السوق الهندية منفذ أبل الواعد لتحفيز المبيعات

نيويورك/نيودلهي - يعتزم عملاق الإلكترونيات أبل تدشين أول متاجر له في الهند خلال زيارة الرئيس التنفيذي تيم كوك إلى نيودلهي الأسبوع المقبل، مما يبرز طموح الشركة بالنسبة لأحد أكبر الاقتصادات في آسيا بصفتها سوق نمو وقاعدة للتصنيع.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إنديا عن مصادر على صلة بالأمر قولها إن “من المرجح أن يفتتح كوك المتجرين في العاصمتين المالية والسياسية للهند”.
وقالت شركة أبل الثلاثاء إنها “سوف تفتح متجرا في مومباي في الثامن عشر من أبريل الجاري والآخر في نيودلهي في العشرين من الشهر ذاته”.
وتأتي هذه الزيارة بعد سبعة أعوام على زيارة كوك للهند عام 201، والتي تزامنت مع تسجيل الهند لمبيعات قياسية من أجهزة أي فون، بالإضافة إلى ارتفاع الصادرات السنوية للآيفون من الهند لتصل إلى الملايين من الدولارات.
وتبحث أبل، التي تصنّع غالبية أجهزة أيفون في الصين منذ فترة طويلة، عن بدائل لذلك نتيجة للصدام التجاري بين بكين وواشنطن والإغلاقات المفروضة في ثاني اقتصاد في العالم والتي عطّلت النشاط الاقتصادي.
وفي سبتمبر الماضي كشفت الشركة الأميركية أنها ستبدأ تصنيع أحدث إصدارات أجهزة آيفون في الهند قبل الموعد المحدد، في إطار سعيها إلى تنويع إنتاجها ووقف الاعتماد على الصين.
وقالت في بيان مقتضب حينها جاء بعد أسابيع على إطلاقها النسخة الجديدة من هواتفها الذكية “نحن متحمسّون لتصنيع هواتف آيفون 14 في الهند”.
وتمثل مطابقة وتيرة إنتاج آيفون في الصين إنجازا كبيرا للهند التي روّجت لنفسها كبديل جاذب لجارتها، التي تعرّضت لعمليات إغلاق ناتجة عن كوفيد والعقوبات الأميركية، ما هدّد مكانة الدولة الأكبر كمصنع للعالم.
وتشير إحصائيات لشركة كاناليس للتكنولوجيا إلى أن 7.5 مليون جهاز آيفون، وهو ما يعادل ثلاثة في المئة تقريبا من الإنتاج الإجمالي لشركة أبل، صنعت في الهند خلال العام 2021.
وتصنع الشركة التي تتخذ في كاليفورنيا مقرا لها طرازات آيفون الأقدم في الهند عبر منتجين تايوانيين مثل فوكسكون التي لديها مصنع في ولاية تاميل نادو في جنوب البلاد.
وتتزامن هذه الأنباء مع تراجع مبيعات أبل من أجهزة الكمبيوتر الشخصي بنسبة 40.5 في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي، بما يمثل بداية ضعيفة للعام بالنسبة لشركات صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصي مع تراكم المخزون.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن تقرير لشركة آي.دي.سي لأبحاث السوق قوله إن إجمالي مبيعات شركات صناعة الكمبيوتر الشخصي في العالم تراجع خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 29 في المئة إلى 56.9 مليون جهاز.
ويقل هذا الرقم عن مستويات أوائل 2019 قبل تفشي الجائحة التي أدت إلى ازدهار قوي للطلب على الأجهزة الإلكترونية والكمبيوتر خلال العامين الماضيين.
ولم تفلت أي شركة من كبرى شركات صناعة الكمبيوتر الشخصي في العالم من انحسار المبيعات.
وتراجعت مبيعات ديل الأميركية ولينوفو الصينية بنسبة 30 في المئة، في حين تراجعت مبيعات أتش.بي بنسبة 24 في المئة وأيضا أسوس تك بنسبة 30.3 في المئة خلال الربع الأول.
وتعاني سوق الكمبيوتر الشخصي من التراجع منذ أشهر، ولكن ازدهار السوق خلال النصف الثاني من العام الحالي مازال محتملا، بحسب أنوراج رانا، المحلل في خدمة بلومبرغ إنتيليجانس للتحليلات الاقتصادية.
ورجح رانا أن تتأثر أبل بهذا التراجع بشكل خاص نتيجة اعتمادها بنسبة كبيرة على سوق الأجهزة الاستهلاكية.
وفي الوقت نفسه، أدى تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي في العالم خلال العام الماضي إلى تراجع مبيعات الهواتف الذكية بأكثر من 10 في المئة، وحدوث وفرة غير مسبوقة في إمدادات أشباه الموصلات.
وأعلنت شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة سامسونغ، التي تنتج رقائق الذاكرة للأجهزة المحمولة والكمبيوتر المكتبي والمحمول، في الأسبوع الماضي خفض إنتاج رقائق الذاكرة، بعد تسجيل أقل أرباح لها منذ الأزمة المالية العالمية في 2009.