السوق الموازية تبتلع الدينار الليبي

طرابلس- دفعت التطورات العسكرية الميدانية الحاصلة بالمنطقة الغربية في ليبيا أسعار صرف الدولار إلى الارتفاع بشكل ملحوظ أمس أمام العملة المحلية في السوق الموازية.
ومن خلال متابعة “العرب” لحركة الدينار الليبي أمام سلة العملات الرئيسية في السوق الموازية بالعاصمة طرابلس لاحظت أن سعر صرف الدولار بلغت قيمته حوالي 4.5 دينار، بينما يبلغ السعر الرسمي 1.73 دينار للدولار.
ويشهد الدينار حالة من التذبذب وعدم الاستقرار في ظل عدم وجود تحرك ملموس من المجلس الرئاسي بعد أن راهن عدد من أعضائه في الفترة الأخيرة على انهيار السوق الموازية وتراجع سعر الصرف بشكل كبير مع بدء العام الحالي.
ومع المضاربة والقيود المفروضة على صرف العملة، دخل الاقتصاد الليبي حلقة مفرغة ونشطت السوق الموازية التي لجأ إليها الليبيون لعقد صفقاتهم التجارية تقريبا بعد أن فقدوا ثقتهم في المصارف.
ورضخت الحكومة المعترف بها دوليا لضغوط شح السيولة والتشوهات المتزايدة في الاقتصاد نتيجة اتساع الفجوة بين السعر الرسمي للدينار وأسعار السوق السوداء، في محاولة للسيطرة على السوق. ولجأت السلطات في سبتمبر الماضي إلى خفض غير مباشر لسعر الدينار عبر فرض ضريبة كبيرة على تعاملات النقد الأجنبي.
ويختزل النقص الحاد في السيولة جبل الأزمات الكبيرة التي يواجهها الاقتصاد الليبي في ظل تراجع عوائد البلاد النفطية رغم الإجراءات التي يقوم بها مصرف ليبيا المركزي للحيلولة دون استفحال الأزمة.
وتظهر المؤشرات أن ليبيا مقبلة على أزمة مالية حادّة، بسبب الخلافات السياسية والأمنية القائمة، وهو ما انعكس على سعر صرف الدينار، الذي فقد أكثر من نصف قيمته في السنوات الأخيرة لأسباب عديدة.
وقال الصديق الكبير محافظ المركزي العام الماضي “لقد طالبنا منذ 2012 بتنويع مصادر الدخل بتهيئة مناخ أعمال للقطاع الخاص حتى ينمو وعدم الاعتماد على النفط، لكن الصراعات السياسية منعت القيام بذلك”.