السوري يزن الغراوي يصور تأثره بالقصص القديمة والأساطير

دمشق – قدم معرض خريجي كلية الفنون الجميلة بدمشق العديد من المواهب من بينها التشكيلي الشاب يزن الغراوي الذي لفت الأنظار إليه.
وتعكس أعمال يزن تعلقه بالحضارات القديمة خاصة بالحضارات السورية الزاخرة بالقصص والأساطير والشخصيات المؤثرة واللغات والأبجديات المتعددة، حيث أوضح أنه في السنة الأخيرة للدراسة بدأت عملية البحث التي مرت بالعديد من التجارب فكانت لديه رغبة أن يجسد المرأة في مملكة ماري وزنوبيا في تدمر وغيرها الكثير، إلى أن استطاع الحصول على قاموس الأساطير وجذبته أسطورة جلجامش واعتمدها فكرة لبناء مشروع التخرج.
درس يزن هذه الملحمة بكل تفاصيلها وقصص الشخوص الموجودة بها وبحث عن ترجمات الكتب التي روت أحداثها واستعان باللغات القديمة والحديثة وصولا إلى الترجمة العربية للمفكر فراس السواح والترجمة الأساسية لطه باقر الباحث وعالم الآثار العراقي الذي ترجمها من اللغة المسمارية، إلى جانب العديد من المراجع الأخرى التي روت الملحمة بأساليب متعددة ومنها الأعمال النثرية التي اعتمد عليها في مراحل متقدمة من المشروع.
وبعدها انطلق يزن بحسب تعبيره نحو اسكيتشات عن الملحمة والشخصيات وفكر بطريقة توظيف أثرهم في اللوحات كما أثرت هذه الملحمة به فاختار تجسيدها ككتل لونية حسية ودمجها بموسيقى عابد عزرية.
واستخرج يزن الألوان التي استخدمها في تشكيل اللوحات من التراب ودمجها بوسيط صمغي من الأكريليك الشفاف ليعطي اللون الكتيم ويمنح شعورا بالقدم عبر الأزمان الغابرة.
وقال “بالإضافة إلى اللوحات الاثنين والعشرين لمشروع التخرج عملت على الدمج بطريقة مبتكرة مع اختصاصي في الغرافيك ديزاين عن طريق فيديو مركب يعرض خمس عشرة رسمة من الملحمة على مدة خمس عشرة ثانية تسقط ضوئيا على لوحة جدارية بقياسي مترين بمترين بخلفية ثابتة وأضفت إليها مقاطع موسيقية نسجت للملحمة ودمجها مع اللوحات والبيئة المحيطة بها وعزلت الغرفة التي احتضنت المشروع وأضفيت عليها لونا أصفر لتمنح بالنهاية شعور الدخول لمعبد روحي”.

كذلك عمل يزن على تصميم كتاب خشبي خط عليه أبياتا شعرية لجرجس ناصيف عن ملحمة جلجامش وكان هدفه من ذلك ترك الأثر في ذاكرة الحضور من خلال رسم خط درامي للملحمة من جانب المعاصرة برؤيته الخاصة.
وعند سؤاله عن اختلاف الأفكار والتقنيات بين جيلي الشباب والمخضرمين والرواد اعتبر يزن أن جيلهم محظوظ كونه يتاح أمامهم نطاق واسع من البحوث والتجارب التي يمكنهم الاطلاع عليها من خلال الإنترنت والكتب الفنية، إضافة إلى التجارب المعاصرة التي تشربوها من خبرات فنانين حول العالم وتسخيرها لخدمة أفكارهم بطرق مبتكرة في حين كان الرواد يجربون بشكل فردي ويوثقون هذه التجارب ويعرفون العالم عليها ويستفيدون من خبرات بعضهم البعض في استخراج الألوان والمواد الأخرى.
ويرى يزن أن الحركة التشكيلية السورية من أهم الحركات الفنية في الوطن العربي وتاريخها الممتد منذ عصور من تجربة الفنان توفيق طارق وصولا إلى فن الحداثة وتجربة الفنان فاتح المدرس وجيل ما بعد الرواد والجيل الحديث.
وحول مشاريعه القادمة يقول إنه يعمل على تجهيز أعمال جديدة للمشاركة بالمعارض ويسعى للعمل على ابتكار أسلوب معاصر لإدخال الخط العربي في تصميم البوسترات في مجال الغرافيك.