السوريون في الخارج يبدأون التصويت في الانتخابات الرئاسية المحسومة سلفا للأسد

المئات من اللاجئين السوريين يتدفقون إلى سفارة بلادهم في لبنان للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.
الخميس 2021/05/20
إقبال على انتخابات لن تغير شيئا

بيروت - بدأ السوريون في الخارج عملية الاقتراع بالانتخابات الرئاسية مع فتح صناديق الاقتراع في عدد من الدول العربية والغربية في اليوم المخصص للمقيمين خارج سوريا.

وتبدو نتيجة هذا الاستحقاق محسومة سلفا لفائدة الأسد، الذي يطمح لولاية رابعة من شأنها أن تكرس حكمه لسبع سنوات قادمة، في ظل عجز المنظومة الدولية عن دفعه إلى التخلي عن السلطة بعد أكثر من عشر سنوات من حرب مدمرة.

وفي لبنان تدفّق المئات من اللاجئين السوريين صباح الخميس إلى سفارة بلادهم قرب بيروت للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، وبدأ منذ ساعات الصباح الباكر توجّه حافلات تقل سوريين إلى مقر السفارة في بعبدا، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني وقوات الأمن.

وأمام مقر السفارة، اكتظ الشارع بسوريين رفعوا أعلام بلادهم وصور بشار الأسد ووالده حافظ، مرددين هتافات عدة.

وقال محمّد الدوماني، لاجئ سوري من ريف دمشق، حضر منذ الخامسة صباحا إلى السفارة "انتخبت بشار الأسد لأنني مؤمن بمشروعه، فهو لم يتخل عن مسؤولياته طيلة فترة الحرب". وأضاف "مؤمن تماما به وبقدرته على إخراج سوريا من الأزمة إلى الأفضل".

وعلى غرار الدوماني، قال خميس محمّد (38 عاما) اللاجئ من ريف حلب في شمال سوريا، إنه انتخب الأسد "لأنّ الوضع قبل عشر سنوات كان أفضل مما هو عليه الآن".

ورأى أن قوى خارجية "تدخّلت لخراب سوريا" التي تبقى بالنسبة إليه "الأم الحنونة.. وسوريا الأسد".

وتفتح السفارات السورية في عدد من عواصم العالم، أبرزها موسكو وعمان وبغداد والكويت، أبوابها الخميس أمام رعاياها للمشاركة في الانتخابات، فيما منعت دول أخرى تنظيم الانتخابات على أراضيها بينها ألمانيا وتركيا.

وتجري الانتخابات داخل سوريا الخميس المقبل، للمرة الثانية منذ اندلاع النزاع الذي بدأ بانتفاضة شعبية ما لبث أن تحولت إلى حرب مدمرة أودت بحياة أكثر من 388 ألف شخص، عدا عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

لاجئون متمسكون بالحق في الانتخاب
لاجئون متمسكون بالحق في الانتخاب

وفاز الأسد في انتخابات الرئاسة الأخيرة في يونيو 2014 بنسبة تجاوزت 88 في المئة من الأصوات. وينافسه في الانتخابات الحالية التي يصفها محللون ومعارضون بأنها "شكلية"، مرشحان غير معروفين على نطاق واسع.

ومن بين قائمة تضم 51 مرشحا أقرت المحكمة الدستورية العليا في سوريا ثلاثة مرشحين فقط للانتخابات السورية هم بشار الأسد وعبدالله سلوم عبدالله، الذي شغل منصب نائب وزير سابقا، ومحمود أحمد مرعي، وهو رئيس حزب معارض صغير يحظى بموافقة رسمية.

ويقول نشطاء إن الأسد ينافس نفسه في هذا الاستحقاق، حيث أن الشخصيتين المترشحتين أمامه واللتين لا تحظيان بأي وزن هما بمثابة "كومبارس" في مشهد مسرحي مكشوف.

وتبقي السفارة السورية في لبنان، حيث يقيم وفق السلطات قرابة مليون ونصف المليون سوري غالبيتهم لاجئون، أبوابها مفتوحة الخميس أمام رعاياها حتى السابعة مساء. وقالت المسؤولة الإعلامية في السفارة منال عين ملك إنّ "احتمال التمديد يبقى واردا لأن الأعداد كبيرة".

وبعد اقتراعه، قال عبدالرحمن (21 عاما) اللاجئ من مدينة حلب "انتخبت الأسد بسبب حبي له، لقد فعل كل شيء لنا، مستشفيات ومدارس مجانا". وأضاف "أنظر إلى الوضع في لبنان والوضع في سوريا، ماذا فعل لنا الرئيس وماذا يحصل هنا".

وعن سبب بقائه في لبنان رغم الانهيار الاقتصادي المتمادي، أجاب "أشغالي باتت كلها هنا ولم يبق لي عمل في سوريا".

واستعاد الأسد، الذي يحكم سوريا منذ عام 2000 بعد وفاة والده الذي حكم البلاد لمدة 30 عاما، السيطرة على معظم أراضي سوريا بعد حرب أهلية مستمرة منذ عشر سنوات أودت بحياة مئات الآلاف من السوريين، وتسببت في نزوح أكثر من نصف السكان عن ديارهم.

وترى دمشق في الانتخابات السير الطبيعي لنظام الحكم رغم الحرب، بينما تعتبر المعارضة والغرب أنها تمثيلية الهدف منها أن يظل الأسد رئيسا إلى ما لا نهاية وتعطيل مفاوضات إنهاء الصراع.

وقال مسؤولون كبار في الأمم المتحدة هذا الشهر إن الانتخابات لا تستوفي قرارات مجلس الأمن الداعية إلى إطلاق عملية سياسية لإنهاء الصراع، ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة "بأعلى معايير الشفافية والمحاسبة".

أنصار الأسد يرون فيه الخيار الأفضل لسوريا
أنصار الأسد يرون فيه الخيار الأفضل لسوريا