الزوار في رؤية التحديث الاقتصادي لنفس العام بنسبة 13.8 في المئة.
وتظهر البيانات التي أوردتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية الأربعاء، أن عدد السياح بلغ حوالي 6.108 مليونا، متجاوزا بذلك الأرقام المستهدفة في الرؤية والتي كانت تقدر بقدوم 5.367 مليون زائر.
ومع ذلك، فإن تدفق هؤلاء الزوار الدوليين العام الماضي كان أقل بنسبة 3.9 في المئة على أساس سنوي، وفق ما أعلنت عنه وزيرة السياحة والآثار لينا عناب أواخر يناير.
ويعتبر البلد من مناطق الجذب السياحي في الشرق الأوسط على مدار العام، وتعد مدينة العقبة في الجنوب من أهم الوجهات، بالإضافة إلى البتراء ووادي رم والبحر الميت، الذي يشتهر بالسياحة العلاجية.
وإلى جانب ذلك تتمتع البلاد بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية في كل من جرش وعجلون والكرك، والتي تنافس العديد من المعالم في المنطقة العربية.
ويتمتع القطاع بإمكانيات كبيرة ومقومات فريدة ومتعددة ومنسجمة مع التوجهات المعتادة للزوار، بما في ذلك منتجعات تضم العشرات من الفنادق التي تأثرت بالاضطرابات في المنطقة منذ أكتوبر 2023.
7.14
مليار دولار دخل القطاع خلال العام 2024 مع استقبال البلد أكثر من 6.1 مليون سائح
وبحسب التقرير السياحي السنوي 2024، تخطى دخل القطاع الأرقام المستهدفة في رؤية التحديث للعام نفسه بنسبة 2.9 في المئة. وبلغت الإيرادات نحو5.13 مليار دينار (7.14 مليار دولار)، بينما كانت أرقام الدخل المتوقعة في الرؤية 4.99 مليار دينار (6.94 مليار دولار).
وخلال العام 2023 زادت الإيرادات بنحو 27 في المئة إلى 7.4 مليار دولار مقارنة مع العام السابق، وهي الأعلى في تاريخ القطاع، وبلغ عدد السياح نحو 6.3 مليون زائر، وفق الإحصائيات الرسمية.
وبين التقرير أن وزارة السياحة، ستهتم بالعديد من الأولويات خلال عام 2025، وذلك في إطار سعيها لتحقيق التحسين المستمر وزيادة مرونة التعامل مع التحديات التي تواجه قطاع السياحة، خلال فترات الاضطراب مثل جائحة كورونا والعدوان على غزة.
وبحسب التقرير، “ستنهض وزارة بواجب تحقيق التزاماتها تجاه رؤية التحديث الاقتصادي من خلال متابعة أولويات الحكومة الخاصة بالسياحة، والتي تتألف كل منها من عدد من الأنشطة مع جداولها الزمنية.”
كما سيتم متابعة أداء هذه الأنشطة شهريا على أن يتم تقديم تقارير إلى وحدة متابعة الأداء الحكومي والإنجاز في رئاسة الوزراء، بالإضافة إلى أن وزارة السياحة ستركز جهودها وأنشطتها لضمان تحقيق مؤشرات الأداء المحددة في الرؤية.
وفي ضوء تأثيرات الحرب في غزة التي توقفت أواخر الشهر الماضي في سياق هدنة بين إسرائيل وحماس، وحتى يتم تجنب تفاقم التداعيات، حاول العاملون في القطاع البحث عن أسواق بديلة لتعويض الانخفاض الملموس للسياحة الأوروبية الوافدة.
وسعت هيئة تنشيط السياحة الأردنية إلى استكشاف فرص التوسع في أسواق أخرى في أفريقيا مثل إثيوبيا ورواندا وكينيا، ومن المتوقع أن يشهد البلد إقبالا مرتفعا جدا من هذه الأسواق مع التخطيط للتعاون مع الطيران الإثيوبي لتسيير برامج سياحية للأردن.
كما تخطط الهيئة للتوسع في أسواق أخرى مثل الصين وماليزيا وإندونيسيا وباكستان، بالإضافة إلى كوريا الجنوبية وروسيا.
وتعد صناعة السياحة، التي تسهم بما يتراوح بين 13.5 و15.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد سنويا، إحدى الأدوات المهمة لتنشيط عجلة الاقتصاد.