السوري كاظم خليل يختص في البورتريه مسحورا بالتاريخ

دمشق - عرض الفنان التشكيلي السوري المغترب كاظم خليل مجموعة من أعماله التي أنجزها طوال السنوات الماضية أمام الجمهور السوري، وذلك في صالة عامر للفنون في مدينة اللاذقية التي دأبت على تنظيم مثل هذه الفعاليات للاطلاع على تجارب الفنانين المغتربين والاستفادة منها.
وبيّن كاظم خليل أنه تعلم الفن منذ الصغر بشكل فردي في قرية بسنادا باللاذقية مسقط رأسه وكان حوله عدد من الفنانين المحترفين منهم الفنان التشكيلي سموقان وغيره من الذين أشادوا بموهبته حين كان يرسم كالطفل ما يدور في داخله ويعبر بالرسم والنحت بالوحل عن حزنه وفرحه.
وأشار إلى أنه ترك العمل في هندسة الكهرباء بسبب شغفه بالفن وانشغاله بالكتابة النقدية الفنية ليشارك أول مرة في معرض جماعي في عام 1982، في حين نظم أول معرض فردي له في عام 1994.
ولفت خليل إلى تجربته في الإمارات حيث التقى بمجموعة فنانين عرب وسوريين وتبادل معهم الرؤى والخبرات ونال عدداً من الجوائز، ثم انتقل إلى فرنسا ونال عضوية الاتحاد الدولي للفنانين التشكيليين في فرنسا ليبدأ رحلته الجديدة في عالم الفن.
وتحدث الفنان التشكيلي سموقان عن تجربة خليل حيث أوضح أنه ركز على البورتريه واشتغل عليه بحرية تامة وبطريقة متمردة، موضحاً أن تجربته فيها تجاوز بسبب إصراره على اللعب بالفن، وخاصة بالنحت وقد حقق في المغترب وجوداً مميزاً.
الفنان كاظم خليل فاز بجائزة الرسم والتصوير في "الغراند باليه" التي تعد من أهم تظاهرات الفن التشكيلي العالمية
وعرضت الصالة فيلماً وثائقياً عن تجربة الفنان خليل بعنوان “اللون الثامن” جاءت على لسان كبار النقاد والشعراء العالميين والعرب الذين أجمعوا على أهمية أعماله رغم آرائهم المختلفة، ومنهم الناقد التشكيلي كريستان بريست الذي تحدث عن تقنية التحلل والتفكك عند خليل، وقال “المعروف أن الألوان سبعة لكن خليل استطاع أن يصل إلى اللون الثامن بفنه”، مبيناً أن في لوحاته قوة وإصراراً وهو مسحور بنساء الحضارة السورية كعشتار نجمة الصبح ولديه نوع من الفيض الإبداعي.
ولفتت الكاتبة فاضلة هياج إلى أن “خليل يخترق ويعبر عن كل ما هو إنساني فتدهشنا الوجوه التي تنظر إلينا من داخل لوحاته كما أنك ترى قصصاً في لوحاته وتدهشنا الوجوه غير المبالية أمام آلهة الحرب” وفق وصفها.
أما المؤرخ ميشيل أرشيمو فوصف أعمال خليل بالقول “لا نحتاج إلى جهد لنرى كل العنف الذي تثيره اللوحة من عنف الوجوه والألوان وبربرية الحرب والأحزان المروعة في عيون أشخاصه.. لقد رأى الحرب قبل أن تبدأ”.
من جانبه، أوضح الفنان التشكيلي عامر علي أن استضافة خليل هدفها تعريف جمهور الفن في المدينة به والاستفادة من خبراته فهو تجربة إبداعية سورية لها تفردها وهويتها الخاصة، مبينا السعي لاستضافة أكبر قدر من التجارب للتأكيد على أن السوري مبدع وقادر أن يكون متميزاً أينما وجد.
وتجدر الإشارة إلى أن الفنان كاظم خليل فاز بجائزة الرسم والتصوير لعام 2010 في “الغراند باليه.. تظاهرة فنون باريس العالمية” التي تعد من أهم تظاهرات الفن التشكيلي العالمية. وهو أول فنان تشكيلي عربي يحصل على هذه الجائزة. كما نال جائزة النحت الفنان الفرنسي “استيفان سانتي” وجائزة الغرافيك الفنان البلجيكي “روشيه”.
