السياحة الأردنية تتحرر من قيود الوباء وتبدأ بالتعافي

6.77 مليار دولار إيرادات في أول عشرة أشهر من 2022 مع زيارة 4.8 مليون سائح.
الجمعة 2022/12/09
يا أهلا وسهلا. لا تتأخروا في زيارتنا

عمّان - أكدت أوساط سياحية أردنية أن القطاع يسير بالاتجاه الصحيح نحو التعافي بعدما استطاع هذا العام الخروج من تداعيات الوباء، الذي أعاقه خلال العامين الماضيين، وحقق ارتفاعا في أعداد السياح والدخل السياحي فاق التوقعات.

وشهد القطاع تطورا كبيرا بدا واضحا في أرقامه المُسجلة مؤخرا، حيث أنها قاربت من الوصول إلى مستويات عام 2019 والذي يعتبره خبراء “العام الذهبي” للسياحية.

وأشاع ارتفاع الإيرادات السياحية التفاؤل داخل أوساط القطاع، ويبدو أنها ستمنح الحكومة فرصة لالتقاط الأنفاس قبل استكمال خططها نحو تدعيم احتياطاتها النقدية من العملة الصعبة.

وارتفع الدخل السياحي 125.4 في المئة على أساس سنوي خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام مع تحسن حركة السياحة الوافدة إلى البلاد.

ووفق بيانات البنك المركزي، فقد حصد الأردن في الفترة بين يناير وأكتوبر الماضيين نحو 4.8 مليار دينار (6.77 مليار دولار) قياسا بنحو 1.35 مليار دولار على أساس سنوي.

عوني قعوار: الطيران منخفض التكاليف أسهم في زيادة عدد الوافدين
عوني قعوار: الطيران منخفض التكاليف أسهم في زيادة عدد الوافدين

وجاء الارتفاع نتيجة زيادة عدد السياح الوافدين بأكثر من 4.1 مليون زائر سائح خلال هذه الفترة.

وأشار العاملون بالقطاع إلى أن الإجراءات الحكومية أثناء جائحة كورونا التي تضمنت برامج للمحافظة على الوظائف ودعم مالي وإعفاءات وتقديم القروض الميسرة، وتخفيض ضريبة المبيعات وبدل الخدمة للنصف، أسهمت في إنقاذ السياحة وساعدت على نموها.

وأكد الخبير بالقطاع إبراهيم بظاظو أن أسباب انتعاش القطاع جاءت نتيجة التركيز على السياحة الدينية وتشجيع سياحة البواخر، حيث أصبح الأردن محطة لهذا النوع من السياحة ووصل من خلالها نحو 20 ألف سائح.

ونسبت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إلى الأستاذ في كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية فرع العقبة قوله إن "من العوامل التي أسهمت كذلك في زيادة الحركة السياحية استقطاب المؤتمرات، ونشاط حركة الطيران العارض ومنخفض التكاليف”.

وللمحافظة على النشاط السياحي وارتفاع أعداد الزوار والعوائد حتى نهاية العام الحالي وبالعام المقبل، دعا بظاظو إلى العمل على تنشيط سياحة المهرجانات في المثلث الذهبي والبحر الميت، وتشجيع سياحة الغوص في العقبة خلال موسم الشتاء.

وتحتاج تنمية السياحة وجعلها تحقق إيرادات أكبر إلى فتح أسواق سياحية جديدة غير الأسواق التقليدية كروسيا، إضافة إلى التركيز على الوافدين من دول الخليج وشرق آسيا.

وأشار رئيس مجلس إدارة الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة عوني قعوار إلى أن القطاع سجل نموا غير متوقع بأعداد السياح والدخل، وبدأ خلال هذا العام باسترداد عافيته بعد تداعيات الجائحة.

وقال إن "الطيران منخفض التكاليف المدعوم من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة أسهم في زيادة عدد الوافدين وفتح أسواق جديدة بمنطقة شرق أوروبا".

وأبدى قعوار تفاؤله بالموسم السياحي العام المقبل، متوقعا ارتفاعا في النشاط بنسبة 20 في المئة مقارنة بالعام الحالي.

ولكنه شدد على ضرورة استقطاب الاستثمارات السياحية، ولاسيما المتعلقة بالاستثمارات الفندقية في البترا والبحر الميت خاصة وأن هذه المدن تعاني نقصا في الغرف الفندقية، إلى جانب تشجيع الاستثمار في النقل السياحي.

وتشكل السياحة التي تتشابك مع قرابة 90 مهنة بطريقة غير مباشرة، رافدا إستراتيجيا لتعزيز احتياطات البلاد من العملة الصعبة إلى جانب عائدات الصادرات السلعية والخدمية، والمنح والقروض والمساعدات الخارجية.

◙ اقتصاد الأردن يعتمد إلى حدّ كبير على دخله السياحي الذي يشكل 13 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي

ويعتمد اقتصاد الأردن البالغ عدد سكانه نحو 10.4 مليون نسمة، وتشكل الصحراء نحو 92 في المئة من مساحة أراضيه، إلى حدّ كبير على دخله السياحي الذي يشكل 13 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وتشير المعطيات الرسمية إلى أن القطاع يُوظَّف أكثر من 55 ألف عامل بشكل مباشر في بلد لا يمتلك ثروة نفطية.

وقال الخبير والأستاذ في قسم السياحة والسفر بجامعة اليرموك عبدالقادر عبابنة إن "الأرقام التي حققها القطاع خلال الأشهر الماضية من العام تدعو إلى التفاؤل"، وحث على العمل لزيادتها لبقية العام والأعوام المقبلة.

ولفت إلى الطلب المتزايد على الأردن بالنظر إلى الاستقرار السياسي وتنوع المنتجات السياحية، مشيرا إلى أنه “لولا الوباء وعدم الاستقرار السياحي بالدول المحيطة بالأردن، لكانت أعداد السياح القادمين إلى البلاد كبيرة جدا”.

وأكد عبابنة على ضرورة تخفيض تكاليف الرحلات السياحية، والتكاليف التشغيلية على المنشآت، وتنويع المنتج السياحي وتطويره وإدارته بشكل جيد، والاستمرار بدعم الطيران منخفض التكاليف، وتخفيف قيود السفر، لكي ينتعش القطاع أكثر.

10