السورية ابتسام مجيد تصور المرأة بكل حالاتها

حلب (سوريا) - كانت المرأة ومازالت ملهمة للفنان ورمزا للجمال والأمومة والخصوبة والعطاء فشكلت مجالا واسعا للدراسة والبحث كأنموذج جميل ومتناسق يحوي قيما فنية جميلة ورمزية يلجأ إليها الفنان ليعبر عن ماهية الموضوعات الذاتية وينقل إحساسه للمتلقي.
والمرأة بالنسبة إلى لمرأة الفنانة، هي ليست مجرّد موضوع للمنجز الفني بل هي هوية وانتماء وقضية تسعى للدفاع عنها، وهي “الأنا” الدفينة التي تتكلم بصوتها وتسرد حكاياتها وتعبّر عن مشاكلها.
من هذا العالم الذي يشبهها كثيرا، استوحت الفنانة التشكيلية السورية ابتسام مجيد معرضها التشكيلي الأخير الذي لا ينفصل عن عالم المرأة وتفاصيله.
ويضم المعرض ثلاثين لوحة تشكيلية تجسد المرأة بكل حالاتها بما فيها الفرح والحزن والتأمل والذي أقامته مديرية ثقافة حلب ومركز الفنون التشكيلية بالتعاون مع صالة الخانجي للفنون الجميلة بحلب.
وجسدت اللوحات في المعرض الذي يستمر حتى الثاني من سبتمبر المقبل مشاعر المرأة خلال الحرب على سوريا وحزنها لفقدان أحبائها، إضافة إلى لوحات تناولت عطاء الأم التي تهب روحها لأبنائها.
وبينت الفنانة ابتسام أنها استخدمت عدة تقنيات في لوحاتها مثل مادة الرمل وورق الذهب والكرتون والغراء متخذة مواضيع من الواقع المعاش إضافة إلى الحديث عن المرأة ولاسيما أيام الحرب السورية ومستخدمة ألوانا ترمز إلى الأمل والمودة.
وأشارت رئيسة اتحاد الفنانين التشكيليين في حلب نوران جبقجي إلى تطور أسلوب ابتسام منذ بداياتها، مبينة أهمية إدخالها لتقنية الكولاج في اللوحات الأمر الذي يعطي بعدا جماليا ولاسيما أن ألوان اللوحات يغلب عليها التفاؤل والإشراق مع وجود الزخارف النباتية الفارسية والوجوه في محاولة لتجسيد المدرسة الواقعية.
ولفت الفنان التشكيلي خلدون الأحمد إلى أهمية اختيار المرأة موضوعا للوحات لكونها ترمز إلى الحياة، مشيرا إلى اعتناء الفنانة ابتسام بتفاصيل اللوحات بشكل ملفت ودقيق من خلال تجسيد التفاصيل الشرقية التراثية.