السورية أوديت ديب تعرض منحوتات مستوحاة من الإنسان والطبيعة

دمشق - ضمن سلسلة معارض "بوب" التشكيلية التي تنظمها منذ سنوات، تعرض الفنانة السورية أوديت ديب هذا العام لوحات ومنحوتات مستوحاة من الإنسان والطبيعة، وفيها بحث مستمر في العديد من القيم والمبادئ ونظرة فلسفية للعالم من حولنا.
المعرض الذي أصبح تقليداً سنوياً تقيمه ديب في العاشر من سبتمبر كل عام تخليداً لذكرى ابنها إبراهيم في يوم ميلاده بعد أن خطفته يد الإرهاب، يحتضن 28 منحوتة على عدد سنوات عمره المفترضة وجاء ضمن سلسلة معارض “بوب” التي بدأت منذ عام 2014 بعد سنة من وفاته وتنوعت بين الرسم بالريشة والألوان والنحت على الحجر.
واستوحت الفنانة في معرضها "بوب" التاسع أشكال المنحوتات من الإنسان والطبيعة وتنوعت مواضيعها بين مفاهيم الفقد والظلم والعجز والانكسار، مستخدمة حجر الأونيكس المتواجد في منطقة وادي النضارى بهيكله الجمالي الفريد شبه الشفاف وتمازجه اللوني المميز.

وأشارت ديب إلى أن فكرة الأعمال الفنية راودتها كالومضة لتخليد ذكرى فلذة كبدها حيث لجأت بداية إلى فنانين تشكيليين لمعرفة مفاتيح العمل واطلعت على مدارس الفن التشكيلي المتنوعة، لكن سرعان ما تطور شغفها نحو النحت وجذبها حجر الأونيكس لطواعية كتلته يوما بعد يوم.
وأوضحت الفنانة أن العمل النحتي يحتاج جهداً عضلياً كبيراً لكن إرادتها وشغفها وتصميمها على تخليد ذكرى ابنها ساعدتها على تجاوز الصعوبات لتولد معه من جديد كل عام، لافتة إلى أنها تسعى من خلال معارض “بوب” لتوصيل رسالة مفادها أن علينا أن نثق بأرواحنا بعيداً عن الانكفاء وعن تبني عادات وتقاليد بالية وعدم السماح للظروف بالتحكم في مصيرنا واكتشاف الطريق الذي نساعد به أنفسنا أولاً.
وقد وجدت الفنانة منذ سنوات في حجر الأونيكس ملاذا للتعبير عن مشاعرها المكبوتة؛ إذ طوعته بأعمالها النحتية التي تزداد سنة بعد أخرى من حيث الشكل والموضوع فغدا معرضها السنوي الذي تقيمه نافذة لاستقطاب الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وحجر الأونيكس يسمى باللغة العربية حجر الجزع، وهو من الأحجار ذات الأصل الجيولوجي المعدني مثل أحجار الغرانيت والكوارتز، ويصنف في تكوينه الكيميائي ضمن مجموعة الكوارتز المعدنية متعددة ومتباينة الطبقات.
وأشارت ربى عين الشايبة خلال زيارتها المعرض إلى أن المنحوتات بالرغم من صلابتها فاضت بالأحاسيس وكأنها تترجم ما يجتاح قلب الفنانة من مشاعر، فكل منحوتة هي مزيج من الحزن والفرح والحب. وبدورها لاحظت عزيزة برهوم أن المعرض حمل إيحاءات إبداعية ومعاني جمالية كبيرة ومرونة طوعت الحجر وكسرت الحاجز بين الفن والحياة.