السورية محار داؤد تقدم "قراءة بصرية" مستوحاة من متاحف عالمية

فنانة سورية توظف المنهج القديم في الفن المعاصر لتصوير القطع الأثرية عبر مهارات إعادة الرسم والتلوين.
السبت 2023/07/08
شكل من الفن الحديث

دمشق - يستضيف المتحف الوطني بدمشق معرض “قراءة بصرية” للفنانة محار داؤد تصور فيه عبر 22 عملا فنيا من القياس الصغير قطعا أثرية مستوحاة من متاحف عالمية.

يأتي هذا المعرض الفردي الذي أنجزت أعماله في مدينة موسكو الروسية ويعد الأول للفنانة داؤد في سوريا بعد ستة أعوام من دراستها للمنهج القديم في الفن المعاصر والذي وظفته لتصوير القطع الأثرية عبر مهارات إعادة الرسم والتلوين.

وأشارت داؤد إلى أنها تعيد رسم القطعة المتحفية وتكوينها وتبحث عن احتمالات لمنظورها لافتة إلى أن منهج القراءة البصرية القديم يجيب عن ثلاثة أسئلة مهمة الأول يتعلق بكيفية الاستفادة من المحفوظات والقطع الموجودة في المتحف لإنشاء عمل فني معاصر جديد، والثاني كيفية حدوث هذا الانتقال والعناصر التي تقبل الانتقال بين عمل قديم وحديث، والثالث كيف لفنانين من زمنين مختلفين وبقعتين جغرافيتين مختلفتين أن ينتجا ذات العمل الفني عبر ذات المفهوم البصري باختلافات بسيطة أو معدومة.

كما أشارت داؤد إلى أن معرض “قراءة بصرية” ينبع من دراسات وأبحاث طويلة أجرتها وأنها استخدمت مواد الكتابة الأساسية، وبصفتها من فناني حوض البحر الأبيض المتوسط فهي تميل إلى الشعر والأدب وإلى ما يكتب بالقلم واليد.

محار داؤد فنانة تعيد في “قراءة بصرية” رسم القطعة المتحفية وتكوينها وتبحث عن احتمالات لمنظورها

وأشار المدير العام لمديرية الآثار والمتاحف نظير عوض في تصريح صحافي إلى أن معرض “قراءة بصرية” شكل من أشكال الفن الحديث، واللوحات المعروضة تستوحي مواضيعها من قطع أثرية من متاحف عالمية متنوعة.

من جهته لفت مدير الفنون الجميلة وسيم عبدالحميد إلى أهمية العلاقة بين الآثار والفن التشكيلي واستحضار هذه القطع الفنية والآثار القديمة وعرضها بطريقة وأسلوب جديدين وبرؤية خاصة ومعاصرة للارتقاء بالذائقة الفنية للجمهور.

وأشار إلى أن إقامة هذا المعرض في المتحف الوطني مهم جداً للتأكيد على أكاديمية الفن، وأنه رغم أن الرؤية البصرية جديدة ولكنها قائمة على فن وخطوات ثابتة، لافتا إلى أن هذه العلاقة بين الفنون التشكيلية والآثار من خلال معرض الفنانة داؤد خطوة أولى إلى الأمام للكثير من المعارض المهمة والنوعية في المتحف الوطني.

تجدر الإشارة إلى أن الفنانة محار داؤد من مواليد اللاذقية 1988، أنهت دراستها الثانوية في ثانوية المتفوقين باللاذقية عام 2006 وتخرجت في كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 2010 قسم الرسم والتصوير الزيتي، ثم تابعت دراستها في أكاديمية “فارونيج” الحكومية للفنون في روسيا عام 2014، وعام 2015 حصلت على ماجستير في التعليم الأكاديمي للفنون من كلية الفنون في جامعة “كورسك” الحكومية بروسيا.

وفي حديثها عن معرضها لوسائل إعلام سورية، تقول الفنانة التشكيلية “كنت دائماً أقف وراء الفكرة التي تقول إن البحث النظري والتجربة العملية للفنان مرتبطان ويقدمان بالضرورة نتيجة تخدم جهد الآخرين المشتغلين بالفن والأفراد المعنيين بتعليمه، والمجموعة المعروضة في المتحف جميعها منجزة في موسكو، رافقت بحثي النظري حول المنهج القديم، وسعيتُ لعرضها في البلدين في مكان مرتبط بتعليم الفنون لأنها تصبّ في البحث العلمي وتدريب الطلاب ويمكن اعتبارها نماذج أولية تعرّف بمفهوم القراءة البصرية المتعلق بعملية التعلم الذاتي في الفن، وهي كلوحات لا تخرج عن المفهوم الفكري الرئيسي لمجموعات أعمالي خلال الثلاثة عشر عاما الأخيرة”.

14