السياحة الأردنية تدفع ضريبة حرب غزة

تراجع السياحة يأتي نتيجة استمرار تأثير الحرب على قطاع غزة في أعداد المجموعات السياحية القادمة إلى السوق الأردنية وخصوصا الأوروبية منها.
الخميس 2024/07/18
توثيق الرحلة لحظة بلحظة

عمّان - تجنبت مجموعات سياحية القيام برحلات إلى الأردن منذ أواخر العام 2023، وذلك على خلفية قرب البلد من صراع الشرق الأوسط، حيث تشن إسرائيل حربا على قطاع غزة منذ مطلع أكتوبر الماضي.

وبعد تراجع السياحة الوافدة إلى الأردن 47.5 في المئة خلال الربع الأخير من العام الماضي، على أساس سنوي، فإن تراجعا آخر طرأ خلال النصف الأول من 2024.

وترصد الإحصائيات الرسمية تراجعا في عدد الوافدين خلال الفترة بين يناير ويونيو الماضيين بنسبة 7.9 في المئة على أساس سنوي.

وبلغ عدد السياح 2.3 مليون سائح، مقارنة بنحو 2.5 مليون سائح في الفترة المقابلة من العام الماضي، حيث نمت السياحة في النصف الأول من العام الماضي، بواقع 54.4 في المئة بمقارنة سنوية.

ويأتي تراجع السياحة خلال النصف الأول من العام الجاري، نتيجة استمرار تأثير الحرب على قطاع غزة في أعداد المجموعات السياحية القادمة إلى السوق الأردنية وخصوصا الأوروبية منها.

والاثنين الماضي، أصدر البنك المركزي تقريرا عن أداء السياحة خلال النصف الأول من 2024، أشار فيه إلى أن إيرادات القطاع تراجعت 4.9 في المئة إلى 3.3 مليار دولار، بفعل تأثيرات الحرب.

وكانت توقعات القطاع في الأردن، تؤشر إلى نمو عدد السياح والإيرادات بواقع 6 في المئة على الأقل خلال النصف الأول من 2024. وفي العام الماضي، بلغت حصة السياحة من الناتج المحلي الإجمالي للأردن قرابة 15.6 في المئة، ما يظهر أهمية القطاع وعائداته على الاقتصاد.

وبحسب البيانات الرسمية، فقد وصلت عوائد القطاع في 2023 إلى 7.4 مليار دولار مقارنة مع ما حققه في 2019 وهو سنة الأساس التي سبقت جائحة كورونا والبالغ آنذاك 5.8 مليار دولار.

◙ 3.3 مليار دولار عوائد النصف الأول من 2024 بتراجع 4.9 في المئة بمقارنة سنوية

والأردن من مناطق الجذب السياحي في الشرق الأوسط على مدار العام، وتعد العقبة في الجنوب من أهم المناطق السياحية، بالإضافة إلى البتراء ووادي رم والبحر الميت الذي يشتهر بالسياحة العلاجية، إلى جانب المعالم الأثرية في كل من جرش وعجلون والكرك.

وتحملت السياحة الضريبة الأكبر للإغلاق الاقتصادي حيث راكمت الجائحة التي تفشت في عام 2020 طيلة أشهر الغبار على مرافق القطاع، ما حرم البلد من إيرادات مهمة في ظل سعيه المحموم لدفع الاقتصاد ومواجهة نقص الموارد.

ويعاني الأردنيون منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، من تراجع في القدرة الشرائية، وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب إلى شمال إسرائيل مع حزب الله اللبناني.

وتبين إحصاءات صندوق النقد الدولي أن الصراع أثر سلبا في السياحة الأردنية وبعض دول الجوار مثل مصر، وهو ما ألقى بتبعات سلبية على تقديرات النمو الاقتصادي.

وفي تصريحات صحفية له، خلال وقت سابق من العام الجاري، أشار وزير السياحة مكرم القيسي إلى تراجع حجوزات الفنادق في الأردن 50 في المئة منذ بدء الحرب على غزة.

وقال إن "تراجعا طرأ على الطلب على المواقع السياحية 40 في المئة منذ بدء الحرب، إضافة إلى انخفاض نسبة حجوزات المطاعم السياحية بين 60 و70 في المئة".

وحتى عشية الحرب على غزة، أظهرت بيانات جمعية الفنادق الأردنية أن القطاع السياحي يضم 600 ألف عامل بشكل مباشر، يتضمن عمال فنادق ومرشدين سياحيين، إضافة إلى قطاع المطاعم وغيره.

وفي مايو الماضي، قالت بعثة لصندوق النقد إلى الأردن إن “فرضية استمرار الحرب في غزة دون تصعيد بارز في المنطقة، سيبقي المملكة قادرة على التعامل مع الصدمات بنجاح”.

وتوقع الصندوق أن يكون النمو معتدلا ليصل إلى 2.4 في المئة في 2024، مع انتعاشه في العام المقبل، مدفوعا بتحسن القدرات الاستهلاكية وتحسن القطاع السياحي.

وأوضح أن “حالة عدم اليقين لا تزال مرتفعة مع استمرار الحرب في غزة والتوترات الإقليمية وأن استمرار الحرب وإعاقة طرق التجارة في البحر الأحمر قد يؤثران في الاقتصاد الأردني، ولاسيما في المعنويات والتجارة والسياحة”.

10