السورية سارة شمة تعرض أرواحها الجريئة في لندن

لوحات ركزت فيها الفنانة على الشخصيات النسائية، وسعت للدخول إلى أرواحهن مع ربطهن بحلقات من حياتها الخاصة.
الجمعة 2023/11/17
إعادة سرد للقصص

لندن - يستضيف متحف “داليتش بيكتشر غاليري” العريق في لندن أول معرض فردي لفنانة سورية، هي الفنانة التشكيلية سارة شمّة بعنوان “سارة شمّة: أرواح جريئة”.

يستمر المعرض إلى الخامس والعشرين من فبراير من العام المقبل، ويضم مجموعة جديدة من أعمال شمّة مستوحاة من لوحات محدّدة من مجموعة المتحف التاريخية، ركزت فيها على الشخصيات النسائية، وسعت للدخول إلى أرواح هؤلاء النساء، مع ربطهن بحلقات من حياتها الخاصة، لإعادة سرد قصصهن للمشاهدين المعاصرين.

وتقدّم شمّة في كل لوحة تفسيرا قويا ومحفّزا لأعمال فنانين من بينهم رامبريت وبيتر ليلي وأنتوني فان ديك وبيتر بول روينز، لتستكشف الهوية والموت والأمومة والجمال غير المتوقع في الأعمال التي تُظهر خبرتها الفنية العالية كرسّامة، فضلا عن تقديرها طويل الأمد وتبحّرها الاستثنائي في أعمال المعلمين القدماء، ومع ذلك فهي المرة الأولى التي تستجيب فيها مباشرة لمجموعة من اللوحات الأوروبية التاريخية.

سارة شمّة المولودة عام 1975 لأب سوري وأم لبنانية انتسبت إلى مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية، ثم تخرجت من قسم الرسم في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق عام 1998. انتقلت إلى لندن في عام 2016 حيث تعيش وتعمل حالياً. تحصلت على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، منها الجائزة الرابعة في مسابقة البورتريه العالمية في لندن.

بدأت مسيـرتها بـشكل مدروس باستخدام اللونين الأسود والأبيض فقط، ثمّ بدأت بالتركيزِ على الضوء والظل وتظليل المساحات الضوئية وأبعادها، وبعد ذلك انتقلت إلى التواصل مع الفراغ عن طريق الألوان الزيتية حيث وجدت قدرتها على التعبير عما يدور خلف أصوات شـخصيتها.

وتركز الفنانة بشكل أساسي على الشكل البشري، فبالرغم من أنها عاشت وعملت أثناء الحرب الأهلية السورية التي انعكست في فنها، إلا أنها اختارت أن تركز بشكل أقل على الجوانب السياسية ومعاناة الحرب، وبشكل أكبر على موضوع الإنسانية.

تقول التشكيلية السورية إن الفن لا يوقف الحرب أو يرفع الظلم، لكنه يساعد الإنسان على الاكتشاف، وإنها تميل إلى التجريد في المفاهيم التي تحاول تضمينها في أعمالها، وإلى التأثير أكثر من القيم الجمالية، التي هي ضرورة لأي عمل فني في الوقت عينه. وسبق أن اختارتها جامعة “كينز كوليج” لمعالجة قضايا النساء وعرض معاناتهن، في معرض حمل عنوان “العبودية الحديثة”.

15