السورية رفاه الرفاعي تستكشف ذاكرة الأمكنة وعلاقتها بالذاكرة الإنسانية

"ذاكرة الأمكنة" يتضمن 120 صورة تراثية متنوعة، عكست ذاكرة تاريخية تمسكت بها الفنانة وأعادت تصورها.
الثلاثاء 2022/09/20
أمكنة تبوح بأسرارها

دمشق - يحمل المكان ذكرياتنا أو نحمل نحن ذاكرة الأمكنة، ليس مهما من يتذكر الآخر، الأهم أن هذه العلاقة الجدلية مستمرة وتنعكس في كافة تفاصيل الحياة اليومية ومنها الأعمال الفنية التي تنبش الذاكرة لتحيي أحداثا وأمكنة من الماضي، وتقدم للناس في الحاضر صورا مختصرة عن زمن ولى ومضى.

ومن المكان وذاكرته، استوحت الفنانة السورية رفاه الرفاعي مجموعة من اللوحات لتجمعها في معرض تشكيلي جديد متخصص في التصوير الضوئي أطلقت عليه اسم “ذاكرة الأمكنة”.

نظم المعرض في صالة الخانجي للفنون الجميلة ويتضمن 120 صورة متنوعة، عكست ذاكرة تاريخية تمسكت بها الفنانة وأعادت تصورها وتشكيلها في إبداعها عن أماكن للريف الحلبي.

رفاه الرفاعي: الهدف من المعرض الاستئناس بذكريات الماضي واسترجاع نفس الأحاسيس التي قد تختلف من شخص لآخر

ورافق المعرض الذي افتتح في السابع عشر من سبتمبر الجاري واستمر ثلاثة أيام توقيع كتاب “وشم على الجذع العتيق” الذي يتحدث عن العلاقات الاجتماعية والفكرية في واقعنا، متيحا للقارئ الحكم على النتائج.

وبيّنت الفنانة الرفاعي أهمية علاقة الأمكنة الوثيقة بذاكرتنا لوجود خصوصية وإيحاءات لكل مكان نزوره ونتأثر بمحيطه، موضحة أن الهدف من المعرض الاستئناس بذكريات الماضي واسترجاع نفس الأحاسيس التي قد تختلف من شخص لآخر عند زيارته للمكان أو رؤيته لصورته.

أما عن كتابها “وشم على الجذع العتيق”، فأوضحت الرفاعي أنه يمسح زمنيا نحو ستّين سنة ويعتبر رواية جدلية بين أربعة أشخاص ويستخلص نمطية علاقات اجتماعية وأخلاقية واقتصادية، موضحة أنه يترك للقارئ أن يرى المنحنى المفقود خلال تلك السنوات.

وأوضحت رئيسة اتحاد الفنانين التشكيليين في حلب الفنانة نوران جبقجي أن “المعرض يتضمن تراثنا وتراث أجدادنا ويجسد الحارات القديمة في مدينة معلولا مسقط رأس الفنانة الرفاعي إضافة إلى ذكرياتها مع أقربائها والأعمال المعمارية واليدوية والطينية والمقتنيات التي كانوا يستخدمونها في حياتهم الشخصية من طاحونة وسلاح ومدافئ وإكسسوارات وغيرها”، معتبرة أنه معرض شامل جسد تراث إحدى العائلات السورية الأصيلة.

وبيّن مدير الثقافة بحلب جابر الساجور أن المعرض يحتوي صورا من البيئة السورية والحلبية من أماكن قامت بزيارتها الفنانة الرفاعي واستطاعت بأعمالها تجسيد التراث السوري من خلال تصوير الأدوات الزراعية وأدوات الطبخ والزينة الأمر الذي يعبر عن عين الفنان الثاقبة التي تصور الطبيعة بشكل واقعي يعود بنا إلى الماضي والزمن الجميل.

وتابع “لوحات رفاه الرفاعي من التراث السوري الحلبي تعكس إبداع الإنسان الذي أقام على هذه الأرض ولا زال أحفاده مستمرين في الحياة، الأمر الذي يدل على نبض الحياة المستمرة في هذه المدينة التي تعرضت للإرهاب الظلامي وقادرة على الانتصار بتراثها وبفنها وبأبنائها”.

س

15