السوق الصينية لم تنقذ أبل من تباطؤ مبيعات آخر إصدارات آيفون

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - يواجه عملاق صناعة الأجهزة الإلكترونية أبل، الذي يعاني من أزمة توريد عالمية، مشكلة مختلفة الآن، تتمثل في تباطؤ الطلب رغم أن السوق الصينية أعطت مؤشرات على إمكانية تحقيق الشركة الأميركية مبيعات أعلى من المتوقع هذا العام.
وكشفت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرغ الخميس أن الشركة أبلغت موردي مكوناتها أن الطلب على هاتفها آيفون 13 ضعُف وأن بعض المستهلكين قرروا التوقف عن محاولة الحصول على منتج يصعب إيجاده.
وخفَّضت أبل بالفعل هدف إنتاج آيفون للعام الجاري بنحو 10 ملايين وحدة من مستهدف يبلغ حوالي تسعين مليون جهاز، بسبب نقص الأجزاء والمكونات التي تدخل في عملية إنتاج أجهزة آيفون.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأن المناقشات خاصة إن "الشركة أخبرت المتعاملين بأن هذه الطلبيات قد لا تتحقق بعدما كان الأمل يتمثل في تعويض الكثير من هذا الخفض العام المقبل مع تحسن العرض المتوقَّع".

وفي سبتمبر الماضي قدم المستهلكون الصينيون أكثر من مليوني طلب مسبق لجهاز آيفون 13 الجديد عبر متجر شركة أبل الرسمي.
ويتجاوز ذلك رقم 1.5 مليون طلب مسبق لجهاز آيفون 12 عبر نفس المنصة قبل عام، نظرا إلى أن أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم تجد عددا أقل من النماذج المتطورة المعروضة وسط تراجع شركة هواوي.
وتبرز تشكيلة هواتف آيفون 13 باعتبارها الهواتف الذكية المتطورة هذا العام في الصين بسبب عدم قدرة هواوي على توفير هواتف متميزة ومقنعة بنفس القدر، حيث لا تزال تعاني من العقوبات التجارية الأميركية.
ولا يوجد هاتف ذكي في السوق الصينية يمكن أن يشكل تهديدا لتشكيلة آيفون الجديدة فوق النطاق السعري 776 دولارا، كما أنه لا يوجد منتج قوي مثل سلسلة هواوي مات القديمة.
ورغم هذا المطلب ما زالت أبل على مسار تحقيق موسم عطلات قياسي، حيث يتوقَّع المحللون زيادة المبيعات بنسبة 6 في المئة لتصل إلى 117.9 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، لكنَّه لن يكون الربع الرائع الذي تصورته بورصة وول ستريت.
وتسبب نقص الأجزاء والتأخير في التسليم في إحباط العديد من المستهلكين حول العالم. وفي ظل التضخم والمتحور الجديد لفايروس كورونا "أوميكرون" الذي يجلب مخاوف جديدة للمتسوقين المنهكين من الجائحة، قد يتخلى هؤلاء عن بعض المشتريات.
ويرى محللون أن ذلك يعني تخطي جهاز آيفون 13 تماما وانتظار الترقية العام المقبل عندما تصدر أبل النسخة الجديدة من "جهازها التاريخي".
وتقدم التشكيلة الحالية، التي تبدأ أسعارها من 799 دولارا للطراز القياسي و999 دولارا للطراز برو، تحديثا متواضعاً عن آيفون 12 الذي كان تصميمه جديداً بشكل كلي، ومن المتوقَّع إجراء تغييرات أكبر في طراز 2022، مما يمنح بعض المتسوقين سببا للانتظار.
وواصلت أسهم موردي أبل عبر آسيا تراجعها بعد هذه الأنباء، ففي كوريا الجنوبية هبطت أل.جي إنوتيك بنسبة 11 في المئة، في حين انخفضت أي.أي.سي تكنولوجيز هولدينغز المدرجة في بورصة هونغ كونغ بنسبة 4.8 في المئة، وبنفس النسبة فقدت أسهم تي.دي.كا اليابانية قيمتها.
ويعتبر آيفون المنتج الرئيسي لأبل حيث شكل نحو نصف إيراداتها البالغة 365.8 مليار دولار خلال السنة المالية الماضية، وطرح الترقيات يكون بمثابة مقياس لمدى جودة منتجات الشركة.
وعند إصدار آيفون 13 أطلقت أبل وشركات الاتصالات اللاسلكية برامج خصم قوية لتحفيز عمليات الشراء، وفي بعض الحالات كان مالكو آيفون 12 أو الطرز الأقدم قادرين على شراء آيفون 13 بتكلفة زهيدة أو دون تكلفة.
وعلى الرغم من أن برامج الخصم لا تزال متاحة يقدم بعضها وفرا أقل بكثير مما كانت عليه عندما تُطرح الطرز الجديدة للبيع لأول مرة.
وخلال مناقشة الأرباح الأحدث للشركة في أكتوبر الماضي قال الرئيس التنفيذي تيم كوك إن الطلب على المنتجات الجديدة كان "قويا للغاية" وهو مدفوع بالاهتمام بأحدث أجهزة آيفون وآيباد وغيرهما من الأجهزة.
وأشار إلى أن أبل تسير على الطريق الصحيح لتحقيق ربع قياسي أثناء موسم عطلة نهاية العام الحالي، بعدما بلغت مبيعاتها 111.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضح أن قيود العرض تشكل التحدي الأكبر الذي يواجه الشركة، وتوقَع كوك أن الكفاح من أجل الحصول على مكونات كافية، وخاصة الرقائق، سيكلف أبل أكثر من 6 مليارات دولار من الإيرادات خلال موسم العطلة.
وأضرت تلك القيود بأبل كذلك ومؤخرا تراجعت مبيعات مورد الرقائق الرئيسي، شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، مع انخفاض إيرادات أكتوبر بنسبة 12 في المئة عن الشهر السابق لتقف عند 4.8 مليار دولار.