السودان يفتح أجواءه أمام الطائرات الإسرائيلية

القدس - أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أن الطائرات التجارية الإسرائيلية بدأت تطير في أجواء السودان، مشيراً إلى أن الممر الجوي الجديد يُعتبر نتيجة الاجتماع المهم الذي عقده مع عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان.
ويبدو أنه بدأ التطبيق الفعلي لنتائج اجتماع الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل في عنتيبي بأوغندا، الاثنين الماضي.
وقالت الخرطوم في الخامس من فبراير إنها أعطت الطائرات الإسرائيلية موافقة مبدئية على الطيران في الأجواء السودانية وذلك بعد يومين من اجتماع البرهان مع نتنياهو في أوغندا.
وقال نتنياهو في كلمة أمام عدد من قيادات اليهود الأميركيين "الآن نحن نبحث التطبيع السريع. أول طائرة إسرائيلية مرت أمس في أجواء السودان". وأشار إلى أن هذا الخط الجوي قلص الرحلة من إسرائيل إلى أميركا الجنوبية بنحو ثلاث ساعات.
وعقب إعلانه تحليق طائرة تجارية اسرائيلية في سماء السودان، كشف نتنياهو في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي عن علاقات غير مُعلن عنها تجمع تل أبيب مع دول عربية قائلاً إن المكشوف يشكّل فقط 10% فقط مما يحدث على الأرض.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغريدته التي احتفى فيها بسماح السودان لطائرات إسرائيلية بالتحليق في مجالها الجوي إنه "يطور علاقات مع دول عربية وإسلامية"، في إشارة إلى جهود الحكومة الإسرائيلية في تطبيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن عدداً قليلاً من الدول العربية والإسلامية “لا يقيم علاقات وطيدة معنا”.
وأحجم السودان عن القول إنه بصدد تطبيع العلاقات مع إسرائيل آخذا في الاعتبار الحساسيات في العلاقة مع الفلسطينيين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن في تغريدة على "تويتر" بتاريخ 3 فبراير الحالي، أنه التقى البرهان في أوغندا، واتفقا على تطبيع العلاقات بين البلدين.
وأوضح بيان أصدره مكتب نتنياهو أنهما بحثا مسألة تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، مشيراً إلى أن الجانبين سيبدآن خلال فترة قصيرة مباحثات في هذا الاتجاه.
وأضاف البيان أن مسألة إخراج السودان من عزلته الدولية مهم جداً، وأن نتنياهو بحث الأمر ونسّق لقاءه مع البرهان بالاتفاق مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وكانت إسرائيل تعتبر السودان في السابق تهديدا أمنيا في ظل شكوك باستخدام إيران للأراضي السودانية ممرا لتهريب الذخائر إلى قطاع غزة. وقالت مصادر إقليمية عام 2009 إن طائرات إسرائيلية قصفت قافلة أسلحة في السودان.
وسيساعد تطبيع العلاقات مع السودان في إبراز مؤهلات نتنياهو الدبلوماسية قبل شهر من الانتخابات المقررة في إسرائيل في الثاني من مارس.
وكان الزعماء العرب قد اجتمعوا في العاصمة السودانية الخرطوم عام 1967 واتفقوا على ثلاث لاءات هي لا اعتراف ولا تفاوض ولا سلام مع إسرائيل.
ومنذ اجتماع نتنياهو والبرهان يعتبر الممر الجوي أبرز تطور ناقشه الجانبان علنا.
وما زالت الولايات المتحدة الأميركية تضع السودان على لائحتها للدول التي تصفها بأنها "راعية للإرهاب" وهو موروث من نظام عمر البشير الذي استضاف زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامه بن لادن في الفترة من عام 1992 إلى 1996.
وجاء لقاء البرهان ونتنياهو المفاجئ في وقت يتصاعد فيه الرفض العربي والإسلامي لخطة أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، للتسوية في الشرق الأوسط، وتُعرف إعلاميًا بـ"صفقة القرن".