السوريون يحيون الذكرى العاشرة للهجوم الكيمياوي في الغوطة

عفرين (سوريا) - أحيا السوريون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام الاثنين الذكرى العاشرة للهجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية قرب دمشق، الذي اتهم النظام بتنفيذه وأودى بحياة أكثر من 1400 شخص.
ونظّم أهالي الضحايا وناشطون ومسعفون تجمعات منذ مساء الأحد في مناطق عدة في شمال وشمال غرب سوريا لإحياء ذكرى الهجوم الذي ينفي النظام السوري أي تورّط له به.
وفي عفرين في شمال سوريا، شارك عدد من الناجين ذكرياتهم الأليمة بينما جسّدت مسرحية للأطفال المأساة التي طبعت ذلك اليوم.
1429
قتيلا بينهم 426 طفلا حصيلة استخدام نظام الأسد لغاز السارين المحظور
وقال محمّد دحلة، وهو أحد الناجين، “نقيم هذه الفعالية ليس لنتذكّر نحن المجزرة، فهي تعيش في ذهننا بشكل يومي”، مضيفا “سنبقى مصرّين على محاسبة بشار الأسد المجرم المسؤول عن المجزرة”. وعبّر عن أسفه لتنفيذ النظام السوري “غيرها من المجازر في ما بعد نتيجة تخاذل العالم”.
وفي الحادي والعشرين من أغسطس 2013، وقع هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام (الغوطة الغربية)، أبرز معاقل الفصائل المعارضة آنذاك قرب العاصمة، واتهمت المعارضة النظام السوري بتنفيذه.
وتمّ التداول على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام والأسابيع اللاحقة بعشرات مقاطع الفيديوهات لجثث أطفال ونساء ورجال صدمت العالم، وأكدّ ناشطون أن عائلات بكاملها قضت.
وفي نهاية أغسطس من ذلك العام، أعلنت الولايات المتحدة أنها على “قناعة قوية” بأن النظام مسؤول عن الهجوم الذي أوقع 1429 قتيلا بينهم 426 طفلا.
وفي السادس عشر من سبتمبر، نشرت الأمم المتحدة تقريرا لخبرائها الذين حققوا في الهجوم، يتضمن “أدلة واضحة” على استخدام غاز السارين.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتبر في تصريحات في بداية الحرب السورية أن استخدام الأسلحة الكيميائية “خط أحمر”. وكان على وشك شنّ ضربات عقابية ضد دمشق، لكنه تراجع. وأبرمت بلاده في سبتمبر من العام ذاته، اتفاقا مع روسيا حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
واستعاد المسعف محمّد سليمان، ابن بلدة زملكا في الغوطة، الذي فقد خمسة من أفراد عائلته، تفاصيل يوم الهجوم.
وقال “حوالي الساعة الثانية والنصف تقريبا، جاءتنا إشارة عبر الأجهزة اللا سلكية عن وقوع قصف كيميائي في مدينة زملكا، توجهت إلى المكان (…) وجدت عددا كبيرا من المصابين والشهداء، كأنه يوم القيامة، مشهد لا يوصف”.
ويضيف “شممت رائحة الموت، قمت بنقل الجثث (…) إلى مركز طبي قريب من منزلي”، مشيرا إلى أنه كان يلفّ وجهه بوشاح لحماية نفسه من تنشّق الغاز.
سوريا تشهد منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد الملايين
ويروي أنه بعدما توجّه إلى منزل عائلته، لم يجد أحدا. في هذه الأثناء، طُلب من جميع السكان إخلاء المنطقة ودخل المسعفون الذين يرتدون ألبسة وقائية فقط.
لكنه واصل مع شقيقه البحث عن عائلته. وفي مركز طبي قريب من المنزل، “وجدت أبي وسكانا من الحي وقد وضعت على جثثهم أرقام من دون أسماء، أذكر أن رقم أبي كان 95. وضعت الأسماء على الجثث التي تعرفّت عليها من سكان الحي”.
وتبيّن لاحقا أن شقيقه وزوجة شقيقه الآخر مع اثنين من أولادها، قضوا في الهجوم.
وتابع “حفرنا مقبرة جماعية تتسّع للمئات من الأشخاص، وقمنا بدفن الجثث قرب بعضها، يفصل بين الواحدة والأخرى حوالي خمسة سنتيمترات”.
وقال سليمان “نتمنى من دول العالم إنصافنا.. فهي تستطيع أن تحاسب” المسؤولين عن الهجوم، مضيفا “نرجو من الله أن يأخذ حقّ الناس الأبرياء”.
ورغم تأكيد دمشق تسليمها مخزونها من الأسلحة الكيميائية، تكرّرت بعد ذلك الاتهامات الموجهة إليها بشنّ هجمات كيميائية.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.
