السوري الأرقم الزعبي: الإنترنت غيرت طبيعة البحوث المطلوبة

للبحث والباحث دورا في الحركة المعرفية والعلمية والتعليمية في كل وقت، ولكن يختلف من زمان إلى آخر.
الأربعاء 2023/07/19
ما جرى في سوريا لم يأخذ حقه من البحث والدراسة

دمشق – الأرقم الزعبي باحث سوري معرفي درس في كل المجالات الثقافية التي تسعى إلى تقوية المنهج الانتمائي والوطني والتراث العربي وحماية الثقافة الوطنية، إضافة إلى ضلوعه في البحث المواجه للغزو الثقافي.

وفي حديث معه يقول الزعبي إن “البحث عمل فكري إبداعي يتناول فكرة علمية، تاريخية، أدبية، اقتصادية، ذات قيمة مضافة، وهو جمع لأشياء مبعثرة ذات قيمة أو شرح مغلق ونقد للموجود، أو ابتكار جديد فيه تجديد للمألوف نحو الأفضل”.

ويتبع الباحث، حسب الزعبي، عند إعداد البحث منهجا مناسبا لمادة البحث ونوعه موجها لفئة ثقافية أو عمرية محددة، والبحث الأدبي يستخدم لغة أدبية جاذبة غير جافة تمتلك منهجا ووثيقة قادرة على الإقناع والعبور إلى المستقبل.

ويرى أن للبحث والباحث دورا في الحركة المعرفية والعلمية والتعليمية في كل وقت، ولكن يختلف دور البحث والباحث من زمان إلى آخر، وهذا الاختلاف متعلق بالمادة الفكرية والزمان، مبينا أن هناك بحوثا تتلاشى وتفقد قيمتها مع الزمن، وهناك بحوث إبداعية خالدة تشكل مصادر ومراجع في عالم البحث، واليوم مع توافر شبكة الإنترنت وهذا العرض الكبير للكتاب الإلكتروني يخلق تحديات أكبر أمام البحوث، أهمها اختيار الفكرة الجديدة والمركبة، وإلا هناك تكرار غير مبرر.

الأرقم الزعبي: هناك بحوث تتلاشى وتفقد قيمتها مع الزمن وبحوث خالدة

ويوضح الزعبي أن البحث القائم على البحوث التي تستخدم المنهج النقلي أو الوصفي بات محكوما بالفشل لوجود معلومات وكتب على الشبكة تحمل غزارة في المعلومات لا ينافسها بحث قائم، وفق المنهج الجمعي أو الوصفي فقط، معتبرا أن البحث الموسوعي يعود اليوم إلى الواجهة ولاسيما البحوث التي تتناول العلوم الإنسانية “تاريخ – علم اجتماع”، ونحن في زمن البحث القائم على المنهج التكاملي الكلي المركب الذي يستخدم أكثر من منهج معا.

ويتابع أن الأبحاث التي تتناول التاريخ القديم تراجع عددها بسبب المخزون المعلوماتي المتوافر على الشبكة عندما تتحدث عن تاريخ الحرب العالمية الثانية مثلا تجد شخصيات هذه الحرب بالصوت والصورة، وتجد الوثائق والاتفاقيات عينها، وبالتالي اليوم البحث التاريخي المعاصر المعيش هو الرائج.

ويبين الباحث أن ما جرى في سوريا لم يأخذ حقه من البحث والدراسة بعد، لأن الحديث عن ذلك يتطلب دراسة تحليلية، واستخدام مهارات البحث من مناقشة ومقارنة ودراسة أثر هذا الحدث الحالي والمستقبلي، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى خلية عمل بحثية لكتابة ما حصل، وليس كل من يدعي يمتلك القدرة وهؤلاء أصبحوا الأغلبية في الساحة.

يذكر أن الأرقم الزعبي عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب من مؤلفاته “حقائق عن اليهودية” و”الغزو اليهودي للحياة العربية”، و”قضية البوسنة والهرسك: دراسة تاريخية وإنسانية” و”نثر الحجارة” وغيرها، وشارك في العديد من اللقاءات الثقافية والندوات والمهرجانات.

12